قال سفير الهند في القاهرة، راهوال كواليشيرايث، إن العلاقات بين مصر وبلاده وطيدة ولها تاريخ عميق، مرجحا ما ذكره بعض العلماء إلى أن الملكة حتشبسوت قد أرسلت سفنا تجارية إلى الهند.، فيما كانت الاتصالات البحرية بين الهند ومصر موجودة قبل عدة قرون من ميلاد المسيح، وفي التاريخ الحديث كان للمهاتما غاندي، علاقات خاصة بمصر، حيث تأثر غاندي بالزعيم الوطني المصري مصطفى كامل باشا،جاء ذلك بمناسبة احتفال نيودلهي بمرور 71 عاما على إقامة العيد الوطني للهند.
وأضاف السفير، كانت هناك رؤية مشتركة للمهاتما غاندي وسعد زغلول حول الاستقلال، كما أنه من المعروف أن الصداقة جمعت بين نهرو وجمال عبدالناصر، وقد عملت كلا البلدين من خلال حركة عدم الانحياز والأمم المتحدة، مشيدا في الوقت نفسه بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الهند، ما أسهم في تعزيز العلاقات الثنائية، حيث اتفق زعيما البلدين على إقامة شراكة جديدة لعصر جديد، مشيدا بإصدار هيئة البريد في 6 نوفمبر الماضي طابعاً تذكارياً عن المهاتما غاندي. كما تم إزاحة الستار عن تمثال نصفي للمهاتما غاندي بحديقة الحرية بالقاهرة.
وأضاف:« لقد قامت الجمعية التأسيسية للهند باعتماد دستور الهند في 26 نوفمبر 1949. وأعلنت حكومة الهند يوم 26 نوفمبر يوما سنويا للاحتفال بالدستور في 19 نوفمبر 2015، موضحا أن الدستور عمل على تعزيز الديمقراطية ودخل حيز التنفيذ في 26 يناير 1950».
وتابع، أن السياسية الخارجية الهندية تهدف إلى مشاركة ما تمتلكه نيودلهي من خبرات ومهارات ومعارف مع غيرها من الدول النامية. حيث يعد برنامج التعاون الفني والاقتصادي الهندي «أيتيك»، الذي تم إطلاقه يوم 15 سبتمبر 1964، نموذجاَ ساطعاً للشراكة بين دول الجنوب-جنوب في مجال بناء القدرات.، مشيرا إلى أنه في إطار برنامج أيتيك، يتم تخصيص 200 منحة دراسية سنوياً لمصر، حيث تشمل برامج التدريب 280 تخصصاً في 54 معهداً، وتشمل التخصصات تكنولوجيا المعلومات، والطاقة المتجددة، واللغة الإنجليزية، وتنمية المهارات وخلق فرص العمل. ونستهدف من خلال برامج التعاون القائمة على الشراكة في مجال التنمية إلى تحقيق الفائدة المشتركة وأولويات شركائنا، كما نعمل على أن تصل تلك البرامج إلى الناس وتحدث فارقاً في حياتهم. ويعد مركز التميز في تكنولوجيا المعلومات الذي أقيم بجامعة الأزهر، ومعسكر جايبور فوت لتركيب الأطراف الصناعية الذي أقيم خلال الفترة من مايو حتى يونيو 2019 في أسيوط، حيث تم توفير 550 طرف صناعي لـ 500 شخص في إطار مبادرة «الهند من أجل الإنسانية.
وأشار راهوال، إلى أنه في عام 2019، قام أكثر من 600 مليون هندي بممارسة حقهم في المشاركة في الانتخابات العامة، مشيرا إلى أن بلاده تعتبر واحدة من أسرع الاقتصاديات الرئيسية نموًا في العالم، حيث طبقت الهند مبادرات حكومية قوية مثل مبادرة صنع في الهند والمشروعات الناشئة في الهند ومبادرة أمة واحدة ضريبة واحدة ومبادرات تبسيط الإجراءات القانونية والإدارية، مما مكنها من القفز 79 درجة على مؤشر سهولة أداء الأعمال خلال السنوات الخمس الأخيرة. وقد حققت أكثر من 660 شركة ناشئة ما يقرب من 13.6 مليار دولار في إطار برنامج الحكومة الرائد المشروعات الناشئة في الهند.
وتابع، لقد أطلقت الهند أيضًا واحدة من أكبر خطط التأمين الصحي في العالم، وهي خطة أيوشمان بهارات، والتي تهدف إلى توفير تغطية صحية لحوالي 500 مليون هندي. وفي ظل تطبيق أكبر خطة للشمول المالي في العالم، والتي تسمى بخطة جان داني يوجانا، تم فتح أكثر من 370 مليون حساب مصرفي في غضون 5 سنوات فقط. وفي الوقت نفسه، تعد الهند واحدة من الدول الرائدة في معالجة قضية تغير المناخ والاحتباس الحراري.
وأكد أن بلاده تركز على العلوم والتكنولوجيا. وتعد الهند من بين أهم الدول في العالم في مجال البحث العلمي واستكشاف الفضاء كما أنها من بين الوجهات الاستثمارية الجاذبة للمعاملات التكنولوجية في العالم، وهناك عدد كبير للغاية من الشركات الناشئة التي تدعم التكنولوجيا على إحداث ثورة في مختلف القطاعات مثل مجال الرعاية الصحية والتعليم والخدمات المالية والسفر والسياحة والخدمات اللوجستية .