x

ندوة «الأدب العربي» بمعرض الكتاب: لولا الترجمة لما حصل نجيب محفوظ على «نوبل»

الأحد 26-01-2020 20:16 | كتب: محمود جاويش |
فعاليات اليوم الرابع من معرض القاهرة الدولي للكتاب فعاليات اليوم الرابع من معرض القاهرة الدولي للكتاب تصوير : أيمن عارف

استضافت القاعة الرئيسية «جمال حمدان» بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ51، الأحد، ندوة عن التنوع الثقافي بعنوان «الأدب العربي وآفاق الترجمة» ضمن فاعليات معرض الكتاب في تورته الـ51، تناولت حركة الترجمة من وإلى اللغة العربية على مر العصور.

وقسّم الدكتور شرقاوي حافظ الناقد الأدبي والمترجم، الترجمات إلى ترجمة علمية وهي ترجمة كل ما ليست له علاقة بالكتابات الأدبية، والترجمة الأدبية وهي ما تخص الإبداع بكل أشكاله سواء في مجال المسرح أو القصة أو الروايات وغيرها من الفنون، بجانب الترجمات التي تجمع السيناريو والكتابة والتأليف المسرحي، وترجمة الفن السينمائي، معتبراً الترجمة أحد فروع الثقافة.

وأوضح «حافظ» أن «ترجمة الشعر هي أصعب الترجمات لأنها لا تتم إلا عن طريق شاعر أيضاً، وقال إنه قام بترجمة ديوان شعري كامل من الإنجليزية إلى العربية، لأنه في الأساس شاعراً «فالشعر ليس نصوصاً جامدة تصلح لكل الثقافات»، مشيرة إلى أن «علم الترجمة بدأ في العصر الأموي أثناء خلافة خالد أبن يزيد أبن معاوية، فكانت الترجمة خاصة بنقل العلوم والاستفادة منها، ونمت وازدهرت أكثر في عهد المأمون في العصر العباسي، ثم اندثرت حتى جاء عهد الوالي محمد على، والذي أرسل رفاعة الطهطاوي للخارج لتلقي العلوم ونقلها إلى مصر، وأنشأ مدرسة الترجمة برئاسة «كلوت بك»، إلا أن العصر الحديث شهد ضعف للترجمات خاصة من العربية إلى اللغات الأخرى، ووصلت اللغة العربية للمركز 29 في علم الترجمة، رغم أنها اللغة السادسة التي اعتمدتها الأمم المتحدة بين لغات العالم».

وأشار «حافظ» إلى أن «الترجمات في مصر أصبحت محصورة في مناطق محددة في الجهات الرسمية فقط، لذلك أصحبت مصر فقيرة جداً في مجال الترجمة «ومازلنا نتغني بحصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل في الأدب عام 1988»، مشيراً إلى أنه «لولا الترجمة لما حصل محفوظ على هذه الجائزة، والأدب العالمي تأثر في عصور سابقة بالأدب العربي، وخرجت رواية عطيل وديدمونة لشكسبير، نسخة متأثرة بقصة عنترة أبن شداد، وتابع: «من خلال الترجمة نستطيع فرض ثقافتنا على الآخر».

فيما قال الكاتب والسينارست الدكتور مصطفى محرم إن «الحضارة العربية والإسلامية قامت في الأساس على الترجمات اللاتينية والسريانية وأخذت هذه الترجمات وكانت سبب نهضتهم وخرجت بهم من الظلام إلى النور، وهي كتابات أبن سينا والفرابي وأبن رشد وأبن الهيثم، لذلك كان للعرب السبق في هذه المجالات».

وعن الأدب العربي قال «محرم» إنه «تأخر كثيراً وبدأ في العصر الـ19 حين تم ترجمة كتاب ألف ليلة وليلة، وكان لها تأثير كبير في الأدب القصصي في أوروبا وظهرت في كتاباتهم وقتذاك».

وفيما يخص الأدب المسرحي، قال «محرم» إن «العرب لم يكن يعلموا شيء عن فن المسرح إلا بعد حضور الفرق اللبنانية التي ترجمت بعض النصوص وقاموا بعرضها باللغة العربية»، مشيرًا إلى أن «الفنان نجيب الريحاني له 30 مسرحية مقتبسة من المسرح الفرنسي، فكان الريحاني وبديع خيري يقرأن النص الفرنسي ويقومان بكتابته باللغة العامية المصرية لتتناسب مع ثقافة المصريين، وكذلك مسرح يوسف وهبي قام أيضاً على ترجمات الأعمال المسرحية».

وفيما يخص النصوص الأدبية، قال «محرم» إن «تطوره جاء بفضل تلقي الأدباء المصريين تعليمهم في الخارج، وقاموا بتطوير الكتابة العربية مثل «محمد حسين هيكل وطه حسين وتوفيق الحكيم» ووصلت لذروتها عند نجيب محفوظ»، مشيراً إلى أن «محفوظ تأثر برواية «الأخوة كرامازوف» وهو ما ظهر في كتابته للثلاثية».

وفي مجال الشعر، أكد «محرم» أن «الشعر العربي تفوق على غيره من الشعر في كل اللغات، نظراً لكثرة مفردات اللغة العربية وثراءها، لذلك كان الشعر العربي متقدماً جداً على نظيره الإنجليزي والفرنسي «ولم تعجبني ترجمات الشعر لأنها تحتاج لمترجم شاعر يستطيع تحليل الكلمة».

فيما قالت الدكتورة منى طلبة أستاذ الترجمة بكلية الألسن جامعة عين شمس، إن «العالم العربي أصبح في حاجة إلى استراتيجية كاملة للترجمة والاستثمار فيها، لأنها تموج في بحر من الفوضى«- حسب تعبيرها- موضحة أن «الترجمات كانت في عهد رفاعة الطهطاوي استثمار لنقل العلوم، فليس هناك ثقافة قادرة على التقدم وبناء حضارة بمفردها، لذلك يجب تحديد مجالات الترجمة وإنشاء بيت الحكمة لاستثمار هذه الترجمات في البحوث والعلم».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية