اعتبرت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الدكتورة حنان عشراوى، أن صفقة القرن التي أعلنها الرئيس الأمريكى تصفية للقضية الفلسطينية، ومناورة سياسية من قِبَل الرئيس ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بسبب الأزمات الداخلية التي تلاحقهما، والمتعلقة بالانتخابات.
وأشارت في حوار خاص لـ«المصرى اليوم» إلى أن تلك الصفقة- المرفوضة- ستؤدى إلى المزيد من الدمار والخراب، فضلًا عن أنها أنهت دور اتفاق «أوسلو»، ووصفتها بـ«الطعام العفن»، حيث تقوض فرص السلام وتعمل على تأجيج الوضع وتأزُّمه.
وإلى نص الحوار:
■ ما رؤيتك للإعلان الأمريكى عن «صفقة القرن»؟
- الإعلان الأمريكى تحت أي اسم هو خطة أمريكية- إسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية، وتكريس للاحتلال، وإعادة تعريفه، وإعطائه المزيد من الشرعية، كما أنه محاولة للوصول إلى الموافقة الفلسطينية، لكن هذا الأمر مرفوض رفضًا تامًا من الشعب الفلسطينى، الذي لن يقبل باتفاق ينتهك الحقوق الدولية، ويمنح إسرائيل حقوقًا غير مستحقة بالاستيلاء على المزيد من الأراضى الفلسطينية، وأعتبر الإعلان الأمريكى بمثابة «مناورة سياسية» تؤكد أنه أمر شخصى لمَن قاموا به، سواء بالنسبة للرئيس الأمريكى، الذي يلاحقه شبح العزل، أو رئيس الوزراء الإسرائيلى، الذي يخشى محاكمته بسبب الفساد، وكذلك الأوضاع الخاصة بالانتخابات الإسرائيلية الداخلية.
■ لكن ما الخطوات المنتظر اتخاذها من قِبَل الفلسطينيين؟
- أعتقد أن الوضع غير سهل على نفوس الفلسطينيين، وكذلك أبناء الأمة العربية وأحرار العالم، لذلك فإن مخاطبة المجتمع الدولى والعمل مع الدول الحلفاء والأصدقاء والمتعاطفين هو أمر متبع، ويجب استغلاله جيدًا في مثل هذه الظروف، كما أن المقاومة على الأرض ستكون سبيلًا لمواجهة الاحتلال، وأؤكد أن الشعب الفلسطينى صامد ومقاوم ويصر على حقوقه الكاملة، ولن يقبل بتمرير هذه «الصفقة» تحت أي اسم، فالفلسطينيون يتمسكون بحقوقهم، ويدركون حجم المؤامرة، وهناك ضرورة حقيقية لإعادة تنظيم الصفوف والوحدة من أجل تحقيق الانتصار.
■ هل خطة «السلام الأمريكية» مرفوضة بشكل كامل أم أن هناك تحفظات على بعض بنودها؟
- الخطة برمتها باطلة، وما بُنى على باطل فهو باطل، وفى اعتقادى هي أشبه بـ«الطعام العفن»، فلا يمكن أن تلتقط طعامًا طيبًا من طبق يغلب عليه المذاق الحامض والفاسد، كما أن سرقة القدس على الملأ، وادعاء أنها لإسرائيل، وزيادة الاستيطان، وإنهاء حقوق اللاجئين، وضرب عرض الحائط بالقوانين الدولية، تؤدى إلى المزيد من الخراب والدمار على المنطقة.
■ الرئيس الأمريكى أشاد بحضور ممثلين لدول عربية وقت الإعلان عن الصفقة، فما تعليقك؟
- هذا الأمر مؤسف وخطير ومؤلم للغاية، فقد شعرت بغصة في قلبى مما وصلنا إليه، فالعرب معروفون بالنخوة، وكنت أتمنى أن أرى الإعلان الدائم والمستمر للحقوق الفلسطينية، وإن لم يكن كذلك، فعلى الأقل يكون هناك تعاطف مع القضية الفلسطينية، وهى قضية العرب المركزية، فجلسة الإعلان عن الصفقة الأمريكية تُعتبر بمثابة تدمير للقضية الفلسطينية، بل المنطقة، وأرى أن ترامب لن ينتصر لأى نظام عربى، فهو «حائط مائل، لا يمكن التعويل عليه»، ويتعامل مع مختلف القضايا بمنطق التجارة، فهو يتعامل مع الأيديولوجيات في أمريكا وإسرائيل من أجل كسب الأصوات في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
■ لكن.. هل من الممكن أن تسحب فلسطين الاعتراف من إسرائيل؟
- بعد الإعلان عن صفقة القرن، أعتقد أنه آن الأوان لإعادة تعريف العلاقة مع إسرائيل، من النواحى الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية، بعدما ضربت الصفقة عرض الحائط باتفاق «أوسلو» رغم مساوئه، فقد تنكروا لهذا الاتفاق، وفرضوا مبدأ القوة، إذ إن مبدأ «الصفقة» يعنى تدمير «أوسلو» بالكامل وإنهاءه على أرض الواقع، وليس هناك سبب واضح لالتزام أي طرف، بعد الخطوة الأمريكية- الإسرائيلية تجاه هذا الاتفاق، الذي تتضمن بعض بنوده اعتراف إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية على أنها الممثل الشرعى للشعب الفلسطينى، وبالنسبة لسحب الاعتراف الفلسطينى من إسرائيل فقد يكون أمرًا غير قانونى، إذ إن بعض المحامين والقانونيين أكدوا ذلك، إلا بالتغيير الجذرى للأرض، لكن من الممكن قطع العلاقات على كل المستويات، فالعلاقة الآن مع إسرائيل تغيرت، وأمريكا لم تعد وسيطًا.
■ هل تتوقعين رد فعل من الفلسطينيين أو الإسرائيليين؟
- أعتقد أن العنف الإسرائيلى اليومى تجاه الفلسطينيين مستمر، وقد يتزايد في الأيام المقبلة.