x

تفاصيل ندوة «البيئة وآفاق التنمية عند جمال حمدان» في معرض الكتاب

السبت 01-02-2020 19:20 | كتب: محمود جاويش |
جمال حمدان - صورة أرشيفية جمال حمدان - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

«لم تقم أي حضارة راقية على أي من دول نهر النيل سوى في مصر بفعل العبقرية المصرية»، جملة اقتبسها الدكتور حافظ شمس الدين، أحد أعلام جامعة عين شمس، وأستاذ المعادن والصخور بكلية العلوم، عن الراحل جمال حمدان، لتكون بداية حديثه في ندوة «البيئة وآفاق التنمية عند جمال حمدان» التي احتضنتها القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ51.

وقال «شمس الدين»: «إذا كان مفهوم البيئة هو كل ما يحيط بالإنسان، فإن جمال حمدان كان له مفهوم مختلف عن البيئة المصرية، وأن بها صفات فريدة لم تتوافر في أي بلد آخر»، مستشهداً بتدوين الفراعنة حضارتهم كاملة على جدران من الحجر الجيري من جنوب مصر وإلى شمالها، ومع ذلك فلا يوجد وزن جرام واحد من الحجر الجيري في أفريقيا، وهو ما اعتبره حمدان ثروة تماثل ثروات البترول في القيمة إذا أحسن استغلالها، لأنها (الحجر الجيري) يدخل في 333 صناعة، وفي مصر يتم استخدامه في 13 صناعة فقط.

وأوضح «شمس الدين» أن «حمدان» أكد في كتبه على ضرورة أن تصل مصر إلى دولة المعرفة لا دولة معلومات، وأوضح أن دولة المعرفة هي من تبتكر وتصنع وتطور، ودول المعلومات هي من تستخدم هذه المنتجات وما توصلت إليه دول المعرفة، وهو ما تعكسه لغة الأرقام بالنظر إلى حجم صادرات كل الدول العربية عام 2016 والذي وصل إلى 850 مليار دولار، في حين أن دولة واحدة من دول المعرفة وهي كوريا الجنوبية وصلت صادراتها لنفس العام إلى تريليون دولار، وهو ما نبه إليه جمال حمدان بقوله «إذا كان الله حبا مصر بثروات طبيعية فعليها ألا تصدرها خام فدول المعرفة هي من تحكم العالم سياسيا واقتصادياً وعلمياً وأيضاً عقائدياً».

ولفت أستاذ المعادن بجامعة عين شمس إلى مقولة جمال حمدان: «لابد من التزاوج بين فكر الإنسان وعبقرية المكان وحسن استغلال الإنسان لهذا الزمان، فمصر كانت تقود العالم بالعلم وليس بالجيوش».

فيما وصف الدكتور عماد الدين فهمي، أستاذ التاريخ بجامعة المنوفية، جمال حمدان بالراهب والعالم وأحد أعلام الجغرافيا في العالم، لأنه أحب الجغرافيا ودرس كيف تحولت مصر من أول أمة في التاريخ إلى أول إمبراطورية، لذلك كان له فكر استراتيجي ولم يكتف بعلم الجغرافيا فقط، لذلك كانت له رؤية سابقة واستشرافية لمستقبل مصر بل المنطقة بأكملها لم يفطن لها أحد إلا بعد عشرات السنوات، «كان لديه عمق في قراءة التاريخ والوقائع وتأثيرها على الحاضر والمستقبل» وكشف حقائق وتاريخ الحركة الصهيونية وأثبت أن يهود اليوم ليس أحفاد النبي يعقوب.

وقال الدكتور موسى فتحي، أستاذ الجغرافيا الزراعية بكلية الآداب جامعة المنوفية، إن جمال حمدان كان رائداً في توصيف مشكلات الزراعة وما ستكون عليها في مصر، لذلك كان يحلم بالتحول من أساليب الري القديمة وتنبه مبكراً لأزمة المياه، ووضع أولويات الزراعة والخريطة الزراعية التي يجب أن تسير عليها مصر، فوضع 3 أسئلة أجاب عنها وهي «ماذا نزرع وكيف نزرع وأين نزرع» في دولة «محصورة» بنطاق محدود وضيق حول ضفاف النيل، فكان يرى أن التوسع الأفقي لن يكون ذا جدوى في ظل نقص المياه، لذلك كان ينادي بالتوسع الرأسي أي بالاعتماد على العلم في الزراعة وإنتاج أكبر كمية من المحاصيل من الفدان.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية