x

محمد رمضان بين أطباء النفس والنقد الفني.. «ليس جنون العظمة لكن سلوك تعويضي»

الأربعاء 12-02-2020 23:45 | كتب: مادونا عماد |
تصوير : آخرون

يكثُر الجدل والانزعاج، في كل مرة يكرر الفنان محمد رمضان، الظهور بلقطات وفي الخلفية إحدى السيارات التي يمتلكها، أو محاولاته للرد على الهجوم على تصرفاته، بالمزاح والغناء والتباهي، ما يدفع المسألة نحو مزيد من الغضب بين مُتابعيه، وطالما وصفه هؤلاء المُمتعضين، بـ«مُحب الشهرة والتفاخر»، لكن يا ترى ما الأسباب وراء اعتماد «رمضان» ذاك السلوك؟، وهو ما يجيب عنه استشاري الطب النفسي، إبراهيم مجدي، الذي يلفت إلى أنها ميول استعراضية لم يوظفها الفنان في مكانها السليم.

وأوضح الطبيب أن «رمضان» يحتاج إلى خبير ومسؤول إعلامي، يساعده اختيار التوقيتات المُناسبة في الرد على الخلافات أو اختيار التصرفات التي تتناسب مع مواقف بعينها، مع مُساهمة هؤلاء المعاونين، في اختيار أدواره الفنية ومشاركاته بالبرامج التلفزيونية وكلماته التي يجوز التفوه بها في مثل تلك اللقاءات والظهورات الفنية، مؤكدًا على أنه في حاجه إلى «الذكاء الاجتماعي»، للاستفادة من شبكة العلاقات والتفاعل مع الأشخاص بطريقة تلائم حياة الشهرة، والتوقف عن تصرفات وصفها الطبيب «بالمثيرة للجدل واللغط».

وأشار إلى ضرورة الإتجاه إلى شخص يساعد في التسويق إلى «رمضان» بطريقة جيدة، حتى يظهر على عكس ما يشاع بين الكثيرين «مُحب للبلطجة»، وقال «مجدي»: «حتى إن كنت شخص تُفضل أعمال البلطجة هؤلاء المُتخصصين في التسويق بإمكانهم إخفاء الصفات السلبية، لكن بتلك الطريقة أنت انعكاس للأدوار التي تقدمها، تجسد أدوار البلطجة ورسخت لدي الأشخاص أنك شخص بلطجي، وهو ما يسمى بالغباء الاجتماعي، حتى إن كنت تجسد أدوار البلطجة فلابد من إيضاح أنك إنسان صالح في الحقيقة»، وهو ما يُعتمد بين فنانين العالم ويُعرف بـ«صناعة النجم».

وبسؤاله عن تحليل ردّات فعل «رمضان»، في التعامل مع مشكلة الأيام الماضية، وتسببه في إيقاف طيّار مصري، يدعى أشرف أبواليسير، بعدما التقط صورة بصحبته، ويجلس بالمقعد المجاور، ثم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أوضح الطبيب النفسي أنه تعامل مع الموقف بطريقة اشعلت الأوضاع، لذا وصف تصرفه بـ«النرجسية الشديدة والسلبية»: «فهو يقول لذاته: أنا أعمل اللي عايزه ولا يهم الناس فأنا الأسطورة».

هنا يُفرق الطبيب إبراهيم بين نوعين من النرجسية، الأولى الإيجابية، تشمل الإهتمام بالنفس والخوف على الشكل العام حتى بانطباعاته وتصرفاته بالبرامج، أما الإفراط في «الأنا» طوال الوقت فهي النرجسية السلبية، التي وصف بها «رمضان»، وتأتي نتيجة التعرّض للإحباطات غالبية الوقت والضغوط والسخرية دون القدرة على التخلص من تأثيرها النفسي، فيقرر «أخذ حقه».

«الشخص السوي يتعرّض إلى الضغوط، فينتج ولا يخرج غضبه على الآخرين»، وهي كلمات يوضح بها الطبيب الفروقات بين الشخص الذي لا تهزمه الذكريات وآخر أوقعته الضغوطات في فخها، ويرجع بشكل احتمالي، السبب في تصرفات الفنان المتكررة، في الصدمة من النجاح الذي حققه، والذي يلفت إلى أنه من الممكن خسارتها تدريجيًا وبمرور الوقت إذا استمرت مواقفه هكذا.

يقارن الطبيب بين تصرفات «رمضان» وزميل المهنة الفنان أمير كرارة، فيقول: «محمد رمضان يمتلك الموهبة وأمير كرارة يمتلك الذكاء الاجتماعي، وهو المهم للحفاظ على الموهبة، فيعرف كيف يتكلم ويصنع شبكة من العلاقات ويستمر».

ويضيف أن الفنان محمد رمضان، أصيب بعقدة بعد رفض الفنان عادل إمام طلبه بالتمثيل أمامه، لذا يعلّق «مجدي» على الواقعة التي رآه لها وقعًا نفسيًا «إذا تسبب الموقف له في عقدة، فليتعلم كيف يتصرّف الفنان عادل إمام، فهو لا يظهر كثيرًا وليس لديه ميول استعراضية»، ويذكر مثالًا أخر بين الفنانين الذين يجدهم، قادرين على إدارة حياتهم الشخصية، وهو الفنان عمرو دياب، الذي يصفه بالقادر على فرض «الخصوصية» على حياته الشخصية مع الإقلال من التصريحات.

ويستكمل: «ليس من العيب إذا لم يقدرعلى إدارة حياته الفنية فليأتي بمن يساعده.. ومن يحيطون بمحمد يشجعوه على تصرفّاته.. ولابد من الاستمرار في البحث عن النجاح وألا يتوقف على الأخذ بإشادة الفنان عمر الشريف وتنبؤه بأنه سيكون الأفضل بين الفنانين.. يحتاج إلى التثقيف إذا أحب الوصول إلى العالمية، فهو لا تنقصه الموهبة».

يتفق استشاري الطب النفسي، وليد هندي، مع «مجدي»، في تأثير الماضي على نفسية «رمضان»: «كان يلّف على شركات الإنتاج وعانى حتى يصل إلى الفن، فكل سلوكاياته الحالية هي حالة من التمرد في صورة تجارية وليست عبر الفن، فبدأ بالاهتمام بأن يصبح نجمًا للشباك وتحقيق الإيرادات بدلًا من الاهتمام بالمحتوي، ذلك في محاولة للتعويض النفسي عن ما قاساه في بداياته وشعوره بالضغط والحرمان والتهميش بعض الأحيان، كأنه يقول: أنا موجود، وهذا ليس جنون العظمة بل مجرد سلوك تعويضي».

ربما يبرز اختياره أفضل السيارات وإطلاق اسم «نمبر وان»، على أغنيته في 2018، إصابته بـ«البارانويا»، ويُعرف المرض في الطب النفسي بـ«جنون الارتياب أوالذهان الكبريائي»، حسب كلمات «هندي» عن الفنان.

ومن جهة ثانية لفت إلى أن ظهوره بفيديو، منذ ساعات، والدماء تغطي أجزاء من البطن، في محاولة للرد غير المُباشر على إتهامات الطيّار لـ«رمضان» بالتسبب في إيذاءه مهنيًا، من خلال التشبيه بين موقف الطبيب الذي صوره في غرفة العمليات ويستحق العقاب وبين ما حدث للطيار بفعل صورة، على أنه سلوك دخيل على «رمضان».

وأرجع السبب في التصرف الآخير ذاك، هو أداءه عدد من الأدوار التي ترتكز على العنف والقتل والدماء، وخروج عن السلوك الإنساني، فتركت علاماتها بشخصيته في الواقع: «بدأ يرد بعنف وبسلوك لا إنساني لأنه بما أنه جزء من الخطأ فالطيار لم يخطأ بمفرده، لذا لم يكن تصرفه مناسبًا».

أما سلوك الطيّار، فلم يستبعد «هندي» بحثه عن الشهرة بتلك الطريقة، ويرجّح محاولته استغلال الموقف وتحديدًا فأن الشريك بالمسألة هو فنان وتحت الأضواء، ومن الممكن أن يكون السبب هو قصور في النمو الانفعالي يصيب الطيّار، فبالتالي يعجز عن اختيار قراراته مصيرية أحيانًا، وربما هو مُصاب بحب الشهرة والظهور نتيجة عزلته في الكابينة خلال ساعات العمل الطويلة.

لكن هل تصرّفات الفنان الشخصية تؤثر على مسيرته الفنية، وهو ما يجيب عنه الناقد الفني، طارق الشناوي، إذ يلفت إلى أن الجمهور يتسامح مع التصرفات الشخصية والاجتماعية للفنان، قائلًا: «تقريبًا كل الناس مُتيقنة من أبوة الفنان أحمد عز لطفلي الفنانة زينة، رغم قسمه بأنهما ليسا نجلاه عدة مرّات، لكن أكد الـDNA، إنهما طفليه.. ذاك الموقف الذي يثبت أن الجمهور يغض البصر عن الأخطاء الاجتماعية، ويهتم فقط بالعمل الفني، والدليل أنه رغم ما يفعله محمد رمضان إلا أنه يحقق الأرقام الضخمة».

وبشأن التنبؤات بتضاؤل الأرقام الفنية لـ«رمضان» بفعل تصرفاته، أشار «الشناوي» إلى أن التراجع الفني يحدث حينما يهمل الفنان تطوير أدواته الفنية أو يتراجع استيعابه لمفردات الزمن، لافتًا إلى أن الفنان الذكي لا يسمح للثغرات الاجتماعية في التأثير عليه، حتى يظل محتفظًا بالنجاح.

وعن خلافاته الآخيرة مع الطيّار، أوضح أن محاولات الطيّار تبرير موقفه خلال فيديوهات، منح «رمضان» المزيد من التعاطف والتصديق لموقف الفنان، فأدرك البعض محاولات الطيّار الحصول على المال من الفنان واستغلال الموقف.

ويذكر الناقد الفني أن الفنانة ليلى مُراد من الفنانين، الذين تأثرت حياتها الفنية بفعل شائعة شخصية بـ«تحويل أموالها إلى إسرائيل.. وأنها على علاقة بإسرائيل»، بحكم وراثتها الديانة اليهودية، وقال: «كان الإتهام بالخيانة الوطنية قاتل، لكن ليلى مصرية وعشقت هذا البلد، وبعد الشائعة شاركت بفيلمًا واحدًا ثم توقفت، كان صعب يكون للخيانة الوطنية عذر».

ويعود مُذكرًا بأن «رمضان»: «يفهم هذا الجيل جيدًا، بحُكم أنه أصغر فنان محقق للنجاح.. أكثر واحد ندم في السوشيال ميديا لكن أكثر واحد استفاد منها وأكثر الفنانين الذين يجيدون قانون السوشيال ميديا الحالي، وهذا لا يعني أنني اتفق مع ما يفعله.. لكن ما يفعله يرتبط بجمهوره الذي يتقبل تصرفاته».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية