بينما ينشغل العالم بتفشي فيروس «كورونا المستجد الذي أودي بحياة 270 شخص حتى الآن وإصابة 12 ألف شخص على الأقل حسب الإحصائيات، تحارب نيجيريا منذ بداية 2020 في معركة قد لا تعلم عنها شيئا، وهي معركتها مع حمى «لاسا»، حيث يكافح مسؤولو الصحة النيجيريون تفشي الحمي، وتم الإبلاغ عن أكثر من 250 حالة مؤكدة و40 حالة وفاة.
أخبار متعلقة
وقال علماء الفيروسات وفقا لصحيفة «newtelegraphng» النيجيرية إن الحكومة ليست جادة في الحرب ضد هذا «الوحش» على حد وصفهم، وأن الحكومة ووكالاتها المسؤولة عن الحد من الأمراض المعدية في البلاد تعالج هذا المرض الفتاك ب«قفازات للأطفال».
يصفها النيجيرون بهدايا «عيد الميلاد» حيث تنتشر في هذه الفترة من العام، وفقا لأستاذ علم الفيروسات، أوفويلا توميري، ف نيجيريا عالجت مشكلة حمى لاسا من خلال قفازات طفل ونتيجة لذلك، أصبحت حمى لاسا مرض نيجيريا الدائم، حيث أنهت أو بدأت العام مع البلاد في العشرين سنة الماضية، قائلا: «أصبحت حمى لاسا مرض»عيد الميلاد ورأس السنة«في نيجيريا. تعال إلى ذلك كل عام، ونحن نحتفل به مع الألم والمعاناة السنوية المتزايدة».
وفقًا لمعطيات المركز النيجيري لمكافحة الأمراض، توفي 171 شخصًا في عام 2018، و167 خلال العام الماضي، بسبب حمى «لاسا».
وأضاف: «تعرف الحكومة أن موسم الجفاف هو الفترة النشطة لحمى لاسا، ومع سقوط الأمطار، يتراجع عدد حمى لاسا. لذلك، يقولون لنا ألا نخاف، لأن الأمطار ستصل قريبًا».
وأكمل حديثه ساخرا: «يجب أن نتوسل إلى الفيروس كي يتوقف عن التمييز ضد فقراء نيجيريا وأن نتحلى بالشجاعة للتعامل مع الأشخاص الأقوياء».
وفقا لمنظمة الصحة العالمية تعتبر حمى لاسا مرض نزفي فيروسي حاد يستمر لمدة تتراوح بين يومين و21 يومًا، ويحدث ذلك في غرب إفريقيا، قائلة إن فيروس لاسا ينتقل إلى البشر عن طريق الاتصال بالغذاء أو الأدوات المنزلية الملوثة بالقوارض. البول أو البراز.
وقال التقرير: «معدل الوفيات المرصود بين المرضى في المستشفيات الذين يعانون من حالات الإصابة بحمى لاسا الحادة 15% والرعاية الداعمة المبكرة مع الجفاف والعلاج من الأعراض تحسن فرص البقاء على قيد الحياة».
على الرغم من وصفه لأول مرة في الخمسينيات من القرن الماضي، لم يتم التعرف على الفيروس المسبب لمرض لاسا حتى عام 1969. الفيروس هو فيروس الحمض النووي الريبي المفرد الذي ينتمي إلى عائلة الفيروس أرينافيريديا.
علمت «صنداي تلغراف» أن حوالي 80 في المائة من الأشخاص المصابين بفيروس لاسا ليس لديهم أعراض. يؤدي واحد من كل خمسة إصابات إلى مرض شديد، حيث يصيب الفيروس العديد من الأعضاء مثل الكبد والطحال والكلى.
لقد علم أن حمى لاسا هي مرض حيواني المنشأ، وهذا يعني أن البشر يصابون بالعدوى من ملامسة الحيوانات المصابة، يعد المستودع الحيواني أو مضيف فيروس لاسا بمثابة قوارض معروف باسم الفئران متعددة الثدييات.
علمت صنداي تلجراف أيضًا أن الفئران المصابة بفيروس لاسا لا تصاب بالمرض، لكن يمكنها إلقاء الفيروس في البول والبراز ولأن المسار السريري للمرض متغير، فإن اكتشاف المرض لدى المرضى المتأثرين أمر صعب.
تكملة لذلك، توصي منظمة الصحة العالمية بالعزل الفوري للمرضى المصابين باعتبارها ممارسات جيدة للوقاية من العدوى ومكافحتها، قائلة إن تتبع الاتصال الدقيق يمكن أن يوقف تفشي المرض، عندما يتم تأكيد وجود المرض في المجتمع.
«من المعروف أن حمى لاسا متوطنة في جمهورية بنين، حيث تم تشخيصها لأول مرة في نوفمبر 2014، غانا (تم تشخيصها لأول مرة في أكتوبر 2011)، غينيا، ليبيريا، (تم تشخيصها لأول مرة في فبراير 2009) وقالت سيراليون ونيجيريا، لكن من المحتمل أن تكون موجودة في بلدان غرب إفريقيا الأخرى أيضًا.
فترة حضانة حمى لاسا تتراوح بين ستة أيام و21 يومًا، يبدأ بالحمى والضعف العام والشعور بالضيق، يتبع بالصداع والتهاب الحلق وآلام في العضلات وآلام في الصدر والغثيان والقيء والإسهال والسعال وآلام في البطن، وفي الحالات الشديدة، قد يتطور تورم الوجه، السائل في تجويف الرئة، النزيف من الفم، الأنف، المهبل أو الجهاز الهضمي، وانخفاض ضغط الدم، ويصل إلى حد الصدمة والنوبات والارتعاش والارتباك والغيبوبة قد تظهر في المراحل اللاحقة بما في ذلك الصمم الذي يحدث في 25 في المائة من المرضى الذين نجوا من المرض، وتحدث الوفاة عادة في غضون 14 يومًا من الإصابة في حالات الوفاة.
وعن الحمل يقول الأطباء هذا المرض شديد بشكل خاص في أواخر الحمل، حيث تحدث وفاة الأم أو فقدان الجنين في أكثر من 80 في المائة من الحالات خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل".
