x

خبراء يحذرون من «التفاؤل» بالمحادثات لغياب «إرادة السلام» لدى الفلسطينيين والإسرائيليين

السبت 21-08-2010 19:13 | كتب: هبة حلمي |
تصوير : اخبار

حذر عدد من الخبراء السياسيين الأمريكيين من «التفاؤل» بعد إعلان استئناف المحادثات المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل أوائل سبتمبر المقبل، ولفتوا إلى أن «إرادة السلام» غير متوافرة لدى الطرفين، وأن هناك حاجة لاتخاذ خطوات جريئة مثل التى قام بها الرئيس السادات فى زيارته للقدس.

وأشار جمال هلال، المستشار السياسى السابق للرؤساء الأمريكيين للشرق الأوسط، والذى شارك فى جميع المحادثات الفلسطينية - الإسرائيلية منذ عام 1993، إلى أن الخطوة جاءت متأخرة عاما ونصف العام، وأن كلا من الأطراف الفلسطينية والعربية والإسرائيلية والأمريكية أضاعت 16 شهراً توقفت خلالها المفاوضات بحجة المستوطنات، وهم يعودون الآن إلى طاولة المفاوضات دون أن يكون لقضية المستوطنات مكان فى هذه المحادثات، حيث تم تجاهل هذه النقطة سواء فى بيان اللجنة الرباعية أو فى تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون، ولن تثار قضية المستوطنات مستقبلا إلا إذا أراد أحد الأطراف وقف وإفشال المفاوضات.

وأضاف «هلال» أنه لا يرى أن الإرادة السياسية متوافرة لتحقيق السلام فى الوقت الحالى، لا فى الجانب العربى ولا فى الجانب الإسرائيلى، موضحا أن الأطراف العربية رفضت التطبيع إلى أن يتم إقرار السلام، ورفضت إسرائيل وقف الاستيطان إلى أن يتم التوصل لاتفاق نهائى، وهذا دليل على أن نية السلام غير متوافرة.

وأكد «هلال» أن حضور مصر والرئيس مبارك يعد عاملاً مهماً فى المحادثات، لأن مصر هى الدولة الوحيدة التى تملك نفوذاً قوياً على كل من الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى، مضيفاً أن ما يحتاجه الموقف السياسى الآن هو خطوة شبيهة بما قام به الرئيس المصرى الراحل أنور السادات، بحيث يذهب الزعماء العرب إلى إسرائيل ويخاطبون الشعب الإسرائيلى، وبهذا سيقلبون جميع الموازين، وستدفع هذه الخطوة بالقوى السياسية الإسرائيلية المناصرة للسلام إلى القيام بخطوات تؤثر فى المجتمع الإسرائيلى وتضغط على نتنياهو وحكومته لأخذ خطوات صعبة والتخلى عن الأراضى الفلسطينية المحتلة والتوصل إلى اتفاق.

ونصح مستشار الرؤساء الأمريكيين لشؤون الشرق الأوسط، أن الوقت الحالى هو الوقت الذى يجب أن تعود فيه السلطة الفلسطينية الى غزة، حتى تقوى الموقف الفلسطينى التفاوضى وإلا سيظل الشعب الإسرائيلى والحكومة الاسرائيلية تتحجج بعدم واقعية حل الدولتين لأنه ستكون هناك دولة فلسطينية فى الضفة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، ودولة فلسطينية أخرى فى غزة تحت سلطة حماس.

وقال «هلال» إن حماس ستكون قادرة على عرقلة المفاوضات من خلال إطلاق صواريخ على أى مدينة إسرائيلية فى الجنوب فتعرقل عملية مفاوضات السلام وتغير قواعد اللعبة، كذلك يمكن لإيران أن تعرقل المفاوضات إذا دفعت بحزب الله أو حماس للقيام بعمل عسكرى.

وقال «هلال» إن الجدول الزمنى الذى تم وضعه للوصول إلى حل للتسوية النهائية، والذى تم تحديدة بغضون عام، ليس عملياً، لأن الجداول الزمنية لم تسفر فى السابق عن أى حلول.

من جانبه، قال ديبرا دى لى، رئيس منظمة «أمريكيون من أجل السلام الآن» (وهى منظمة يهودية أمريكية تدعم جهود السلام وحقوق الشعب الفلسطينى) إن استئناف المحادثات المباشرة سيكون فرصة لإحراز تقدم نحو السلام، مضيفا أن المحادثات غير المباشرة حققت القليل جدا من النجاح وتم تبديدها خلال العشرين شهراً الماضية من المفاوضات حول كيفية التفاوض بدلاً من التركيز على العمل.

وقال دى لى إن الوقت ملائم للقيام بعمل حقيقى، لأن المحادثات المباشرة ليست غاية فى حد ذاتها وإنما هى وسيلة لتحقيق اتفاق سلام إسرائيلى- فلسطينى، محذرا من أن فشل أى جولة جديدة من المحادثات سيؤدى إلى جولة جديدة من إراقة الدماء، وسيعرض المصالح الأمريكية فى المنطقة للخطر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية