x

«أطفال الهجرة غير الشرعية» بالمنيا يروون تفاصيل «رحلة الموت» (صور)

الثلاثاء 25-02-2020 12:14 | كتب: سعيد نافع |
عودة أطفال الهجرة غير الشرعية بالمنيا عودة أطفال الهجرة غير الشرعية بالمنيا تصوير : سعيد نافع

رغم طفولتهم، سيطرت حالة من الصمت والحزن والإحساس بالفشل والهزيمة عليهم «أطفال الهجرة غير الشرعية«رغم وصولهم والجلوس وسط أسرهم بالمنيا بأمن وسلام، بعد أن أعادتهم السلطات المصرية من الحدود المصرية الليبية أثناء تسللهم للأراضي الليبية بحجة العمل هنا والهجرة إلى إيطاليا.

وأكد الأطفال العائدون من «رحلة الموت» فشلهم في تحقيق أمالهم وأحلامهم بالتسلل والعمل وتحصيل عائد مادي كبير يعودون به لأسرهم بحجة تحقيق طموحاتهم وأحلامهم، دون النظر لخطر الموت سواء عطشًا في الصحراء أو قتلا من ميلشيات عسكرية أو عصابات طلب الفدية.

وكشف الأطفال عن انتشار الظاهرة بالقرية على يد تجار الهجرة غير الشرعية، مقابل الحصول على مبالغ تتراوح ما بين 15 – 20 ألف جنيه، تسدد نقدًا عقب وصولهم إلى بني غازي، رغم تعرض المئات منهم للموت، والإصابة، وسداد الفدية.

وجدد الأطفال رغبتهم في إعادة المحاولة مرة أخرى، رغم تعرضهم شقائهم وأقاربهم للموت والهلاك بالصحراء الغربية سواء عطشا أو موتا بالقذائف أو الاختفاء لطلب الفدية، مؤكدين أنهم تركوا التعليم بعد إتمام مرحلة التعليم الأساسي، والحصول على الشهادة الإعدادية، والالتحاق بالتعليم الفني الزراعية والصناعي والتجاري.

بينما أعلن بعض أولياء الأمور تقدمهم ببلاغات إلى المسؤولين للقبض على تجار البشر «الهجرة غير الشرعية»، الذين يروجون لها مقابل الحصول على مبالغ نقدية تتراوح ما بين 15- 20 ألف جنية للفرد مقابل انتقاله من منزله وصولًا إلى بني غازي الليبية، مؤكدين أن أبنائهم «موهمين بالاكتناز، رغم فقدان العشرات من أبناء القرية سواء بالوفاة أو الاختفاء أو الإصابة».

فيما بدأت المحافظة من خلال إدارة حماية الطفل بالمحافظة، والوحدات المحلية بالمراكز، إجراءات قانونية منها توقيع أولياء أمور الأطفال على إقرارات بعدم سفر أبنائهم خارج البلاد بطريقة غير شرعية، واللجوء للإجراءات القانونية في حالة السفر، كما قاموا بإجراء أبحاث ميدانية عن الحالة النفسية للأطفال والاقتصادية لأسرهم وأسباب التسرب من التعليم .

«المصري اليوم» التقت الأطفال العائدون وأسرهم للتعرف على أسباب الظاهرة وكيفية انتشارها وأسرارها في السطور التالية..

قال عبدالرحمن خلف شعبان، 15 سنة، مقيم بقرية الشيخ مسعود بمركز العدوة، إنه «رفضت الانتظام في الدراسة رغم التحاقي بالتعليم الزراعي، وبعد شهور فكرت في السفر للعمل بالأراضي الليبية أسوة بأخي محمد، الذي سافر قبل عامين، وتمكن من بناء شقة بمنزل والدي استعدادًا لتدبير نفقات الزواج»، مشيرًا إلى أنه «فشلت عقب القبض عليّ ومن معي من أبناء القرية»، فيما أكد أفراد أسرته أنه «حزين منذ عودته، ويرفض الخروج خارج المنزل حتى لا يراه أبناء القرية بعد فشله في تسلل الحدود»، بحسب قولهم.

ويروي «عبدالرحمن«قصة محاولة التسلل خارج البلاد، قائلًا: «بدأت الحكاية بالاتفاق مع أحد الأشخاص المعروف لدي أبناء القرية، والذي يقوم بحشد الأطفال والشباب يوميًا في ساعة متأخرة من الليل إلى محافظة مطروح ومنها للسلوم ثم التبة، ومنها إلى بني غازي»، مشيرًا إلى أنه «تم الاتفاق على مبلغ 15 ألف جنيه يتم الحصول عليه عقب وصولنا إلى بني غازي».

وتابع أحد الأطفال العائدين قصته في «رحلة الموت» قائلًا: «قبل أسبوعين تحركنا من القرية الساعة الحادية عشر مساءً بعد تخصيص ميكروباص، ووصلنا مطروح الساعة السادسة صباحًا، ومنها يتم نقلنا بسيارات إلى المخزن الذي يضم عشرات الشباب في غرف مكدسة، وفي ساعات متأخرة من الليل يتم نقلنا عبر سيارات مكشوفة إلى الحدود الليبية، حيث التبة، ومنها إلى الحدود الليبية».

وأشار إلى أن «الجنود المصرية طاردونا، حتى ألقوا القبض علينا، ثم تم ترحيلنا إلى النيابة العامة، وقعدنا في موقع الحجز لفحص حالاتنا، حتى تم إخلاء سبيلنا».

ويقول حسين عاشور مبيشي، 16 سنة، من أبناء قرية الشيخ مسعود، إنه «قمت بأداء امتحان الفصل الدراسي الأول بالمدرسة الثانوية الزراعية، وقررت عقب ذلك السفر إلى ليبيا للعمل مثل أبناء القرية، لكنني فشلت في تحقيق ذلك، وكان الهدف هو العمل وتحصيل أموال بدلًا من الحصول على عشرات الجنيهات هنا من العمل بالزراعة»، مؤكدًا أن «الرحلة صعبة، وتجار البشر خصصوا مخازن بشرية للشباب على الحدود المصرية – الليبية يتجاوز عددها 12 مخزنًا، ويتم الدفع بهم في ساعات متأخرة من الليل عبر التبة، تحت صوت الأعيرة النارية»، مطالبًا بتوفير فرص عمل للشباب في المجتمعات العمرانية الجديدة.

ويقول خلف شعبان محمد عمار، 48 سنة، والد أحد الأطفال العائدين، إنه «تقدمت بعدة شكاوي بعد تعرض نجلي للاختطاف وطلب فدية عقب دخوله الأراضي الليبية، وتعرضه للموت، وبعد جهود تم إطلاق صراحه، ويعمل بليبيا منذ عامين، وفشل محاولة شقيقة الالتحاق به عقب القبض عليه على الحدود»، مؤكدًا أن «الأطفال يهربون دون علم أسرهم، بعد نجاح محاولات زملائهم»، مطالبًا بـ«سن قوانين تٌجرّم الهجرة غير الشرعية، وتعاقب الاتجار في البشر»، بحسب قوله.

ويؤكد الشيخ عصام زكي فضل، شيخ قرية الشيخ مسعود، انتشار الظاهرة بالقرية، ووجود مئات الشباب تعمل بالأراضي بالليبية، ومحاولات العشرات يوميًا السفر والتسلل عبر الحدود «دون علم أهاليهم بحجة البحث عن فرصة عمل، رغم صغر سنهم والتحاقهم بمراحل التعليم الإعدادي والفني»، مطالبًا بـ«الحد من الظاهرة من خلال دراسة حالات الشباب وتوفير البدائل، وتوعيتهم بخطورة الهجرة غير الشرعية».

من جانبها، بدأت إدارة حماية الطفل بالتنسيق مع الوحدات المحلية بالمراكز، بتوجيهات من المحافظ اللواء مدحت القاضي، اتخاذ إجراءات قانونية وأبحاث ميدانية منها توقيع أولياء الأمور على إقرارات بعدم السماح لأطفالهم بالهجرة غير الشرعية، والتعرض للمساءلة القانونية، كما قاموا بإجراء أبحاث ميدانية حول الحالة النفسية للعائدين والاقتصادية لأسرهم.

عودة أطفال الهجرة غير الشرعية بالمنيا

عودة أطفال الهجرة غير الشرعية بالمنيا

عودة أطفال الهجرة غير الشرعية بالمنيا

عودة أطفال الهجرة غير الشرعية بالمنيا

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية