x

احتجاجات عنيفة في العراق للمطالبة بالتغيير ومكافحة الفساد

الثلاثاء 21-01-2020 00:10 | كتب: عنتر فرحات, وكالات |
اشتباكات بين المتظاهرين العراقيين و قوات الأمن في العاصمة العراقية ​بغداد​  - صورة أرشيفية اشتباكات بين المتظاهرين العراقيين و قوات الأمن في العاصمة العراقية ​بغداد​ - صورة أرشيفية تصوير : رويترز

اتسعت رقعة الاحتجاجات العراقية المناوئة للحكومة الحالية والمطالبة بالتغيير والإصلاح ومكافحة الفساد، أمس، إذ شهدت بغداد والعديد من المحافظات الجنوبية مظاهرات غير مسبوقة، رافقها قطع طرقات واشتباكات مع قوات الأمن مما أدى إلى وقوقع قتيل ومصابين، وخاض آلاف المحتجين عمليات كر وفر مع قوات الأمن في الطرقات وعلى الجسور والكبارى، بعد انتهاء مهلة الأسبوع التي حددها المحتجون للاستجابة لمطالبهم، صباح أمس، وأهمها إجراء انتخابات تشريعية مبكرة استناداّ إلى قانون انتخابى جديد، واختيار رئيس وزراء مستقل، ومحاسبة المسؤولين الفاسدين.

واندلعت اشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهرين قطعوا طريق «محمد القاسم» الأساسى في بغداد، والطريق الدولى الرابط بين بغداد والناصرية، والطريق الرابط بين محافظة ميسان والعاصمة، وقام محتجون بإغلاق ساحة الطيران وسط بغداد، ردا على إطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص الحى باتجاه المحتجين في ساحة الطيران وساحة التحرير حيث سقط قتيل وأصيب 20 آخرون.

وأعلنت قيادة عمليات بغداد أن «مجموعات عنيفة» تحاول السيطرة على الطرق وبخاصة طريق محمد القاسم، وأكد الإعلام الأمنى العراقى أن عمليات بغداد تسعى لفتح جميع الطرق التي حاول المتظاهرون إغلاقها، وأنها اعتقلت مجموعة وصفتها بـ«الخارجة عن القانون»، بعد أن حاولت قطع طريق «محمد القاسم»، وناشدت قيادة عمليات بغداد، المتظاهرين السلميين الابتعاد عن «الاحتكاك مع القوات الأمنية ومنع المجموعات التي تحاول إثارة العنف من التغلغل داخل ساحة التظاهر»، وأعلن الجيش العراقى في بيان أنه اعتقل 9 متظاهرين وأعاد فتح الطريق الرئيسى في العاصمة، وأقدم شبان يرتدون خوذات وأقنعة لحماية أنفسهم من قنابل الغاز، على إقامة حواجز معدنية لإعاقة شرطة مكافحة الشغب.

وتحولت غالبية مدن جنوب العراق، إلى ساحات من الإطارات المشتعلة لقطع الطرق الرئيسية والفرعية، خصوصاً في الكوت والناصرية والعمارة والديوانية وكربلاء، مما أجبر المحلات التجارية والأسواق على إغلاق أبوابها، وأعلنت محافظات واسط وذى قار والديوانية تعطيل العمل.

وفى ذى قار، جنوب بغداد، قطع محتجون الطريق الدولى بين العاصمة بغداد والمحافظات الجنوبية، وأحرقوا الإطارات ووضعوا سرادق اعتصام على الطريق الدولى، ومنعوا شاحنات النقل التجارى وصهاريج النفط من المرور، وأفادت مصادر عراقية بأن المعتصمين في مركز المحافظة يدرسون إعلان المحافظة عاصمة مؤقتة للبلاد، وتشكيل الحكومة، وقطع للطرق في محافظات الوسط، والجنوب، بحسب ما نقلت وسائل إعلام عراقية عن أبرز الناشطين المشاركين في اعتصامات الناصرية مركز ذى قار، صادق السهل.

وفى وسط البلاد، قطع المتظاهرون طرقاً رئيسية في الكوت بمحافظة واسط، وعززت قوات الأمن من انتشارها مع تصعيد الاحتجاجات، كما قطع متظاهرون الطرق والجسور في بابل والنجف، وعمدت قوات مكافحة الشغب إلى مطاردة المتظاهرين في كربلاء، بينما اتهمها متظاهرون بإطلاق النار عليهم، وامتدت الاحتجاجات الغاضبة إلى محافظات الديوانية والبصرة، وقطع محتجون أغلب الطرق في الكوت وسط العراق وكربلاء، والطريق السريع الذي يربط الديوانية مع بقية المحافظات، وتم إغلاق «جسر فهد»، الطريق السريع الدولى في الناصرية.

وكان النشطاء والمتظاهرون دعوا إلى احتجاجات حاشدة، أمس، للضغط على الحكومة لاختيار رئيس وزراء مؤقت جديد ليحل محل رئيس الوزراء المؤقت عادل عبدالمهدى الذي استقال من منصبه في نوفمبر الماضى تحت وطأة الضغط الشعبى، بعد انتهاء مهلة المتظاهرين للحكومة، أمس، لاختيار رئيس وزراء انتقالى جديد، فيما تعرض الناشطون لحملات تخويف وعمليات خطف واغتيال في عدة محافظات. وحث رجل الدين الشيعى مقتدى الصدر المتظاهرين على الحفاظ على سلمية الاحتجاجات، لتجنب إلحاق الأذى بأمن الشعب، ودعا السياسيين إلى تسريع العملية وتقديم مرشح «غير مثير للجدل» لرئاسة الحكومة، وقال في بيان: «توقفوا عن المماطلة والقتال على الغنائم لأن العراق وشعبه في خطر»، وتباينت تصريحات نواب عراقيين حول من سيقود الحكومة المقبلة، فبينما كشف النائب عن كتلة الحكمة العراقية، حسن خلاطى، أنه سيتم طرح 3 أسماء مرشحة لرئاسة الحكومة إلى رئيس الجمهورية، برهم صالح، موضحا أن تلك الأسماء غير محسوبة على تيار معين، قال النائب عن تحالف «الفتح» عبدالأمير تعيبان لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن «الكتل السياسية لم تتفق على مرشح لرئاسة الوزراء»، وإنه سيتم حسمه بعد تظاهرات الـ24 يناير الجارى ضد الوجود الأمريكى، وأكد عضو مجلس النواب عن ائتلاف دولة القانون، النائب محمد شياع السودانى عدم وجود مؤشر على حسم اختيار رئيس الوزراء الجديد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية