شهدت مناطق في وسط العاصمة العراقية بغداد اشتباكات بين الأمن والمحتجين، الثلاثاء، مما أسفر عن إصابة عشرات المحتجين بحالات اختناق وجروح جراء استخدام بنادق الصيد، وعلى وقع التظاهرات المستمرة الرافضة لتكليف محمد علاوى تشكيل الحكومة، يسرع الأخير مشاوراته في سباق مع الشارع من أجل الخروج بتشكيلة قد ترضى المحتجين والأطراف السياسية على السواء، وسط تكهنات بخروج تشكيلة غير مكتملة.
وقالت مصادر نيابية عراقية إن «علاوى» سيعلن على الأرجح تشكيل الحكومة الجديدة نهاية الأسبوع الحالى أو مطلع الأسبوع المقبل، وذكر مصدر نيابى لوكالة الأنباء العراقية «واع»، أن رئيس الوزراء المكلف عقد اجتماعاً موسعاً، مساء الأثنين، مع قادة الكتل السياسية في إطار مباحثاته لاستكمال اختيار الحقائب الوزارية وتقديمها لمجلس النواب للتصويت عليها، على أن يكون الإعلان عنها نهاية الأسبوع الجارى أو مطلع الأسبوع المقبل. وكشفت مصادر محلية أن علاوى سيقدم حكومة غير مكتملة، مكونة من 19 وزيراً، وسيؤخر عدداً من الوزرات، إذ تفيد تقارير بوجود مخاوف لدى الأطراف السنية والكردية من التهميش في الحكومة الجديدة، وأوضحت مصادر أن السنة والأكراد يتمسكون بحصصهما ومناصبهما في الحكومة التي سيرأسها علاوى، في حين تركت باقى التحالفات الحرية لرئيس الوزراء في اختيار الأشخاص المناسبين لتشكيلته الوزارية.
وطالبت الكتل السياسية رئيس الوزراء بضرورة تدقيق السير الذاتية للمرشحين، والذى يعتزم اختيارهم لشغل الحقائب الوزارية في حكومته، قبل تقديم تلك الأسماء رسمياً إلى مجلس النواب لمنحهم الثقة، وذلك للتقصى عن انتماءاتهم وميولهم الحزبية، فيما يشير مراقبون إلى تعقيدات المشهد العراقى، محذرين من أن الخلافات بين «علاوى» وبعض الكتل السياسية سوف تخلق أزمات، سيكون لها أثر كبير في الشارع العراقى، الذي ما زال يشهد تظاهرات متواصلة منذ أكتوبر الماضى ضد الفساد والمطالبة بالتغيير الشامل.
في المقابل، لا يزال المتظاهرون يصرون على رفض علاوى وزير الاتصالات السابق لتشكيل الحكومة، باعتبار أنه قريب من النخبة الحاكمة التي يحتجون ضدها ويطالبون برحيلها خلال الانتفاضة التي انطلقت في أكتوبر الماضى، وأوقعت أكثر من 550 محتجا، وتواصلت التظاهرات والمسيرات في بغداد ومحافظات الجنوب، وأهمها كربلاء والنجف، للمطالبة بتشكيل حكومة مستقلة وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، ومحاسبة قتلة المتظاهرين. على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل 4 عناصر من منظمة «بى كا كا» الكردية شمالى العراق.