كلف السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، مركز بحوث الصحراء بإعداد خريطة لاستخدامات الأراضي خارج الدلتا ووادي النيل الأرضية والمائية تراعي تصنيفات التربة ودرجتها بمختلف المناطق الصالحة للاستصلاح الزراعي وتدقيقها، لإعداد رؤية للتعامل مع المشاكل التي تواجه الاستثمار الزراعي، بما يضمن كفاءة الإستخدام على مستوي الأراضي والمياه وتراعي مخاطر الآثار السلبية للتغيرات المناخية وتحديد آلية تخفف من حدة تأثيرها وخاصة على إنتاجية المحاصيل والحد من ظاهرة تصحر الأراضي.
وشدد «القصير»، في كلمته خلال إفتتاح فعاليات ورشة العمل حول «التغيرات المُناخية وتأثيراتها في قطاعي الزراعة والمياه بالمنطقة العربية»، والتي نظمها المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد»، بحضور الدكتور رفيق صالح مدير المركز والدكتور نعيم مصيلحي رئيس مركز بحوث الصحراء والدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين ومدير مكتب أكساد بالقاهرة، على أهمية دور المراكز البحثية في تقديم حلول جديدة للتأقلم مع الظاهرة من خلال تطوير نظم الري لترشيد إستهلاك الموارد المائية واستنباط أصناف جديد من المحاصيل أقل استهلاكا للمياه وأكثر تحملا للجفاف والملوحة، والإدارة الجيدة لحل مشاكل ظاهرة الكثبان الرملية التي تهدد الاستثمار الزراعي.
ولفت الوزير إلى أهمية مراجعة المواعيد الزراعية كأحد أدوات التأقلم مع التغيرات المناخية، خاصة أن الفصول الزراعية أصبحت متداخلة، مشددا على أن ذلك يدفع المراكز البحثية التابعة للوزارة لمراجعة الخريطة الصنفية للمحاصيل بما يتناسب مع هذه التغيرات وإعداد خطط إستباقية للحد من مخاطر المناخ، تهدف إلى تنفيذ آليات للحد من نسبة التدهور في إنتاجية الأراضي الأكثر تعرضا لتأثير التغيرات المناخية ورفع كفاءة الأراضي الهامشية المعرضة للتأثر، وألا ننتظر حتي تحدث المشاكل ونبدأ في التعامل معها بطريقة أكثر كلفة بسبب التأخر في تنفيذ الخطط الإستباقية.
وشدد «القصير»، على أهمية التعاون المشترك بين مصر ومركز «اكساد» ومركز بحوث الصحراء في مجال تنفيذ مشروعات بحثية متميزة في مجال مكافحة التصحر وتثبيت الكثبان الرملية وحصاد مياه الأمطار وتنمية مناطق السقوط المطرى، وتنمية المراعى والانتاج الحيوانى والاصول الوراثية البرية، مشيرا إلى إهتمام القيادة السياسية بقطاع الأمن الغذائى كركيزة اساسية في الأمن القومى المصرى وخاصة في المشروعات القومية الهامة مثل مشروع المليون ونصف المليون فدان ومشروع الصوب الزراعية وغيرها، فضلا عن ما ابرمته الدولة من شراكات مختلفه مع القطاع الخاص والمنظمات الدولية.
وأشار الوزير إلى التعاون المشترك بين «أكساد» ومركز بحوث الصحراء في استنباط اصناف متأقلمة للظروف البيئية المعاكسة والمتحملة للجفاف والملوحة وغيرها. موضحا أن هناك تعاون مشترك بين «أكساد» ومركز بحوث الصحراء المصرى ومركز الأراضى القاحلة بمدنين في تونس لتنفيذ أطلس الكثبان الرملية في الوطن العربى.
ومن جانبه، قال الدكتور رفيق صالح المدير العام للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد)، إن خبراء «أكساد» نجحوا في إستنباط أصناف أكثر تحملا ارتفاع درجات الحرارة والملوحة والجفاف خاصة ان مسألة التغير المُناخي تأتي في مقدمة هذه القضايا وتشكل أهمية كبري في التعامل معها على المستوي العربي مشددا على أهمية الإستفادة من «أكساد»، كبيت خبرة يخدم الأهدافَ العربيةِ المشتركة، ويتمتع بالكفاءة والمقدرة على تلمُّس وتوصيفِ أسباب المشاكل التي تواجه أمتَنا العربية، وعلى تحديدِ واختيارِ الطرائق والوسائل الناجعة لمواجهتها في سبيل تطوير الزراعة العربية.
وأضاف «صالح»، في كلمته خلال حفل افتتاح ورشة العمل أن التغير المُناخي، وما ينجم عنه من آثار سالبة أصبحت تمثل أمراً واقعاً في العالم، وفي المنطقة العربية، التي تعاني أصلاً من مناخاتٍ جافة وشبه جافة، تمتاز بدرجات حرارة مرتفعة، ومعدلات هطولات منخفضة، وكميات تبخرٍ كبيرة، وشبكة مجارٍ مائية فقيرة، فيما عدا المياه القادمة من الدول المجاورة.
وأشار إلى نجاح المركز العربي في إستنباط أصناف حبوب، وأشجار مثمرة متحملة لظروف الجفاف، وتنفيذ عشرات المشاريع في الدول العربية في مجال حصاد مياه الأمطار، وإدارة موارد المياه الجوفية، وهو يتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «الفاو»، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ، بهدف دراسة أثر التغيرات المُناخية في القطاع الزراعي العربي، والتعاون مع منظمة الاسكوا ومنظمات دولية وإقليمية أخرى على تنفيذ «المبادرة الإقليمية لتقييم أثر تغير المناخ على الموارد المائية وقابلية التأثر الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة العربية (RICCAR)وتنفيذ مشروع التكيف مع التغير المُناخي في ثلاث دولٍ عربية هي مصر ولبنان والأردن.
وأوضح «صالح»، إلى قيام مركز «أكساد»، بتنفيذ مشاريع لحصاد مياه الأمطار في مرسى مطروح بالتعاون مع مركز بحوث الصحراء، لتوفير مياه الشرب، وسقاية المواشي، وإعادة تأهيل مجموعةٍ من الآبار الرومانية القديمة وإنشاء آبارٍ جديدةٍ، ومشروع تأثير التغيرات المُناخية على المحاصيل الزراعية في دلتا النيل، ومشروع استخدام المياه غير التقليدية بخلط مياه نهر النيل مع مياه الصرف الزراعي في منطقة المحمودية، بالتعاون مع هيئة التعاون الألماني.
وشدد مدير «أكساد»، على إن العمل في قضايا التغير المُناخي والقضايا المرتبطة بها، سواء بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، يتطلب بذل الكثير من الجهود، وحشد الكثير من الإمكانيات، وتوظيف الكثير من الأدوات، وتنفيذ الكثير من الإجراءات، وذلك لما تتمتع به هذه القضايا من أهمية، وتأثير ذي طيفٍ واسعٍ في حياتنا بجوانبها كافةً، الاقتصادية والاجتماعية، والبيئية والسياحية، وحتى القانونية، والتشريعية، والسياسية.