اهتمت أكثر من صحيفة عربية السبت بتغطية أحداث جمعة «حلم الشهيد» في ميدان التحرير، وقالت «الجريدة» الكويتية إن أعداد المتظاهرين تراجعت إلى عدة آلاف فقط، خلافًا للتوقعات الثورية، في الوقت الذي تزايدت فيه البيانات التي تندد بالاحتفال بالثورة «فيما لاتزال دماء الشهداء لم تجف بعد».
ورجحت عن طريق «مصدر عسكري مسؤول» لم تفصح عن هويته، أن يتم اتخاذ قرار بإلغاء حالة الطواريء المفروضة منذ ثلاثة عقود، معتبرًا أن إصداره يتوقف على الحالة الأمنية لمصر في الوقت الراهن. وأوضح المصدر أن الأصح هو احتمال صدور قرار بـ«وقف العمل بقانون الطواريء»، كاشفاً عدم رغبة رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير طنطاوي في الذهاب إلى مجلس الشعب يوم 23 أو 24 يناير الجاري، خشية أن «يهاجمه بعض النواب».
وأضافت الصحيفة الكويتية أن المصدر قال إنه يمكن أن يستبدل المشير خطابه داخل مجلس الشعب ببيان للأمة يصدر منتصف الأسبوع الحالي، مشيرا إلى أنه قد يتضمن الإعلان عن تقليص صلاحيات المجلس العسكري بإسنادها إلى السلطة التشريعية والرقابية لمجلس الشعب المنتخب.
مليونية هادئة ودعوات بالتهدئة
من جانبها، رأت صحيفة «الرياض» السعودية أن ميدان التحرير شهد حالة من الهدوء وسط تواجد «عشرات المتظاهرين» فيه، بينما نقلت صحيفة «المدينة» السعودية ما قاله محمد حسان، الداعية الإسلامي، في خطبته بمسجد مصطفى محمود. فقد دعا حسان إلى «تغليب مصلحة الوطن أولاً بكثرة العمل وليس كثرة الكلام، وضرورة ترسيخ المبادئ والقيم الأخلاقية بين الشباب»، مشيرًا إلى أن المطالبة بانكسار الجيش المصري مثلما انكسرت الشرطة ستكون «كارثة» على كل الشعب.
من ناحية أخرى، أشارت «المدينة» إلى أن «ثوار التحرير يعتزمون إغلاق الميدان لحين رحيل المجلس العسكري» بدءًا من يوم السبت، كما «أعلنوا أيضا عزمهم القيام بمليونية يوم 25 يناير المقبل أمام المركز الطبي الذي يرقد فيه مبارك». وقالت إن المعتصمين «كشفوا عن عزمهم القيام بوقفة احتجاجية الاثنين لتنصيب المستشار حسام الغريانى رئيس محكمة النقض رئيسا مؤقتا لمصر لحين إجراء انتخابات الرئاسة».
واعتبرت كل من «الحياة» اللندنية و«الشرق الأوسط» أن جمعة «حلم الشهيد» تمثل تأهب الثوار والمتظاهرين لاستكمال الثورة في 25 يناير القادم، فيما نقلت الصحيفة الأخيرة عن «مصدر عسكري» قوله إن القوات المسلحة لن تتواجد في ميدان التحرير في ذكرى الثورة.
الديب في فقرة الساحر
وعن محاكمة مبارك، قالت «الشرق الأوسط» في تغطيتها لجلسات مرافعة الدفاع عن مبارك إن فريد الديب «يقدم فقرة الساحر في محاكمة القرن»، حيث اعتبرت أن الديب «انتزع ضحكات مؤيدي مبارك وأهالي الشهداء وحتى علاء وجمال نجليه بمرافعته في المحكمة».
وأشارت إلى أن الديب استهل مرافعته بأحاديث عاطفية عن تاريخ مبارك، وانتقد أداء النيابة واستخدم لغة «ابن البلد» أحيانًا وهو يخاطب المستشار أحمد رفعت، ولم يتوان عن استخدام الأداء التمثيلي والكوميديا لسحب المحكمة إلى استراتيجية لا تعتمد كثيرًا على الأدلة الموضوعية.
وقال أيمن نور، الذي استخدم الديب من قبل للدفاع عنه ضد تهم وجهها له نظام مبارك: «إن الديب يشعر أنه لا يملك أسانيد موضوعية تخوله الدفاع عن موكله والأسهل أن يلجأ إلى التكلفة السياسية الأقل بحديثه عن الإجراءات وهو أمر يتعلق بالحرفة وله قدرة على إثارة ضجيج إعلامي لكنه في النهاية لن يؤثر على مسار القضية».
من جانبه، أوضح الديب لـ«الشرق الأوسط» بنبرة واثقة: «للأسف لم يفهم أحد مقصدي.. أنا لا أرغب في إحالة القضية للقضاء العسكري، كل ما قلته إنه بموجب القانون 35 لعام 1979 مبارك لا يزال ضابطا برتبة فريق في القوات المسلحة»، مؤكدًا أنه سيفجر مفاجأة مدوية في جلسة الأحد المقبل.
مبارك ليس قائد القوات الجوية
وردت صحيفة «الرأي» الكويتية بنقل تصريحات عن «مصدر سيادي» لم تفصح عن هويته، قال فيها إن الرئيس المخلوع حسني مبارك ليس قائدًا للقوات الجوية، وأنه «بمجرد تعيينه نائبا للرئيس السابق أنور السادات أصبح بلا صلة بالحياة العسكرية، لكنه بعد توليه رئاسة الجمهورية أصبح القائد الأعلى للقوات المسلحة بحكم منصبه».
وأضاف: «القضاء العسكري غير مختص بالنظر في قضية مبارك، خصوصا أن الرئيس السابق ليست له صفة عسكرية حاليا وأن محاكمته تتم أمام القضاء المدني الأوسع من حيث الاختصاصات».