دعت منظّمة الصحّة العالميّة «العالم بأسره إلى التحرّك» لمواجهة فيروس كورونا المستجدّ الذي خلّف إصابات فاقت عدد الإصابات بوباء سارس قبل نحو عشرين عامًا، فيما أجلي مئات الأجانب من مدينة ووهان الصينيّة بؤرة الوباء.
وحسب تقرير لـ «دويتشه فيله»، ففي الأسبوع الماضي ارتأت منظمة الصحة العالمية التعامل مع الفيروس بروية معتمدة على تحذيرات الخبراء بأنه أقل فتكا من فيروس السارس الذي ظهر أيضا في الصين قبل سنوات، لكن قدرة الفيروس على الانتشار وارتفاع حالات الوفيات دفعت المنظمة لاجتماع أزمة اليوم الخميس 30 يناير لتحديد ما إذا كان الفيروس الآن يشكل «حالة طوارئ عالمية».
وأعلنت السُلطات الصينيّة الخميس تسجيل 37 حالة وفاة إضافيّة بالفيروس في مقاطعة هوبي في وسط الصين، ما يرفع إلى 170 عدد الوفيات جرّاء الوباء المنتشر في البلاد. كما سُجّلت 1032 إصابة جديدة مؤكّدة بالفيروس في هوبي ونحو 700 إصابة أخرى في أنحاء الصين، وفق السلطات التي أشارت إلى تسجيل إصابة أولى بالفيروس في التيبت.
وبالتالي، يرتفع إلى نحو 7700 عدد الإصابات الإجماليّ بفيروس كورونا المستجدّ في البلاد. وهذا الرقم تخطّى عدد الإصابات عند انتشار فيروس سارس (متلازمة الالتهاب التنفّسي الحاد) الذي أصاب 5327 شخصًا في 2002 و2003 وأدّى إلى وفاة 774 شخصًا في العالم بينهم 349 في البرّ الصيني، توازيًا، تتّسع لائحة الدول التي وصلها الوباء المستجدّ، كان آخرها فنلندا والإمارات.
وأعلنت 20 دولة عدا الصين عن تسجيل نحو 80 حالة إصابة مؤكّدة على أراضيها. وسُجّلت حالة خامسة الأربعاء في فرنسا. بينما قررت شركات طيران على غرار الخطوط الجوّية البريطانية ولوفتهانزا والخطوط الإندونيسيّة «ليون اير» التي تملك أكبر أسطول في جنوب شرق آسيا، وقف رحلاتها إلى الصين منذ الأربعاء.
جاء ذلك بعد أن نصحت دول عدّة، منها المملكة المتّحدة وألمانيا والولايات المتحدة، مواطنيها بعدم السفر إلى الصين. كما قرّرت هونغ كونغ غلق ستّ من نقاط العبور الـ14 مع باقي الصين. وستُقلّص روسيا إلى حدّ كبير رحلاتها بالقطار إلى الصين بدءًا من 31 يناير، ولن تُبقي إلا على الرحلة بين موسكو وبكين.
وبدأت العديد من الدول في إجلاء رعاياها من الصين، فيما ينتظر 600 مواطن أوروبي نقلهم من الصين وفق المفوّضية الأوروبية.
أما في الصين ذاتها، فقد تمّ تمديد عطلة السنة الجديدة إلى الثاني من فبراير، وألغيت العديد من البطولات الرياضية منها تصفيات كأس العالم للتزلج التي كانت مقرّرة في فبراير. كما أرجئت بطولات العالم لألعاب القوى في القاعة التي كانت مقرّرة في بانكين من 13 إلى 15 مارس، إلى 2021.
الفيروس أصاب أيضا الاقتصاد العالمي، إذ أشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم بويل، الأربعاء، أن الوباء الحالي يمثل «مشكلة خطيرة جداً» وأنه يلقي بظلال من عدم اليقين على مجمل آفاق الاقتصاد العالمي.
وتشاطره في ذلك الشركات المتعددة الجنسيات وشركات صناعة السيارات وشركات في مجال المعلوماتية فضلا عن صناعة المنتجات الفاخرة.