x

شواهد الجمال فى الريف المصرى مقارنة بعواصم أوروبية

الجمعة 24-01-2020 23:50 | كتب: اخبار |
شريف قنديل - صورة أرشيفية شريف قنديل - صورة أرشيفية تصوير : اخبار

يقدم الكاتب الصحفى شريف قنديل من خلال كتابه الجديد «شواهد الجمال فى دفتر الترحال» الصادر عن الهيئة العامة للكتاب والذى تطرحه الهيئة ودار المعارف المصرية في معرض القاهرة الدولى، فى نحو 180 صفحة ليجيب عن سر انحياز الكاتب لشواهد الجمال في مصر وتحديدًا في الريف المصرى،مقارنة بعواصم أوروبية عديدة زارها الكاتب فى السنوات الأخيرة. وفي ذلك يسأل الكاتب نفسه فى حوار داخلى:لماذا أكتب عنها وأنحاز لحبها، ولا أمل من الحكى عن حقولها وشوارعها وطرقاتها؟! أنا الذى قضيت سنوات فى لندن وشهورًا فى باريس وليالى فى فيينا، لماذا أحن لقمرها وسمائها وصوت سواقيها وغناء الأفراح بها؟! أنا الذى زرت الأوبرا فى معظم عواصم العالم، لماذا كل هذه الهالة وأنا أتحدث عن ناسها القدامى.. العمدة وشيخ الخفر وناظر المحطة والمقرئين فى دولة التلاوة، والمزارعين والخياطين والحلاقين والحدادين والمسحراتية، وضمامى الغلة؟! أنا الذى أتيح لى اللقاء بالعديد من زعماء ومفكرى، وأدباء ومطربى العالم! لماذا أكتب عن «القنطرة البيضاء» التى عبرها أمين الخولى، وزكى مبارك، والسبكى، وشكرى عياد، وأحمد شفيق كامل، وعفيفى مطر، ومصطفى عبدالمجيد سليم، وآخرون، وعن «بحر شبين» الذى مشى على ضفافه المازنى، وعبدالعال حلمى، ومحمود غنيم، وعبدالرحمن الشرقاوى؟! لماذا أتيه بالقنطرة البيضاء وبحر شبين أنا الذى افترشت جبال الألب، وسهرت على ضفاف الراين ونهر السين؟!

وفيما يشبه الإجابة يقول شريف قنديل،فى مقدمة كتابه الجديد، الذى يمثل إضافة فلسفية نوعية، وأطروحة فى علم الجمال:

تخيل معى عندما يكون تحديد موعدك مع جار أو صديق قبل انتصاف القمر، أو عند اكتمال البدر! أن يكون عقد القران عند ضم الغلة أو قطع الذرة، أو جنى القطن! وأن يكون المكان عند «تينة» جدتك «آمنة»، أو نخلة جدك «عبده زايد» أو «توتة» عمك «عبدالمجيد»، أو «نبقة» خالك تهامى، أو «مشمشة» خالك على يوسف !فى ظل ذلك كله وأكثر منه، قل لى أنت: كيف أقاوم كل هذا الجمال؟! كيف أقاوم لحظة تساقط الثمرات بقلبى العليل، وكيف أقاوم صوت السواقى، وشدو الطيور عند اشتعال الأصيل؟!

ويمضى قائلا: كيف أتنكر للنسمات العليلة التي تنفست، وللأشجار الشامخة التي صعدت، وللفروع الباسقة التي هَززْتُ! كيف أتنكر للرحيق الذى لثمت، وللتوت والتين والنبق الذي أكلت؟ الحق أنني لن أجد مبررًا واحدًا لعدم تشبثى بجمال أشجار الصفصاف وزهور الياسمين، ولم أجد مبررًا واحدًا يمنع انسكاب الحنين، ولم أجد سببًا وجيهًا لنسيان القمر والنجوم!

هنا «توتة» كان جدهم الأكبر سقاها، وأوصى أبناءه بأن يحرسوها، وهنا «نبقة»، كانت رائحة الجدة فيها، وهنا «نخلة» طويلة، بات التخلص منها عملية مستحيلة..اتركوها،قالتها الجدة وكأنها ولتها عليهم أو ولتهم عليها! هنا يمر القمر قرب البستان، فتخرج الصبايا للإمساك به، قبل أن يعبر لدار الجيران! فإن اختفى خرج الكبار والصغار، يحتجون على خنقه ويرددون: يلا يا بنات الحور سيبوا القمر ينور! يلا يا بنات الجان سيبوا القمر يبان! يلا يا بنات الجنة سيبوا القمر يتهنى!.

وخلال فصول الكتاب، يستدعى شريف قنديل العلّامة الراحل أمين الخولى لحماية التجديد، ويتناول سيرة زكى مبارك،رائد مدرسة سنتريس التى واجهت سوربون باريس، قبل أن ينتقل للحديث عن أشمون وعن روائح الراين والقنطرة البيضا!

ويضم الكتاب مقارنات مصرية خالصة عن جمال الفكر وعذوبة الصوت بين المازنى والعقاد من جهة، والبنا والصياد من جهة أخرى، وعن عناق الرومانسية والفروسية بين حلمى وغنيم، قبل أن يتطرق لمقارنات أكثر إثارة بين حلاق بغداد وحلاق الرملة، ورعاة الغنم فى مصر وفى جبال الألب، وطعم الجمال بين بحيرة جنيف والبحر الأعمى، وبين حنطور فيينا وحنطور منوف، وعن ليالى الأنس بين العاصمة النمساوية والقاهرة الخديوية.

كما يحفل الكتاب بذكريات رائعة عن ضم الغلة بين فان جوخ ومنجل الخال طلبة، وعن بيجامة ومراجيح العيد، ورسومات الحج، والحنين للقمح من الشونة إلى ماكينة الطحين، وفوانيس عفيفى مطر التى تتوضأ منها النفوس!

كما خصص الكاتب فصلا طويلا عن شقيقته الشهيدة نفيسة قنديل، زوجة الشاعر الراحل محمد عفيفى مطر، وفى ذلك يقول: ذات صباح، كنت أكتب فصلا من هذا الكتاب عن شجرة الأسلاف، دون أن أدرى أنى أنعى أجمل الأغصان فيها «نفيسة الخير»! كنت أردد قصيدة مطر التى يقول فيها: دفنا في جذور التوت موتانا.. وعدنا نملأ الأفران دخانا.. لينتظر الصغار فطائر العيد!

يذكر أن حفل توقيع الكتاب ،الذى صممت غلافه شروق قنديل، سيتم فى نهاية الندوة المخصصة لمناقشته يوم الأحد الموافق 2 فبراير ببلازا 2 عند الثانية ظهرا ،والتى سيديرها الكاتب الصحفى عبدالعظيم حماد، رئيس تحرير جريدة الشروق سابقا، ويتولى المناقشة فيها الدكتورة رضا خلاف، أستاذة الفلسفة وعلم الجمال بجامعة المنوفية، والكاتب الصحفى والفنان التشكيلى الدكتور سامى البلشى، والكاتب الصحفى الزميل فراج إسماعيل، مدير تحرير موقع «العربية» سابقا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية