تحتفل الكنيسة القبطية، الأحد، بعيد الغطاس الذي يوافق تعميد يوحنا المعمدان، النبى يحيى بن زكريا، السيد المسيح عليه السلام، عن طريق غطسه في نهر الأردن، ويترأس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، مساء الأحد، قداس العيد في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالإسكندرية، على أن يستقبل المهنئين، صباح الاثنين، في المقر البابوى بالإسكندرية.
ويشير عيد الغطاس أو الظهور الإلهى إلى حلول الروح القدس على السيد المسيح، حيث تتحقق الولادة الجسدية يوم الميلاد أما الولادة الروحية فلا تتحقق إلا بالتغطيس 3 مرات، ويختلف موعد الاحتفال بالعيد في بعض الدول ويرجع الاختلاف بين التقويم اليونانى والتقويم الرومانى إذ يتم الاحتفال به في 6 يناير في الدول الأوروبية والغربية وفقاً للتقويم الرومانى، بينما تحتفل به الكنائس الشرقية في 19 يناير وفقاً للتقويم اليونانى أو «الجريجورى».
ويتخلل عيد الغطاس الكثير من المظاهر الاحتفالية، وبعض العادات والطقوس الدينية، وتتنوع مظاهر الاحتفال والطقوس الخاصة بعيد الغطاس كما تختلف من دولة لأخرى، ومن أبرز الطقوس الهامة التي يتم اتباعها في عيد الغطاس،إقامة صلاة اللقان وهى صلاة مقدسة تقام في القداس الإلهى للعيد ويتم فيها الصلاة على إناء من الماء بحيث يرمز إلى معمودية المسيح بالماء فيما يقوم الكاهن برشم المصلين ومباركتهم، فضلا عن أنه يعتبر مناسبة جيدة يقوم فيها الآباء بتعميد أطفالهم لينالوا روح الطهارة والعفة في المسيحية.
ويسود في عيد الغطاس في مصر بعض المظاهر الشعبية، أبرزها تناول طعام القلقاس، حيث تتم زراعة القلقاس في أسفل الأرض لينبت ويصبح نباتاً حياً صالحا لتناوله ويرمز ذلك إلى قيامة السيد المسيح وعماده، ويشتهر عيد الغطاس بتناول القصب والذى يرمز إلى النقاء والطهارة، نظراً للونه الأبيض الناصع من الداخل، بينما تتمثل أبرز المظاهر الهامة للاحتفال في دولتى روسيا واليونان بإلقاء صليب في مياه متجمدة ويقوم الشباب بالسباحة والغطس ويتسابقون في الإتيان به.
وقال الأب الدكتور بولس جرس، الأمين العام لمجلس كنائس مصر، وراعى كنيسة الأنبا أنطونيوس للأقباط الكاثوليك بالفجالة، إن المسيحيين في العالم أجمع يحتفلون بعد عيد الميلاد المجيد بأيام قليلة بعيد الغطاس «إبيفانيا»، أو عيد الظهور الإلهى، معتبرا أن هذا العيد هو العيد الأساسى للمسيحيين منذ القرون الأولى وسبق في ظهوره عيدى الميلاد والقيامة.
وأضاف جرس، في تصريحات لـ«المصرى اليوم»: «المسيحيون يحتفلون بعيد (الظهور الإلهى) حيث ذهب السيد الرب يسوع المسيح ليعتمد من النبى العظيم يوحنا المعمدان في نهر الأردن، ولا علاقة للغطاس بالقصب والقلقاس، فهى تقاليد فلكورية توجد في مصر وحدها، حيث تجود أرضها بهذه المحاصيل ولا وجود لذلك الارتباط في أي بلد أخرى».
من جهة أخرى، اختتم البابا تواضروس، الخميس الماضى، جولته الرعوية الأكبر منذ جلوسه على الكرسى المرقسى، بزيارة محافظة سوهاج ومعه ٢٢ من الآباء المطارنة والأساقفة، تفقد خلالها ٦ إيبارشيات في جولة رعوية واحدة، دشن خلالها ٢٢ مذبحًا بـ ٧ كنائس في ٤ إيبارشيات، وألقى خلال الجولة ١٥ عظة، والتقى نحو ٥٠٠ كاهن من الإيبارشيات الست وبـ ١٦٧ راهب وراهبة ينتمون لـ ٧ أديرة، إضافة إلى قيادات تنفيذية وشعبية على مدار 5 أيام.