x

العشوائية والفوضى تضربان الميدان الإبراهيمي في كفر الشيخ

الجمعة 24-01-2020 20:16 | كتب: مجدي أبو العينين |
العشوائية و الفوضي في ميدان الابراهيمي في كفر الشيخ العشوائية و الفوضي في ميدان الابراهيمي في كفر الشيخ تصوير : مجدي أبو العينين

تسود حالة من الاستياء بين أهالى مركز ومدينة دسوق فى كفر الشيخ بعد تحول الميدان الإبراهيمى، الذى كان يعد ثانى أشهر الميادين فى مصر بعد ميدان التحرير بالقاهرة، إلى رمز للفوضى والعشوائية ومرتع للخارجين على القانون والباعة الجائلين.

كان المسؤولون بمجلس مدينة دسوق ومحافظة كفر الشيخ قد أزالوا منذ عدة سنوات الأشجار وهدموا الأبنية المقامة بشكل جمالى على هيئة لفظ الجلالة وأسماء الله الحسنى لإقامة ٧٦ محلًا بديلًا، وتم نقل أصحاب المحال الموجودين حاليا بمشروع دسوق الجديدة على مساحة ٣٨٠٠ متر وإقامة مبنى آخر من عدة طوابق مكانه. وبعد الانتهاء من البناء وتحميل ميزانية الدولة نحو١٠٠ ألف جنيه فى ذلك الوقت، تحولت ـ حسب الأهالى ـ إلى وكر للمخدرات ومرتع للخارجين على القانون ودورات مياه مفتوحة تلوث الميدان بالروائح الكريهة.

ورفض أصحاب محال مشروع دسوق الانتقال، فيما أصبح المسؤولون حائرين ما بين هدم المحال البديلة وتحملهم مسؤولية إهدار المال العام.

قال سيد أحمد عيسى، عضو مجلس النواب، إنه سيقوم بإبلاغ المحافظ بتلك المهزلة، ويقدم طلب إحاطة إلى مجلس النواب، مؤكدًا أن ما تم هو إهدار صارخ للمال العام.

وأضاف صبرى عتمان، محامٍ بالنقض، أن هناك حالة من الغضب والاستياء بين الأهالى، بسبب ما تم هدمه من أبنية تحمل أسماء الله الحسنى، وذبح العديد من الأشجار بالميدان بالناحية الغربية للمسجد.

وأضاف: «لسنا ضد التطوير، لكننا ضد إهدار المال العام الذى تمثّل فى هدم أبنية تتضمن عدة أشكال هندسية بديعة أقيمت منذ عدة سنوات تحمل أسماء الله الحسنى، ومنظرها هندسى جميل تضيف روحانيات دينية، حيث تجاور المسجد من الناحية الغربية، وكان الزوار يتمتعون بهذا المنظر، وكان يجب الحفاظ عليها وعدم هدمها، وإن كانت هناك أعمال تطوير أخرى تتم إضافتها إليها».

وتساءل أسامة صقر: «هل سيتم ترك الميدان بتلك الصورة بعد تقطيع الأشجار وهدم الأبنية، كما حدث فى عملية إنشاء رافد طريق دسوق - كفرالشيخ الدولى وتوقف الأعمال به منذ أكثر من 8 سنوات؟!»، وتدخل آخر- طلب عدم ذكر اسمه- قائلا إن هدم الأبنية الهندسية المكتوبة عليها أسماء الله الحسنى جاءت ترضية لتجار الفسيخ بالميدان الإبراهيمى، حيث كان أحد رؤساء المدينة السابقين قد أقامها بعد رفض بعضهم التبرع لتجميل الميدان، وكان يجب الحفاظ عليها لمنظرها الجميل.. أيضا كان يجب البحث عن مكان بديل آخر لإقامة المحال البديلة به لحين إزالة المبنى القديم ونقلهم للمحال به، كما كان يجب الحفاظ على الأشجار وعدم قطعها.

ويوضح إبراهيم زغلول، عضو مجلس محلى محافظة سابق، أن الجهاز القومى للتنسيق الحضارى منذ 2016 انتهى من مشاريع تطوير 7 ميادين تفعيلًا لمبادرة «تطوير ميادين مصر»، التى أطلقها الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، والتى تهدف إلى إعادة الوجه الحضارى لميادين مصر، وبالمشاركة مع كل محافظات مصر.. ويأتى فى محافظة كفر الشيخ ميدان سيدى إبراهيم الدسوقى أول هذه الميادين، وقام المهندس محمد أبوسعدة، رئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، بإرسال نسخة من تصميمات الميدان للمحافظ الأسبق اللواء السيد نصر للبدء فى تنفيذ المشروع، ليصبح مشروعاً رائدا فى مجال تطوير الفراغات العامة والتنسيق الحضارى فى المحافظة.

ويضيف أنه تم فى هذا المشروع إعداد مجموعة من الدراسات التفصيلية بواسطة مهندسى الجهاز والخبراء من أساتذة الجامعات المتخصصين فى التصميم العمرانى والتخطيط العمرانى. وأوضح «زغلول» أن المشروع تضمن وضع حلول للمشاكل المرورية والبصرية الموجودة فى الميادين، والتى تعوق سير السيارات والمشاة فى الميدان بما يتوافق مع معطيات المكان، وكذلك وضع حلول لتنسيق الموقع لخلق بيئة بصرية مريحة للرواد، والسؤال: «لماذا لم يتم حتى الآن البدء فى عملية تطوير الميدان؟!».

ويشير عبدالسلام أبوالفضل، مدير عام سابق، إلى أن المشروع كان سيصبح نقلة حضارية لمدينة دسوق والمحافظة كلها، كما سيدر للدولة مليارات الجنيهات، وكان يجب أخذ موافقة جميع تجار الفسيخ الذين يقيمون بمحال المبنى القديم الذى كانت مساحته ٣٨٠٠ متر ومن طابق واحد، وأخذ جميع موافقات جهات الاختصاص قبل تنفيذ مذبحة الأشجار وإهدار ما يقرب من ١٠٠ ألف جنيه لبناء محال بديلة بالميدان الإبراهيمى وتشويهه لنقل أصحاب المحال إليها لحين الانتهاء من تنفيذ المشروع، إلا أنهم رفضوا الانتقال إليها، لتتحول إلى مرتع للخارجين على القانون والبلطجية، مطالبا بمحاسبة المسؤولين عن تلك المهزلة.

وأشار سيد شنقار، نائب رئيس مدينة دسوق، إلى أنه سبق تحرير مذكرة بالإحالة لهيئة قضايا الدولة لإخلاء محال الفسيخ التى تشوه الميدان بالقوة الجبرية بعد إقامة محال بديلة للانتقال إليها لحين هدم الأولى وإقامة المشروع المقترح، على أن يتم نقلهم لها بعد ذلك بنفس المساحات والأجرة، وتمت إقامة المحال البديلة إلا أنهم رفضوا الانتقال إليها.

ومن جانبه، قال المحافظ اللواء جمال نورالدين إنه قرر تشكيل لجنة فنية مختصة لدراسة مشكلة الـ ٧٦ محلا، التى سبق بناؤها بالميدان، لاستخدامها كمحال بديلة للمحال القديمة بمشروع مدينة دسوق لحين الانتهاء من إقامة المشروع السابق الموافقة عليه من المحافظ الأسبق وفق الشروط السابق إقرارها.

وأضاف المحافظ أنه شاهد الميدان وغير راضٍ عن هذا المنظر السيئ لتلك المحال التى تستغل كوكر للخارجين على القانون، ومكان لقضاء حاجة البعض بها، خاصة أنها أمام مسجد العارف بالله سيدى إبراهيم الدسوقى، ويفد إليه آلاف الزوار يوميا من مختلف المحافظات، لافتا إلى أنه سينفذ المشروع الحضارى السابق اعتماده من جهات الاختصاص.

وأشار المحافظ إلى أنه اتفق مع اللواء محمود حسن، مدير الأمن، على أنه فور انتهاء اللجنة التى تم تشكيلها من عملها سيتم نقل أصحاب محال الفسيخ الموجودين بأماكنهم القديمة إلى المحال البديلة، ومن سيعترض سيتم التنفيذ بالقوة وبالقانون للصالح العام.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية