فى تلك الثورة رسائل لا تنسى.. بعضها أعطانا الأمل وبعضها سلبه منا وبعضها كان مُبهماً.. لكن المؤكد أنها أثرت بشدة فى تصرفاتنا ومشاعرنا وزادت من سقف مطالبنا وشدة بأسنا.. بعض تلك الرسائل كان فى أعظم يوم فى تاريخ شعب مصر.. جمعة الغضب.
■ الرسالة الأولى:
الجمعة 28 يناير الثانية ظهرا.. معارك دامية فى شوارع شبرا بعدما بادرت الداخلية بإطلاق قنابل الغاز على المُصلين قبيل الانتهاء منها فكانت الثورة من الجميع.. أهالى شبرا ثائرون على ما بدر من أوغاد الداخلية تجاههم.. الشهداء يتساقطون والإصابات عديدة.. الشماريخ والمولوتوف تشعل المواجهات.. وتشعل مشاعر الغضب:
سيدة فى أواخر العقد الخامس، متشحة بالسواد.. تنادى ابنها صاحب «القيسبا» التى تقلّ المصابين للرصيف، وتعطيه «شوال» مليئا بكل ما ادخرته من الأسلحة «بنزين، مولوتوف، شوم».
وتصرخ فيه: روح خد حقى وحق أبوك.. روح خد معاش أبوك، مترجعليش إيدك فاضية زى الولايا، معاش المرحوم.. معاش المرحوم يا ولاد...!» يستجيب ابنها وتظل واقفة تبكى فى جزع مرددة بصوت خافت «معاش المرحوم يا ولاد...»، لابد من أنها تذكرت الشهور التى وقفتها لتحصل على معاش زوجها، وتعود لابنها اليتيم باكية لأنها لم تحصل على شىء.. وقفت مشدوها من منظرها كانت فى عينها نظرة فرح وانتقام وحزن.. فرح فى الثورة ضد الظالمين، وانتقام من المجتمع الذى مارس عنفوانه عليها وعلى ابنها، وحزن بأنها فشلت فى تلبية احتياجات ابنها، الأمر الذى دفعها لأن تخاطر بحياته وتشجعه.. تلك السيدة لا تعلم بحقوق الإنسان ولا بفساد مبارك وحاشيته.. لكنها تعلم أنها هى وابنها يتجرعين مرار حياتهما الصعبة ليبقى هؤلاء على عروشهم.. ومن يحميهم هؤلاء الأوغاد قتلة الشباب.. فلا شىء تخسره فى دفع ابنها لمواجهة مصيره.. كان مشهدا رائعا أفضله شخصيا من بين مشاهد عديدة بسيطة قدمها المصريون للجميع.. أحلامهم البسيطة هى من دفعتهم للثورة.
■ الرسالة الثانية:
الشهداء يتساقطون واحدا تلو الآخر.. جرائم حرب ترتكب هنا.. الأوامر إبادة جماعية.. نحارب ونهرب ونحمل جثث الأبطال.. أحدهم هو من خرج معى من شبرا دون أن نعرف أسماء بعضنا البعض.. الحق أن الجميع توافق ضمنيا على ذلك.. كان الإحساس بأنه يوم سيسقط من الذاكرة فلا داعى لمزيد من الأسى.. أنقذنى وأنقذته.. كنت أعتبر إنقاذى له ولغيره واجباً لننتصر.. وكان يعتبره فداء للجميع.. شخصيا كنت أتصور وسط هذا الكم الهائل من الدماء أنه عندما نصل الميدان سيبعث فى الشهداء الروح ويعود كل منهم لما كان.. أذهب به للخلف مسرعا «بيموت.. بيموت» أنظر فى عينيه.. باسما.. بل ضاحكا.. يبدو أن الرصاصة التى اقتحمت رقبته ومنعته من ذكر الشهادة.. لم تمنعه من الابتسام وآخر ما نطق به «دى بلدى يا صاحبى» كان مطمئنا غير فازع.. أمسكت هاتفى واتصلت على رقم الإسعاف.. الشبكات مقطوعة.. نعم أعلم.. لكن هل ستنقطع أيضا عند وفاة هذا الصديق؟ ياللخونة.. الجميع تآمر على هذا البطل.. أضربه على وجهه يوقفنى الأطباء معتقدين أنه صديق مقرب ولا أتحمل فراقه.. نعم بات صديقاً مقرباً ونعم الصديق.. فَمَنْ من أصدقائى سيسير معى كل تلك المسافة حاميا لى ولغيرى قبل أن يحمى نفسه؟ لا أحد.. أعبث فى بنطاله ماسكا محفظته لأعرف اسمه.. سيكون صديقى الذى أترحم عليه دوما.. إلا أن الترحم أيضا ليس بتلك السهولة.. لا أجد شيئاً فيها غير ثلاثة جنيهات وصورة لفتاة على مشارف العقد الثانى من عمرها على ظهرها «والله العظيم هنتجوز».. آه.. آهات الدنيا كلها لم تشفع.. كان حدثنا مازحا ونحن فى شبرا.. «يا رب بس ننجز بسرعة لحسن المدام بتخاف عليا موت» نعم كان يخشى من خوف حبيبته أكثر من المدرعة والرصاص والغاز.. أتصل مرة ثانية على رقم الإسعاف لا يرد أحد.. «خلاص هو مات» قالها لى أحدهم ليهدئ من بكائى.. إننى لا أبكى على وفاته فقط.. إننى أبكى فقداننا وفقدان أحبائه له.. أخذت صورته ووضعتها فى يده التى كانت تشد على يدى.. أشعر به يشد عليها هى الأخرى.. أخذت ورقة وقلماً من أحدهم وكتبت فيها «ابنكم أجدع ولد فى الدنيا.. أنقذنى وأنقذ غيرى كتير.. ابنكم شهيد وهنجيب حقه.. قولوا لحبيبته إنه كان خايف على زعلها جدا وكان نفسه يتجوزها.. واحد صاحب ابنكم» وأغلف بها الصورة وأضعها فى جيبه الخلفى.. أذهب إلى الكوبرى مرة ثانية.. هناك ثأر لابد أن آخذه فى الحال.. ثأر هذا الشاب وأهله وحبيبته.. ثأر الشجاعة والفداء.. كان ذلك قبل الهجمة الأخيرة التى تراجع بعدها الأوغاد على كوبرى قصر النيل ولم يتقدموا بعدها.. كنت أشعر بأن لدى طاقة تفتك بكل الأوغاد.. كنت أجذب الجميع من يده.. حدثت النساء بألا يتراجعب مثل المرات السابقة حتى يتحمس الشباب أكثر.. تقدم من بالشباب الآلاف يتوعدونهم.. تلك المرة سننتقم منهم جميعا.. على مرمى البصر هناك قائد الأوغاد يعى أوامر الهجوم حتى لا نتقدم.. الرؤية مبهمة من الغاز الذى بقى تأثيره فقط على النظر.. لم أختنق به حينها كما كان البطل يسخر منه.. أطلب من أحدهم أن يصف لى الوغد.. وقد كان.. تفاجأ الأوغاد ببأسنا تلك المرة.. خارت قواهم ودماء الشهداء أيقظتنا.. إن المعركة الآن وجود لا وفاق.. الثوار كلهم يتقدمون لا أحد يتراجع.. الأرض تهتز تحت أقدامنا.. الموتوسيكلات تصدر أصواتها لترعبهم.. كانت إعادة تأهيل وتقويم للأوغاد.. كل فنون القتال.. كل أساطير البطولة شاهدوها فى تلك اللحظة.. كل سبل الجبن شاهدناها منهم.. لا تصدق بأنهم «غلابة» إنهم يعلمون بطلانهم ولذلك يخافوننا.
كان البطل أحد هؤلاء الشباب الذين لا يجيدون السياسة.. بقدر حديثهم عن الحق.. لا يتحدثون عن التضحية بقدر الفداء.. لا يتحدثون بقدر ما يفعلون.. هو أحد هؤلاء الذين يخشاهم العسكر وجنرالاتهم لأنهم لا يحبذون السياسة ولا يجيدونها ولا يجيدون التحالفات ومن ثم سهولة العصف بهم.. هم يجيدون القتال والثورة والنضال، هم من يُشْعرون العسكر بعجزهم.. هم من يهبون أرواحهم لهدف معنوى.. هم من أحدثوا الصدمة للشرفاء بأن على هذه الأرض من يضحى بحياته وأعضائه دون مقابل أو سبوبة.. هم من صدموا العسكر بأن هنا بين من يحكمونهم مستعدون للفداء لمصر التى تظنونها عبدة لكم.. هم يجردون العسكر والشرفاء سويا من أوراق التوت.. هم الذين حرروا مصر جزئيا وسيحررونها كليا عما قريب ولن يستفيدوا شيئا.. هم رعاة الإنسان والحرية والكرامة الأصليون.
■ الرسالة الثالثة:
أحد الشوارع الخلفية للأوبرا.. المعارك مستمرة.. الجميع يعلم أن نهاية الأوغاد تقترب.. فقط نصل للميدان الذى فشلنا فى الوصول إليه فى اليومين السابقين، والأهم هزيمة الأوغاد فى ذلك اليوم.. لا أحد فى الشوارع سوى الثوار والأوغاد.
يمر تاكسى بجانبنا وينظر سائقه من شباكه ثم يقف، وينزل من سيارته.. شاب فى منتصف العقد الثالث يبدو عليه الإنهاك: هو فى إيه يا شباب؟
أرد أنا وغيرى: دى ثورة يا نجم.
يرد: ثورة؟ «ينظر إلينا مستغربا» ويصمت لثلاث دقائق ويذهب لسيارته فيركنها فى مكان خال ويأتى.
أسأله: هتيجى معانا واللا إيه؟
يرد: هو انتو مش بتعملوا الثورة دى عشان الظلم والفقر والجوع؟
أرد: آه.
يسأل: حد منكو مات ؟ يصمت قبل أن يرى أحد الشهداء محمولاً، يصرخ: يا ولاد..
ها.. جاى؟
أيوه يا عم، دى ثورتنا، أنا عندى 3 بنات ومحدش طالع.. أمه فى البلد دى أدى، ويجرى للمعارك بسلاحه «مفتاح إنجليزى» آخر ما استعان به من سيارته.. أفكر فى الموقف مستغلا لحظات الراحة من الغاز.. يقذفنى أحدهم بعبوة مياه غازية، أتصورها رصاصة ستخترق وجهى، حينما أراها أنظر له بغضب فيبتسم لى، أعود للتفكير فى السائق.. ترى بماذا فكر فى الثلاث دقائق الصامتة؟ لابد من أنه فكر فى الخلاص من وضعه الاجتماعى السيئ، لابد أنه فكر فى بناته ومستقبلهن، لكن عودته لبيته من عدمه لم تصمد أمام مشاكله فقرر أن يشارك الثوار بمفتاحه الإنجليزى!
■ الرسالة الرابعة:
على كوبرى قصر النيل المعركة التى تحدث عنها العالم أجمع.
الأوغاد يهربون.. يخلعون ملابسهم يلقون بأسلحتهم فى الشارع، ها هم قتلة أصدقائنا.. ها هم من حكموا مصر طوال ثلاثة عقود بكل قسوة وعنف.. عاملناهم فى تلك اللحظة كما عاملونا.. اختفت أصوات «سلمية» فى تلك الأثناء نظراً لوفاة العديد من الثوار بين أيدينا.. لم أنس قط مشهد الهروب.. لم أنس ذلك الوغد الذى خلع قميصه بنجومه ونسوره وسيوفه وألقاه فى الماء وظل يهرول بملابسه الداخلية لكن سلاحه كشفه، ببساطة هذا الوغد بعدما قتل وسفك الدماء وأعطى الأوامر لأوغاده بقتلنا يظن أنه سينجح فى الهرب، يبدأ أوغاده الصغار فى الهرب.. السواد يرحل عن الميدان.. يهرولون عراة.. هكذا حكموا مصر مفضوحين وهكذا رحلوا عنها مفضوحين!
أصرخ بكل ما أوتيت من قوة «الأوغاد هربوا.. هربوا الأوغاد» يحضرنى المشهد التونسى «بن على هرب» فأضحك لأن عقلى الباطن مازال متأثرا بالمشهد، مازال الوغد الأكبر فى قصره.. كان الليل الجميل قد أتى وهرب سواده من الميدان.. كان ليلا جميلا بدون عسكر.. ها نحن ندخل الميدان.. نسجد على مداخله.. كم كانت اللحظة سعيدة ربما أعظم من لحظة التنحى.. نقبل الميدان.. وعدناك بالعودة وها قد عدنا ودفعنا الدم قربانا لحريتك.. كُن معنا ولا تخذلنا.. نبكى على كل ما شاهدناه من دماء ووحشية وجرائم.. نستلقى على أرضه.. نستنشق هواء الحرية.. إحدى الفتيات التى كانت معنا فى الصفوف الأمامية قاتلت بضراوة وجرحت وكرت وفرت.. كانت تصرخ فى النساء الواقفات خلف الرجال لتحمسهن بعدم العودة، كانت تصرخ فيهن للتقدم.. أعطتنى منديلاً ورقياً، أبكى بغزارة فتأتى بآخر، أشاهد فى حقيبتها ذلك المنتج الخاص بالسيدات فى فترة الحيض، أستغرب ولكن الإرهاق لا يجعلنى أتساءل، فتجيب على نظرتى: مصر بقالها 60 سنة عندها الحيض!!
أنظر للسماء محادثاً مصر: «عشانك يا مصر شبابك وبناتك بذلو النفيس والغالى، خليكى معانا وأوعى تسيبينا»، للمرة الأولى التى أحادث فيها مصر ناظراً للسماء، أدركت حينها أن النظام سقط.. كنا نتوقع نزول الجيش بل وتوقعنا بموقفه المساند للمخلوع.. وهو ما حدث عندما تمكن شباب الألتراس من إضرام النيران فى عربتى الحرس الجمهورى اللتين نقلتا الذخيرة للأوغاد.. افترقنا على الفور.. لا وقت للتفكير.. كل من يسمح بقتلنا فهو خائن ولا أمل له فى النجاة
■ أخيرا
تلك الثورة لم تعد قابلة للتعديل ولا للتبديل، فالهدف واحد إسقاط حكم العسكر تماما.. إسقاط دولة الفساد القائمة منذ ستين عاما.. إسقاط الخطاب الأبوى المتعفن.. إسقاط الكذب والنفاق والتبلد.. إسقاط الدولة الأمنية بكل ذرائعها.. فارق كبير بين الإصلاح والثورة.. الثورة تسقط وتنقلب على الحكم.. الثورة لا تستجدى مطالبها بل تقتنص حقوقها.. لن نحبط بتهديداتهم ولا بمحاكمتهم الناقصة ولا بحبسهم للأحرار.. بل لا نعبأ بتبجحهم والحديث عن عيد للثورة ومازالت دماء الشهداء لم تجف بعد.. سنظل نناضل بقوة ونرد الصاع صاعين.. لن نقف مكتوفى الأيدى إمام اغتيال الحلم.. سيقتص الشعب من قتلة الشهداء ومن مجرمى الحرب.. سنعتقلهم بأنفسنا، ستسقط دولة السجان فيها هو القاضى.. سيشاهدو مصيراً أسوأ من مبارك ذاته.. تلك هى المعطيات والدلائل.. فكلما زاد الطغيان والجرائم ساء المصير والنهاية.. لن نحبط طالما هناك لحظات قليلة بمعانيها العظيمة تعيننا على الحياة، نتبادل فيها الأمل والشجن.. لن يهزموا الأمل والأفكار.. تلك اللحظات التى تمدك بأكسير الحياة على أرض الموت، ابتسامة «حرارة» التى تناقشنا حولها واتفقنا على أنها وليدة الإصابة تمدنى وتمد غيرى بالأمل.. حمل خالد علاء عبدالفتاح أعطانى الأمل لسنوات قادمة.. فها أنا أحمل طفل الحرية الذى أصر والده وأمه نعيمه بالحرية.. إلا أن الأيام كتبت عليه الولادة بعيدا عنه.. دعكم من هذا، اليوم خالد فى حضن علاء والأخير يتدرب على الأبوة.. أمر مبهج رغم كل شىء.. وبرغم بعدى عن القراءة والسينما فى هذا العام.. فهو نفس العام الذى تابعت فيه نائل الطوخى وعمرو عزت وأحمد ناجى.. ورغم قلة الأغانى اللى سمعتها فيه.. فأيضا سمعت إسكندريلا وسامية جاهين وفريقها الجميل وفيروز كراوية ودنيا مسعود فضلا عن مريم من العام السابق ومحمد محسن وغيرهم.. ورغم أننى لم أقرأ سوى عشر قصائد فيه.. فيكفينى متابعة محمود عزت وأمين حداد ومصطفى إبراهيم ومينا ناجى.. مازالت الحالة الثورية تعطنى الأفضل رغم كل شىء.. مازلت أتذكر ومضات حديث الشهداء معى قبل رحيلهم.. مازلت أتذكر ضحكاتهم.. جميعهم أحبوا الحياة.. جميعهم ابتسامتهم كانت ساحرة.. مازلت أؤمن بأننا نتعلم سويا وبأن الاهتمام بفئة معينة من الشهداء والمصابين ما هو إلا مخلفات حكم العسكر ونتاجها أن يهتم بهم من يهتم بالإنسان فقط.. وبأن إخلاصنا لهم جميعا واحد.. إننى لا أحمل الثورة رحيل الغرباء.. لا أحملها إنسانيتى المسلوبة وفقدان الإحساس بالحزن تماما منذ وفاة مينا دانيال وشهداء ماسبيرو.. لم أبك من يومها إلا على وفاة أحمد سرور نتيجة لإحساسى بالتفريط فى الدم.. مازلت أجرى الإحلال والتبديل بين مشاعر اليأس والهزيمة وأبدلها بمشاعر الأمل.. لا أحملها فقدانى لأصدقائى.. ولا أحملها افتقاد أمهاتهم وأحبابهم وأصدقائهم لهم.. لا أحمل الثورة فقدان صديقى لعينيه.. لا أحملها ساعات العتمة الكئيبة التى لا تنقضى.. لا أحملها بحثه عن رفيق فى بيته.. لا أحملها نومه المبكر لأن وجوده بالخارج مرتبط بوجود شخص آخر معه.. لا أحملها بكاء أمه يوميا على نظر ابنها وحبيبها.. فرغم كل ذلك ها هو مازال يضحك ويبتسم ويشارك ويهدد.. إننى أتسامح مع الثورة رغم كل شىء.. فكل ما حدث وكل ما سُلب منى ومن الآخرين هو نتاج حكم العسكر.. وكل أخطاءنا المقصودة أو غير المقصودة هى نتاج حكم العسكر.. ثورتنا من الأساس نتاج حكم العسكر.. سأتسامح مع كل ما صار وكل ما فقدته «رفيق أو إحساس».. فقط لتستمر ثورتنا.. فقط لأننا فى البداية.. فقط لأن الأمل وحده يرعى الفكرة.. لأن الحقيقة الواحدة أن الأيام تذهب دون تصريح أو ختم الدولة.. ستذهب أيامهم وتأتى أيامنا لا محالة.. فإذا كان العسكر لا يموتون.. فلا أمل لهم فى الهروب من الأيام.. وليبق التسامح حياةً وموتاً.