واصل آلاف الفلسطينيين، أمس، احتجاجاتهم الغاضبة في مدن الضفة الغربية والقدس المحتلة، وخاضوا اشتباكات مع قوات الاحتلال قرب المعابر ونقاط التماس والحواجز الأمنية، مما أسفر عن إصابة واعتقال العشرات منهم، بينما نظم قطاع غزة إضرابا شاملا عن العمل في جميع المؤسسات الحكومية، رفضا لـ«صفقة القرن» التي أعلنها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
ورفع سكان مدن الضفة «الأعلام السوداء على أسطح المبانى والمؤسسات الرسمية والحكومية تعبيرا عن الغضب الشعبى الرافض للخطة».
وأعلن رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين، أمين شومان، انطلاق مسيرة جماهيرية حاشدة تجاه الأغوار الشمالية ضمن الحملة الوطنية للدفاع عن الأغوار وتأكيدا على الالتفاف خلف القيادة لمواجهة ما سموه «صفقة العار»، وانطلقت حافلات من نابلس باتجاه الأغوار لتأكيد الحق الثابت والراسخ للأرض الفلسطينية، ومنعت قوات إسرائيلية عشرات المواطنين والمتضامنين الدوليين ونشطاء سلام من التوجه للأغوار، ضمن حملة «حماية الأغوار»، وشددت القوات الإسرائيلية إجراءاتها العسكرية في الأغوار، ونصبت العديد من الحواجز لمنع وصول المواطنين من مختلف المحافظات إلى هناك.
وانطلقت سلسلة مظاهرات رافضة لصفقة ترامب في جميع الأراضى الفلسطينية المحتلة، فيما دفعت سلطات الاحتلال بكتيبتين إضافيتين إلى الضفة خشية التصعيد والمواجهات، واندلعت مواجهات في بلدة أبوديس بالقدس، أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص الحى في الهواء وقنابل صوتية والغاز، وتم تعطيل الدراسة في المدارس المحيطة بها، وأطلقت قوات إسرائيلية قنابل الغاز على المشاركين في مسيرة رافضة لصفقة القرن، في منطقة الأغوار، مما أدى إلى إصابة عدد من المتظاهرين بحالات اختناق، وقمع الجيش الإسرائيلى مسيرة فلسطينية منددة بخطة السلام الأمريكية عند المدخل الشمالى لبيت لحم.
وفى الخليل، أصيب فتى 14 عاما بالرصاص المطاطى في الرأس وعدد من المواطنين وطلبة المدارس بالاختناق، واعتقلت قوات الاحتلال 3 شبان خلال قمع مسيرة سلمية في مخيم العروب شمال الخليل، وفى بيت لحم، شارك فلسطينيون في مسيرة انطلقت من أمام باب الزقاق وصولا للمدخل الشمالى لبيت لحم، وانطلقت مسيرة جماهيرية حاشدة ضمت جميع الفصائل والمستويات الشعبية والرسمية، من ميدان الشهيد ثابت ثابت وسط المدينة، تنديدا بـ«صفقة القرن».
وشارك في المسيرات الرافضة لـ«صفقة القرن»، التي دعت لها هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، شخصيات رسمية ووزراء وأعضاء من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واللجنة المركزية لحركة «فتح»، وفصائل وقوى العمل الوطنى ومتضامنون دوليون، واعتدت قوات الاحتلال على المشاركين بالضرب المبرح، وأطلقت قنابل الصوت، والغاز المسيل للدموع باتجاههم، ما أدى إلى إصابة العشرات منهم بحالات اختناق.
وفى قطاع غزة، عم الإضراب العام والشامل كافة المحافظات، وشارك فيه العاملون في كافة المؤسسات ما عدا وزارة الصحة، وأغلقت المحال أبوابها، ونظم مئات الفلسطينيين مظاهرة في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة منددين بالصفقة.
ومن جانبه، قال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، إن وفدًا من (فتح) سيصل إلى قطاع غزة، الأسبوع المقبل، للقاء «حماس»، على أن يقوم الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» بزيارة مرتقبة للقطاع، وأوضح عريقات، لإذاعة «صوت الشعب» الفلسطينية، أمس، أنّه إذا تم التوافق بعد لقاء حركتى «فتح» و«حماس» بغزة، سيحضر الرئيس إلى القطاع، للقاء الفصائل، وأضاف أن المرحلة التي يعيشها الشعب الفلسطينى حالياً مرحلة حرجة، وتحتاج إلى الوحدة الوطنية.
ومن ناحية أخرى، توالت ردود الفعل العربية والأوروبية على خطة «صفقة القرن»، وقالت وكالة الأنباء السعودية «واس» إن العاهل السعودى، الملك سلمان بن عبدالعزيز، أكد في اتصال هاتفى مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن»، موقف المملكة الثابت من القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى.
وقال الاتحاد الأوروبى، في بيان، إن مقترحات ترامب بإقامة دولة فلسطينية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط فرصة لاستئناف المحادثات للتوصل إلى «حل قابل للتنفيذ» للصراع الإسرائيلى- الفلسطينى، وقال خوسيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد، إن مبادرة ترامب «تتيح فرصة لاستئناف الجهود المطلوبة بشدة للتوصل إلى حل للصراع الإسرائيلى- الفلسطينى يجرى التفاوض عليه ويكون قابلا للتنفيذ»، مضيفا أن الاتحاد بحاجة إلى دراسة المقترحات وتقييمها.
ونبه الاتحاد إلى أنه ينبغى لإسرائيل والفلسطينيين إظهار «التزام حقيقى بحل الدولتين، باعتباره السبيل الواقعى الوحيد لإنهاء الصراع».
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إنه يؤكد التزامه بدعم خطة سلام على أساس القرارات الدولية وتحقيق رؤية الدولتين على أساس حدود ما قبل عام 1967.