x

مجلة «لوبوان» الفرنسية:رام الله.. مدينة «بيفرلى هيلز» التى فاتها الربيع العربى

الإثنين 23-01-2012 15:53 | كتب: أيمن عبد الهادي |
تصوير : رويترز

«نرقص فيها، نشرب فيها، ننفذ بها بعض الأعمال، لكن تظل عاصمة الفلسطينيين سجناً مُذهباً»، هكذا تبدأ القصة الخبرية التى كتبتها مراسلة مجلة «لوبوان» الفرنسية كلير مينيال عن رام الله بالاشتراك مع دانيل كريجل «عدد 12 يناير الجارى». المدينة الفلسطينية الصغيرة التى تبعد عن القدس بنحو 15 كيلومتراً، التى كتب عنها مريد البرغوثى كتاباً مؤثراً عنوانه «رأيت رام الله». رأت «لوبوان» هى أيضاً رام الله، لكن ليس على طريقة البرغوثى الذى بدأ كتابه البديع من الجسر الذى يقطع نهر الأردن، الذى سار عليه فى طريقه إلى مكان «تتأرجح به مشاهد عمر انقضى أكثره فى محاولة الوصول إلى هنا»، لكن البداية عند «لوبوان» كانت مختلفة: ركن فى أحد بارات رام الله، حيث نظمت سهرة برعاية مدير المركز الثقافى الفرنسى جيوليان شيابون-لوتشسى. تصف المجلة المكان: ينطلق صوت الأوكورديون فيحرر أهل المدينة، «ثمة دخان، ثمة حركات متلوية، تصفيق، ونفرك أعيننا لنتأكد أين نحن». «رام الله فقاعة» تصرح مدرسة الفرنسية فى جامعة بيرزيت دلفين «25 عاما» وكانت تحتسى نبيذ «بوجوليه نوفو»، وتضيف: «أنا أسكن فى القدس، لكن للدين هناك ثقله الكبير، وفى المساء لا يوجد أى نوع من الحياة، لذلك أتوجه إلى هنا. إذن أنا أحيا هنا. الحياة هنا «كول». ثم تنتقل القصة إلى «ديسكو تك»، حيث يشعل مروان أسعد الدى. جى، ويتزاحم الحضور بشدة ولا تستطيع الوصول إلى البار إلا بالدفع والازاحة. وثمة من يشرب الفودكا والردبول ويدخن الشيشة، وهناك فى أحد الفنادق ليس ثمة تناسب بين طول «الجيبات» والكعوب العالية، التى ترتديها الفتيات. الفندق الشهير احتفل بعيد ميلاده الأول فى المدينة باعتباره صاحب الخمس نجوم الوحيد فى رام الله بغرفه الـ171.

ثم تشير القصة الخبرية إلى حيوية المدينة على المستوى الاقتصادى: «الاقتصاد هو أحد الأشياء النادرة التى تنفجر هنا». وعلى حسب تحليل ناصر عبدالكريم، أستاذ الاقتصاد فى جامعة بيرزيت، توجد بالمدينة وظائف كثيرة عامة وخاصة، وثمة زيادة فى الاستهلاك والموارد لكن المشكلة تظل فى تحكم إسرائيل الكامل على المعابر والحدود، خاصة أن 75% من ورادات فلسطين تأتى من إسرائيل: «ليس لنا حرية العبور إلى بقية العالم». تقول المجلة إن ثمة اندفاعاً عنيفاً نحو الرأسمالية كما يشهد عليه كم الإعلانات فى الشوارع: هناك الكروت الائتمانية وسيارات الدفع الرباعى التى تحقق الأحلام، لكن على بعد بضع دقائق توجد مخيمات اللاجئين الذين «بالكاد يحيون»، ثم تتعرض المجلة لحركة التعمير والعقارات: يكفيك 65 ألف دولار لتحصل على 100 متر صالحة للسكنى، وتناقش المعوقات التى تظهر عند الحديث عن محاولات لتطوير هذه الإنشاءات وغيرها من أوجه الاقتصاد الفلسطينى تحت الاحتلال: كل قرية تفصلها عن الأخرى مستعمرة كما يوضح المهندس المعمارى بلال محيسن، لذلك كل الإنشاءات تتم بشكل أفقى، ثم تعود قصة رام الله هنا حسب تغطية المجلة الفرنسية إلى نقطة البداية بالتأكيد على محاولات السكان الهروب من مشاكلهم بغض النظر عن المكان، الذى يقطنون فهم يقصدون المدينة لدخول باراتها ومقاهيها. كما فعلت لاما «28 عاماً وإيناس (30 عاما)»: تتزينان بعناية، ولا ترتديان الحجاب كمثل معظم الفتيات هنا، وتتواجدان بالليل فى مقهى ياسمين لتدخين الشيشة بطعم الفواكه، حتى لو كانتا تأتيان من القدس الشرقية خلال ساعة كاملة هى التى تبعد 10 دقائق، بسبب نقطة التفتيش، ثم تعلن المجلة عن وجهة نظرها: «وجوه العاصمة تلك لا يمكن أن تخفى الواقع: «رام الله ليست إلا أرضاً حبيسة مقبولة من الإسرائيليين ومراقبة بدقة»، وتنقل كلاماً للناشط المدون على الإنترنت ماجد بلتاج: «رام الله تثير شفقتى. أن تصبح مدينة الانتفاضة الأولى جزءاً من بيرزيت! اليوم تُسمى «بيفرلى هيلز الشرق الأوسط»، لا يفكر الناس إلا فى الخروج لأجل أن ينسوا الاحتلال. لهذا لم يأت لدينا ربيعنا العربى: «نحن منهكون، ولا يزداد وضعنا إلا سوءاً».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية