سمير صبرى: خصصت عائدات «أبى فوق الشجرة» لإعادة تسليح الجيش قبل «أكتوبر»
قال الفنان سمير صبرى إنه منذ قرابة 4 سنوات ونادية تعانى من حالة مرضية سيئة، تتنقل فيها للعلاج ما بين مستشفى قصر العينى ومستشفى المعادى العسكرى، وكانت النكسة الكبيرة التى تعرضت لها بعد عيد ميلادها الأخير فى 3 يناير الماضى، حينما توفيت زوجة ابنها المريضة، وأصرت وقتها على مغادرة المستشفى فى يوم صقيع ودرجة حرارة منخفضة جدًا، لحضور الجنازة ومراسم الدفن، وبعد هذه الزيارة عانت من انتكاسة وأصيبت بالتهاب رئوى وظلت فى الإنعاش حتى توفيت. وأضاف «صبرى»، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»: «نادية كانت فنانة محبة للبلد والوطن وأهل الفن، لم تعب فى أى زميل طوال حياتها، محبوبة من الجميع، احتفلنا بعيد ميلادها الأخير مع مجموعة من الأصدقاء المقربين، وكانت سعيدة جدًا، وستظل باقية معنا بأعمالها الجميلة (قصر الشوق والنضارة السوداء وأبى فوق الشجراء والخطايا) أدوارها الجميلة ستظل خالدة».
وتابع: «أخرجت وأنتجت فيلما عن دير سانت كاترين فى الشتاء، فى الثلج، وحرصت على حضور التصوير، شاركت معها فى 4 أفلام من بطولتها، فيلمان من إنتاجى «بيت بلا حنان» عام 1976، و«منزل العائلة المسمومة» فى 1985. وعن ذكريات صداقتهما قال «صبرى»: «كنا جيرانا بالإسكندرية فى العجمى ونقضى أوقاتا طويلة فى الصيف معًا، وهى سيدة جدعة، أتذكر وقت عرض فيلم (أبى فوق الشجرة)، ظل وقتها عاما كاملا فى دور العرض، تزعمت وقتها فكرة إقامة حفل أسبوعى يعود إيراده لصالح إعادة تسليح الجيش المصرى، وكنا نسافر كل أسبوع محافظة بحضور عبد الحليم حافظ لهذا الغرض، وبعد 1973 كانت تتصدر حملات لصالح الصليب الأحمر، كان لديها حس وطنى عال جدًا، فى عام 1982، حينما احتلت إسرائيل لبنان، سافرت عن طريق البحر للقاء ياسر عرفات وهى مرتدية علم فلسطين، أكثر من كانت تحبه هو بلدها ووطنها، وابنها الوحيد أحمد.
«الثقافة»: مسيرتها تميزت بالنضال والوطنية ..و«زكى»: أثرت السينما
نعت د.إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، الفنانة الكبيرة نادية لطفى، وقالت إن الراحلة تربعت على عرش السينما العربية باعتبارها علامة بارزة صنعت جزءا من تاريخ هذا الفن، وكانت كلمة السر لنجاح نخبة من أعظم الأعمال الخالدة، مشيرة إلى مسيرتها الطويلة التى تميزت بالنضال والوطنية والبطولة، إلى جانب الإبداع الفنى.
ودعت الأوساط السينمائية والفنية الفنانة الكبيرة نادية لطفى، إحدى أيقونات السينما المصرية، التى توفيت أمس عن 83 عاما، إثر دخولها فى غيبوبة ومعاناتها من صعوبة التنفس خلال الأسبوعين الماضيين، والتى ألزمتها العناية المركزة بأحد مستشفيات المعادى.
ونعى مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة الفنانة الراحلة، وأكدت إدارة المهرجان أن نادية لطفى صنعت تاريخاً كبيراً سيظل عالقاً فى ذاكرة جمهور السينما فى مصر والوطن العربى، وستظل باقية بيننا بأعمالها الخالدة، وأشارت إدارة المهرجان إلى أن جائزة أحسن ممثل بالمهرجان، التى انطلقت فى دورته الأولى عام 2017، تحمل اسم الفنانة نادية لطفى، وكانت الفنانة الوحيدة الموجودة على قيد الحياة التى تحمل إحدى جوائز المهرجان اسمها. وقال د.أشرف زكى، نقيب المهن التمثيلية، إن صلاة الجنازة تقام ظهر اليوم، من مسجد مستشفى المعادى، على أن يقام العزاء بمسجد الشرطة فى الشيخ زايد غدا.
واعتبرت الفنانة والإعلامية صفاء أبو السعود أن رحيل نادية لطفى يمثل خسارة كبيرة للفن المصرى والعربى، ولكن ستظل خالدة بأعمالها فى قلوب جمهورها، ونعت الفنانة ميرفت أمين «نادية»، مؤكدة أنها أسهمت فى إثراء السينما كممثلة ومناضلة لها دور بارز فنيا وسينمائيا.
وخلال حوار سابق لها مع «المصري اليوم» أكدت الفنانة الراحلة نادية لطفي أنها كانت تكره التاريخ والجغرافيا لكنها تعلمتهما ، فوقعت في حبهما ، وهو مايجعلها تحمل خريطة جغرافية دائما بين مقتنياتها ، وعددا من كتب التاريخ ، كما تحرص على اصطحاب «ملاحة» صغيرة لمعاناتها من انخفاض ضغط الدم المستمر ، وهو ماتحاول التغلب عليه بتناول مأكولات مملحة. «أنا ست مصرية» ..كانت الجملة التي عبرت بها عن دعمها للجيش المصري منذ العدوان الثلاث على مصر عام 1956 ، وتابعت «تفن إيه وانت مذلول، أنا فنانة ورمز ، وكنت أروح لهم ومسيبش تاري ، لأني قبل ماأكون فنانة أنا مصرية».
الحلوة
وكأن العندليب حين غنى «الحلوة» فى فيلمهما «الخطايا» لخص ما يمكن أن توصف به أيقونة السينما المصرية نادية لطفى، «الحلوة» التى أبهرت الجميع بجمالها وبهائها وطلاتها المختلفة والمتنوعة بين كل شخصية قدمتها على مدى مشوارها الطويل، و«الحلوة» روحًا، التى كانت حريصة على تبادل الهزار والمرح مع كل من حولها بشخصيتها المحبة للحياة وللآخرين حتى اللحظات الأخيرة قبل أن توضع على أجهزة التنفس الاصطناعى، و«الحلوة» موقفا، التى عرفت بنشاطها الوطنى والإنسانى منذ شبابها فكان لها دور مهم فى رعاية الجرحى والمصابين والأسرى فى الحروب المصرية والعربية بداية من العدوان الثلاثى عام 1956 وما تلاه من حروب.
اسمها الحقيقى بولا محمد شفيق، من مواليد «عابدين» فى 3 يناير عام 1937، وقفت على مسرح المدرسة فى العاشرة من عمرها لتواجه الجمهور لأول مرة، وحصلت على دبلوم المدرسة الألمانية عام 1955، بدأت علاقتها بالفنون بممارسة الرسم، والتصوير الفوتوغرافى والكتابة، إلى أن عادت إلى موهبتها بالتمثيل حين اكتشفها المخرج رمسيس نجيب) ورأى فيها بطلة فيلمه الجديد «سلطان» أمام فريد شوقى عام 1958، لتتوالى انطلاقاتها فى السينما المصرية وفى العمل الاجتماعى والسياسى.
وكان تركيزها على السينما على حساب رصيدها فى الفنون الأخرى فقدمت للمسرح «بمبة كشر» وفى الدراما التليفزيونية مسلسل «ناس ولاد ناس» عام 1993.