x

صحف عربية وعالمية: جلسة البرلمان الأولى «فوضى».. والإسلاميون سيشكلون الحكومة

الثلاثاء 24-01-2012 15:03 | كتب: ملكة بدر |
تصوير : أحمد المصري

اعتبرت صحيفة «السفير» اللبنانية أن الثورة المصرية خطت خطوة جديدة على طريق التحول السياسي من نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك إلى نظام جديد، بانعقاد أولى جلسات مجلس الشعب المنتخب، الذي نقلت إليه، ابتداءً من مساء الاثنين، السلطتان التشريعية والرقابية، اللتان ظلتا حكرًا على المجلس العسكري، الذي يحكم البلاد منذ فبراير الماضي.

وقالت: »إن الجلسة الأولى اتسمت بحضور طاغ للإسلاميين، وبمشاكسات (شرعية) من النواب السلفيين، بينما انتخب النواب الجدد القيادي في جماعة (الإخوان المسلمين) سعد الكتاتني رئيساً لمجلس الشعب، ورأت أن تلك الخطوة تعتبر أيضا تحولاً تاريخيا ما زالت ملامحه غير واضحة، ويمكن أن يكون له تداعيات إقليميًا».

وأشارت صحيفة «الحياة» اللندنية إلى المشادات التي شهدتها أولى جلسات «برلمان الثورة»، لافتة إلى «قلة خبرة معظم نوابه»، وإلى تعهد رئيس البرلمان المنتخب، سعد الكتاتني «بالاقتصاص للشهداء»، معتبرة أن تلك الخطوة ما هي إلا لطمأنة القوى السياسية المختلفة.

وقال القيادي في حزب «الحرية والعدالة»، الدكتور محمد البلتاجي لـ«الحياة»: «إن أول جلسة موضوعية للبرلمان، الاثنين، ناقشت حقوق شهداء ومصابي الثورة»، مؤكداً أن تلك هي أهم أولويات حزبه. وأشار إلى أنه سيتم استدعاء المسؤولين عن هذا الملف للاطلاع على ما تم إنجازه. وأكد «البلتاجي» أنه لا «تعارض بين ميادين الثورة والبرلمان»، مشدداً على أنه «لم يعد هناك دور للمجلس العسكري أو الاستشاري أو مجلس الوزراء في التشريع أو إقرار القوانين بعد اليوم».

من ناحية أخرى، رد مصدر عسكري رفيع المستوى، لم يتم الإفصاح عن هويته، لصحيفة «الشرق الأوسط»: «قائلا إن مجلس الشعب أصبح المتحدث الرسمي باسم المصريين»، معتبرًا أن ما حدث أمس «هو أولى خطوات الديمقراطية التي تعيشها مصر حاليًا، وهو ما يؤكد حرص المجلس العسكري على نقل السلطة».

ولفتت «الشرق الأوسط» إلى المسيرات التي «حاصرت» البرلمان في ساعات انعقاده الأولى، والتي طالبت بالحرية والإبداع وتبني قضايا الشهداء والعدالة الاجتماعية. وقال «الفنان محمود قابيل، أحد المشاركين في مسيرة حرية الإبداع للصحيفة: «وقفة اليوم هي وقفه استباقية مع أول يوم لانعقاد البرلمان، الذي تمثله غالبية دينية، وذلك لكي نقول لهم إن الإبداع والحرية خط أحمر، لا تقتربوا منه، ولا تقوموا بسن قوانين وتشريعات تضر هذه الحرية».

ونقلت الصحيفة تصريحات خيرت الشاطر، نائب مرشد الإخوان المسلمين، التي أكد فيها إنهم يريدون «الخروج بمصر من عنق الزجاجة»، مشيرًا إلى احتمالات تشكيل حكومة ائتلافية، مؤكدًا على أن الشرعية الثورية لابد أن تنتهي إلى شرعية مؤسسية.

أما «الجريدة» الكويتية فاعتبرت أن «الكتاتني» أصبح «الرجل الثاني في الدولة بعد رئيس الجمهورية»، مؤكدة سعي الإخوان لتشكيل حكومة ائتلافية بعد30   يونيو المقبل، يكون رئيسها إخوانيًا، وذلك بعد سيطرتهم على 84% من لجان البرلمان.

ونقلت عن «الشاطر»، أحد مرشحي الجماعة لرئاسة الوزراء، بالإضافة إلى رئيس حزبها محمد مرسي، تصريحاته، التي أكد فيها أن «توقيت تشكيل الحكومة الجديدة قد يتطلب بعض التعجيل قبل الموعد المحدد، حسب تداعيات الأحوال السياسية».

ونقلت الجريدة في المقابل ما يقوله معارضو الإخوان إن «الدستور المصري لا يمنح الحق للبرلمان في تشكيل الحكومة، وأن محاولات الجماعة للاستحواذ على رئاسة الوزراء هي نتاج اتفاق مع المجلس العسكري لتقاسم السلطة، حيث تدعم مرشحه لرئاسة الجمهورية مقابل سيطرتها على مجلس الوزراء».

وعلى صعيد الصحف الأجنبية، قالت «نيويورك تايمز» الأمريكية إن جلسة افتتاح البرلمان اتسمت «بالفوضى»، وكان من الواضح أنها تحولت «لمباراة صياح» لم تهدأ إلا بحلول الليل. واعتبرت أن فوز «الكتاتني» برئاسة البرلمان علامة جديدة على تحول الإخوان المسلمين من جماعة محظورة معارضة إلى مؤسسة سياسية كاملة لها شرعية ديمقراطية نتيجة الأغلبية التي حصدتها في البرلمان.

وأضافت «نيويورك تايمز» أن نصر الإخوان المسلمين في قلب العالم العربي هو الأكبر، لما يمكن لأي كتلة إسلامية أن تحققه منذ نشأة الإخوان المسلمين منذ 80عام.

من جانبها، أشارت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية إلى أن البرلمان «الإسلامي» بدأ أعماله دون صلاحيات واضحة أو مسؤوليات محددة، وسط مخاوف وشكوك في البيئة السياسية المصرية بشكل عام. وأضافت أنه الآن حان الوقت للتأكد مما إذا كان البرلمان قادرًا على تنفيذ الآمال التي استثمرت في الشرعية الانتخابية وأريد بها الرقابة على صلاحيات المجلس العسكري، وبالتالي رأت أن المعركة الحقيقية بدأت الآن فقط.

وأكدت أن أول اختبار لمرونة المسار السياسي الانتخابي ستتأكد خلال الذكرى الأولى لثورة 25يناير الأربعاء، متسائلة عما ستفعله القوى السياسية بعد انقضاء يوم 25، وما إذا كانت ستقرر الاعتصام أم لا، فضلا عن رد فعل المجلس العسكري على ذلك، ومدى تعلمه من الدروس السابقة خلال الشهور التي مضت ورأى فيها أن التعامل بقنابل الغاز والعنف مع المتظاهرين لن يأتي سوى بنتيجة تقلب كل الموازين والخطط المطروحة لعملية انتقال السلطة سياسيًا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية