حشدت وزارة السياحة والآثار إمكانياتها استعدادًا للمشاركة المرتقبة لمصر في فعاليات الدورة الـ 54 لبورصة برلين السياحية ITB، أكبر المعارض العالمية في هذا المجال، حيث أعلنت نحو 180 دولة من مختلف قارات العالم مشاركتها، بينما يبلغ عدد العارضين فيه نحو 10 آلاف عارض، فضلا عن نحو أكثر من 113 ألف مشارك مهنى، ومن المقرر أن تتضمن فعاليات ITB 350 مؤتمرًا وندوة وورشة عمل، ويبلغ عدد المتحدثين فيها 400 محاضر ومتحدث في حضور 5 آلاف إعلامى و500 مدون سفر من جميع أنحاء العالم.
وتشارك مصر بقوة هذا العام في بورصة برلين الدولية للسياحة ITB التي تبدأ فعالياتها خلال الفترة من 4 إلى 8 مارس المقبل، وقد توافرت أفضل فرص التميز لمنح سوق السياحة المصرية فرصا أكبر للمنافسة العالمية في السوق السياحية الألمانية التي تعد البوابة الأفضل على الإطلاق للدخول إلى كل أوروبا من جديد، خاصة بعد تصدر السوق الألمانية قائمة الأسواق السياحية المصدرة للسياحة إلى مصر.
استعدادات خاصة وجهود مكثفة لا تخلو من جدية وابتكار، يليق بالحدث الأشهر عالميًا في مجال السياحة، بذلها ولا يزال الدكتور خالد العنانى الذي يترأس وفد مصر المشارك في فعاليات البورصة لأول مرة عقب توليه حقيبة السياحة والآثار، ويضم الوفد محافظى جنوب سيناء والبحر الأحمر ووفدًا رفيع المستوى من القطاعين الحكومى والخاص.
المشاركة المصرية المتميزة هذا العام في الدورة رقم 54 من بورصة برلين ITB، تأتى من خلال قاعة على مساحة ١١٢١ مترا مربعا بطول 62 مترا وعرض 19 مترا على طابقين، تخصص الطابق العلوى للاجتماعات الرسمية لوزير السياحة والآثار، بينما يبلغ عدد المشاركين والعارضين 57 فندقا و45 شركة سياحة، بالإضافة إلى شركة مصر للطيران ومحافظة البحر الأحمر بإجمالى نحو 104 ستاندات.. كما تتضمن منطقة الخدمات بالدور الأرضى فتارين عرض تحتوى مقتنيات الملك توت عنخ آمون وكرسى العرش تعمل بخاصية الهولوجرام ومطبخا لتقديم الوجبات والمشروبات المصرية.. كما تنتشر في المعبدشاشات عملاقة لعرض الأفلام الترويجية للمقاصد السياحية والآثار في مصر، فضلًا عن شاشات تفاعلية تعمل باللمس للتفاعل مع الجمهور، وعلى خلفية الجناح يوجد نموذج لحائط المتحف الكبير مثبت عليها شاشة لعرض فيلم عنه.. ويستقبل الجناح زواره بموسيقى الهارب وبالعديد من الأنشطة، مثل كتابة الأسماء بالهيروغليفية وتوزيع الهدايا والنشرات على زوار المعرض من خلال المكاتب الموجودة في مداخل الجناح.
وأكد خالد جلال، سفير مصر بألمانيا، أن المشاركة المصرية في المعرض تم الإعداد لها جيدًا على المستوى الرسمى والشعبى وتضمنت أهم الاستعدادات ومحاور التحرك للوفد المصرى المشارك في البورصة وتحديد لقاءات لوزير السياحة والآثار الدكتور خالد العنانى وقيادات العمل السياحى المصرى مع صُناع القرار السياحى وكبار منظمى الرحلات المشاركين في البورصة، حيث تلتقى مع منظمى الرحلات الألمان لبحث سبل زيادة عدد الرحلات من ألمانيا إلى مناطق مصر السياحية، موضحًا أنه تأكد حتى الآن عقد لقاءات رسمية بين وزير السياحة والآثار المصرى وكل من وزير الاقتصاد والسياحة ووزير الثقافة الألمانيين ورئيس لجنة السياحة بالبوندستاج، وعدد من اللقاءات مع وزراء سياحة البلدان المشاركة ومنهم وزراء البرتغال وقبرص واليونان.
وأضاف أن هيئة تنشيط السياحة أعدت عشاء عمل يحضره عدد من السياسيين والمسؤولين الألمان، بينما أعدت السفارة لقاءات بين الوزير وعدد من وسائل الإعلام الألمانية، موضحا أن خطتنا تستهدف الترويج لافتتاح المتحف المصرى الكبير وإلقاء الضوء على الاكتشافات الأثرية الجديدة وتطبيق وسائل مبتكرة للربط بين السياحة الثقافية والشاطئية المدعوم بعودة الطيران الداخلى بين المدن السياحية وافتتاح المتاحف الأثرية في المدن السياحية كمتحف الغردقة.
وقال السفير المصرى ببرلين إن مباحثات وزير السياحة والآثار مع المسؤولين الألمان ستتناول تعاون ودعم الجانب الألمانى لتطوير المتحف الأتونى بالمنيا والذى يقدر مبدئيًا بنحو 12 مليون يورو، مشيرا إلى أنه تم صرف الدفعة الأولى منه لتنفيذ المرحلة الأولى بالفعل على أن يتم تطويره على عدة مراحل.
وأكد اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، حرصه على المشاركة على رأس وفد من المحافظة في فعاليات بورصة برلين هذا العام، تقديرًا منه لأهمية هذه المشاركة في الترويج للمقاصد السياحية في نطاق جنوب سيناء والمتميزة بتنوع أنماطها التي تلبى جميع تطلعات السائحين، قائلًا: «نولى السائح الألمانى اهتماما خاصا لقناعتنا بأن ألمانيا هي البوابة الأفضل لجميع الأسواق الأوروبية، فضلا عن أهدافنا المرجوة من الترويج السياحى لزيادة أعداد السياح الوافدين من ألمانيا الذي يحتلون المركز الثالث في السياحة بمدن جنوب سيناء».
وأشار فودة إلى أن برنامج عمله والوفد المرافق له يتضمن العديد من اللقاءات الرسمية مع المسؤولين الألمان ووكلاء السفر من مختلف البلدان المشاركة في معرض برلين لاستعراض أعمال التطوير التي شهدتها المقاصد السياحية بالمحافظة وكذلك البرامج السياحية المبتكرة التي تستهدف إرضاء جميع أذواق السياح وإشباع رغباتهم من الأنماط السياحية المختلفة خاصة الشاطئية والسياحية منها.
وأكد اللواء عمرو حنفى، محافظ البحر الأحمر، أن أجهزة المحافظة أتمت استعداداتها للمشاركة الفعالة في بورصة برلين هذا العام، بالتنسيق مع وزارة السياحة وهيئة التنشيط، وذلك لعرض المقومات الفريدة بمدن محافظة البحر الأحمر، قائلا إنه تم التنسيق مع السفارة المصرية في برلين لعقد لقاءات مع المسؤولين الألمان والاتحاد الأوروبى وكبرى منظمى الرحلات المشاركين في المعرض العالمى، خاصة الذين يجلبون السياح إلى المحافظة لمناقشة اقتراحاتهم لتطوير الأداء وزيادة أعداد السياح الوافدين، فضلًا عن استعراض المستجدات التي تم إنجازها للربط بين السياحة الشاطئية والثقافية بعد افتتاح المتحف الجديد بالغردقة وتشغيل خط طيران مباشر مع الأقصر لتعزيز فرص توفير طلب السائح الألمانى الذي يمثل المرتبة الأولى في محافظة البحر الأحمر.
وأضاف حنفى أنه لدينا خطط لدعم حصص المحافظة من أسواق أخرى خاصة السوق الإيطالية، مشيرا إلى وضع برامج مبتكرة تواكب اهتمامات الجنسيات الأوروبية المختلفة وتسعى أجهزة المحافظة والمستثمرين من أبنائها لاستعراض هذه البرامج بوسائل تقنية حديثة بهدف زيادة الأعداد الوافدة من هذه الأسواق.
وثمّن الدكتور سعيد البطوطى، عضو المجلس الاقتصادى للسياحة العالمية، الجهود المصرية المهتمة بالمشاركة الفعالة بمعرض برلين، وقال إن ذلك يأتى مواكبا لنظرات العالم التي تترقب افتتاح المتحف المصرى الكبير، مشيرا إلى أهمية بورصة برلين في الترويج للسياحة العالمية، فضلًا عن أهمية السوق الألمانية لمصر وهى السوق التي سافر منها 55 مليون للسياحة خلال عام 2019، منهم 2.5 مليون زاروا مصر لتتربع بهم ألمانيا على عرش الدول المصدرة للسياحة إلى مصر.
وقال البطوطى، إن الفرص متاحة بقوة في معرض برلين لتحقيق مكاسب كبيرة في الترويج للسياحة المصرية، معربًا عن أمله في عقد مؤتمر صحفى كبير يتم الإعداد له جيدا ليحقق الآثار الإيجابية المرجوة منه في الرأى العام الألمانى، على أن يتضمن المؤتمر كلمة للوزير توضح العلاقة الوثيقة والفريدة للسياحة والآثار على أرض مصر واستعداداتها لافتتاح المتحف الكبير ومكوناته وطرق الوصول إليه، وهو ما سوف يجد تأثيرا إيجابيًا للألمان العشاق للآثار المصرية، مؤكدا أن مثل هذا المؤتمر سوف يدعم السياحة الثقافية بما لها من أثر على تنمية المجتمعات المحلية والاقتصاد القومى بشكل عام.