تتأهب إيران لانتخابات نيابية جديدة، غدا، في تصويت يعتبر استفتاء على شعبية المؤسسة الدينية الحاكمة، إذ تعد أول اختبار تخوضه طهران منذ الأزمات التي عصفت بها مؤخرًا، عقب التصعيد العسكرى مع واشنطن، واغتيال الولايات المتحدة قائد فيلق القدس بالحرس الثورى، قاسم سليمانى، 3 يناير الماضى، في العراق، وحملة العقوبات الأمريكية منذ انسحاب إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من الاتفاق النووى مع طهران، وتفاقم الاحتجاجات الداخلية ضد الغلاء والفقر والبطالة ورفع أسعار الوقود.
وتراهن القيادات الإيرانية على نسبة المشاركة الشعبية في الانتخابات، وتعتبرها بمثابة استفتاء على شعبية الحكم في الشارع، ودعا المرشد الإيرانى الأعلى على خامنئى إلى «إقبال كبير على الانتخابات لإظهار الوحدة في مواجهة الأعداء»، وهو ما دعا إليه الرئيس الإيرانى حسن روحانى مستبعدا شائعات باستقالته من منصبه.
ورفض مجلس صيانة الدستور، المسؤول عن مراجعة طلبات الراغبين في الترشح، تأهل 6850 من المعتدلين والمحافظين للترشح، مما يخدم المتشددين، كما لم يسمح لنحو ثلث النواب الحاليين بالترشح مجددا، ودعم خامنئى قرارات مجلس صيانة الدستور، وقال إن البرلمان المقبل لن يكون به مكان لمن يخشون التحدث ضد الأعداء الأجانب، وأضاف: «نحتاج لبرلمان قوى لتحييد مؤامرات أعدائنا».
وهناك 82 حزباً سياسياً في إيران، إضافة إلى 34 حزباً على مستوى الأقاليم وفقاً لبيانات وزارة الداخلية، وبالتزامن مع الانتخابات البرلمانية تجرى الجولة التكميلية الأولى من الدورة الخامسة لمجلس خبراء القيادة، وهو المجلس الوحيد المخول بتعيين خليفة للمرشد الأعلى حال فراغ المنصب، بحسب المادة 107 من الدستور الإيرانى، وخلعه إذا ثبت عجزه عن أداء واجباته بحسب المادة 110، وقام أعضاء المجلس بهذا الدور مرة واحدة فقط، حينما اجتمعوا فورا في أعقاب وفاة المرشد السابق روح الله الخمينى ليختاروا على خامنئى خلفًا له عام 1989. ويضم مجلس الخبراء 88 عضوًا من رجال الدين الموالين للمرشد، ويتم اختيارهم بالاستفتاء الشعبى المباشر لدورة واحدة كل 8 سنوات.
وقبيل الانتخابات أعلن وزير الخارجية الأمريكى، مايك بومبيو، استعداد واشنطن للحوار مع إيران في أي وقت، «لكن على طهران أن تغير تصرفاتها بشكل جوهرى»، وأضاف أن «احتجاز إيران مواطنين أوروبيين وأمريكيين غير قانونى وغير مقبول». واعتبر أن الضغوط القصوى على إيران ستستمر، «كما سيستمر عزلها من خلال الدبلوماسية»، وأكد بومبيو قبيل التوجه إلى السعودية أمس: «لسنا متعجلين، حملة الضغوط مستمرة، إنها ليست حملة ضغوط اقتصادية فقط، وإنما فرض عزلة من خلال الدبلوماسية أيضا».