x

الفريق كامل الوزير وزير النقل فى حوار شامل لـ«المصري اليوم»: أيدٍ مصرية وماكينات ألمانية وتمويل يابانى للخط الرابع للمترو

السبت 18-01-2020 00:58 | كتب: خير راغب |
كامل الوزير أثناء حواره لـ«المصرى اليوم» كامل الوزير أثناء حواره لـ«المصرى اليوم» تصوير : أيمن عارف

تولى الفريق مهندس كامل الوزير حقيبة وزارة النقل فى 11 مارس العام الماضى، فى ظل ظروف صعبة للغاية، وذلك عقب استقالة الدكتور هشام عرفات، على خلفية حادث قطار محطة مصر، وكانت التحديات صعبة، لكن «الوزير» عُرف بأنه رجل الإنجازات ونجاحاته السابقة تتحدث عنه.

تولى «الوزير» حقيبة «النقل» التى تُعد من أهم الوزارات فى مصر، وكان الجميع يترقب ويتابع جميع تحركاته وقراراته وكيفية إدارته للوزارة مترامية الأطراف فى جميع أنحاء مصر، من أقصى الشمال فى البحر المتوسط حتى الحدود مع السودان، وأقصى الشرق حتى الحدود الغربية مع ليبيا. بعد مرور عشرة أشهر على تولى الفريق كامل الوزير حقيبة وزارة النقل تغير المشهد، وتحولت الوزارة فى جميع قطاعاتها إلى ما يشبه خلية نحل، حيث يبدأ العمل من الثامنة صباحا وينتهى فى ساعات متأخرة من الليل، أدت طريقته فى الإدارة إلى تسارع وتيرة المشروعات، ونجح فى إنجاز عدد من التعاقدات والمشروعات، من بينها إنهاء عقد توريد 6 قطارات متكاملة مع شركة تالجو الإسبانية، وعقد توريد 100 جرار من شركة جنرال إلكتريك، وتسلم 10 جرارات من الشركة فى ديسمبر 2019، وتم تدبير قيمتها من الموارد الذاتية للسكة الحديد، ليصبح إجمالى ما تم التعاقد عليه مع شركة جنرال إلكتريك 110 جرارات جديدة، وإنهاء عقود الـ1300 عربة ركاب مع التحالف الروسى- المجرى، وبدء العمل فى مشروع القطار الكهربائى (السلام- العاشر من رمضان- العاصمة الإدارية الجديدة) دون انتظار القرض الصينى، بالإضافة إلى مشروعات الطرق والكبارى والموانئ البحرية والنهرية، ومشروعى مونوريل العاصمة الإدارية الجديدة و6 أكتوبر، التى دخلت حيز التنفيذ.

منذ 5 أشهر بدأ الترتيب مع الفريق كامل الوزير لإجراء حوار صحفى، وفى كل مرة كان يجيب: «هتكلم أقول إيه، لسه معملتش حاجة»، ومع الإلحاح المستمر وافق بشرط أن يتم الحوار فى موقع العمل، فهو لا يفضل الجلوس فى مكتبه، وتم الترتيب لترافقه «المصرى اليوم» لإجراء الحوار فى جولته التفقدية التى استمرت 6 ساعات فى مشروعات المرحلة الرابعة من الخط الثالث لمترو الأنفاق والقطار الكهربائى والمونوريل، لتكون فرصة لنقل صورة كاملة عن حجم المشروعات التى تنفذها الدولة مُمثّلة فى وزارة النقل لصالح المواطنين.. وإلى نص الحوار:

الشركات المصرية نزلت مواقع العمل فى القطار المكهرب دون انتظار العقود

فى البداية.. ونحن فى محطة عدلى منصور التى منها تنطلق أولى رحلات القطار الكهربائى، ألم تكن مجازفة منك أن تطلب من الشركات المصرية بدء الأعمال المدنية وتمويل المشروع قبل دخول القرض الصينى حيز النفاذ؟

- ثقتى فى الشركات المصرية وثقتها بنا جعلتها تبدأ العمل فى إنشاء المحطات والجسر الترابى والورشة وكل الأعمال المدنية قبل الحصول على أى مبالغ مالية، وتأكُدى التام أننا نستطيع إنهاء إجراءات القرض، والحكومة شجعتنى أكثر على اتخاذ هذه الخطوة، فالحكومة كلها ساعدت فى هذا الاتجاه، سواء وزارة التخطيط أو وزارة التعاون الدولى أو وزارة المالية، وكذا مجلس النواب، ووجدت أن الأمور تسير بشكل طبيعى، وكان من الممكن أن أدخل دوائر القلق لو لم آخذ موافقات من كل الوزارات والجهات المعنية بإجراءات القرض، الشىء الثانى أن الدولة عقدت العزم على تنفيذ مشروع القطار الكهربائى وعدم العودة للوراء.

كامل الوزير أثناء حواره لـ«المصرى اليوم»

لكن البداية كانت الثقة فى الشركات المصرية التى بدأت العمل بكلمة دون انتظار للقرض المالى الصينى؟

- الشركات المصرية نزلت بمعداتها إلى مواقع العمل دون توقيع العقود، لأنها مؤمنة بأهمية المشروع لمصر، وسيُكتب فى سجل تاريخ الشركة أنها نفذت أول مشروع للقطار الكهربائى الذى يربط القاهرة بالعاصمة الإدارية الجديدة، وتلك هى وطنية الشركات المصرية، سواء الحكومية أو القطاع الخاص، والآن وصلت نسبة التنفيذ إلى 12%، وكانت الفترة الزمنية ستطيل مدة المشروع لو جلسنا ننتظر القرض، لكن «ده المصرى اللى عايز يعمل حاجة لبلده، وشايف إن الدولة من أول الرئيس حتى أصغر موظف بها والمستثمر مهتمين بالمشروع».

175 مليار جنيه تكلفة المشروع القومى للطرق عقب الانتهاء منه

ما تفسيرك للموافقة الفورية على بدء العمل، خاصة من شركات القطاع الخاص؟

- علاقتهم الطيبة بى، وهذه العلاقة قديمة، وأنا أحسنت الظن بهم وكلفتهم بالعمل، وكانوا على قدر ظنى بها ولم يخذلونى.

ما هى الكلمة التى جعلتهم يعملون فوراً؟

- قلت لهم إن إنشاء المحطات والكبارى والجسر الترابى لسكة القطار عبارة عن «شوية رمل وزلط وأسمنت وحديد والعمالة مصرية»، وبدأت فى إجراءات مطابقة لما كان العمل عليه فى الهيئة الهندسية، وهذا ما تعلمناه فى مدرسة الجيش، والرئيس عبدالفتاح السيسى وافق على الأمر، ووفرت للشركات الحديد والأسمنت فى صورة دفعة مقدمة، حتى تصل دفعات القرض الصينى، وقمنا بشراء حديد وأسمنت من ميزانيات وبنود أخرى، والشركات تكفلت ببقية مكونات إنشاء الجسر من رمل وزلط وعمالة.

هل فى المستقبل سنرى مشروع قطار سريع تزيد فيه النسبة المصرية على 40%؟

- حالياً نحن نتفقد مسار المرحلة الرابعة من الخط الثالث، كل العمالة مصرية والشركات مصرية (المقاولون العرب وأوراسكوم)، يتبقى القضبان والإشارات والوحدات المتحركة، والقضبان قمنا باستيرادها وتركيبها، والإشارات قمنا باستيرادها والشركات المصرية تشارك بتركيبها، يتبقى أسلوب الإدارة والبرنامج المتمثل فى الشريك الأجنبى، وأتوقع بعد الخبرات الكبيرة التى اكتسبها المصريون واحتكاكهم بالأجانب ورغبتهم فى التقدم والريادة فى هذا المجال أنهم سيصلون إلى تقنية الأعمال الإلكتروميكانيكية، ونحن لدينا شركات أصبحت تعمل فى الخارج وتنفذ مشروعات عملاقة مثل شركة المقاولون العرب التى تقوم بتنفيذ مشروع سد تنزانيا وهو مشروع عملاق، ونحن فى وزارة النقل نعتمد على الشركات المصرية، وكل ما يُنتج أو يُصنع فى مصر نستخدمه فى الوزارات والهيئات المصرية، وقطاع المقاولات المصرى بخير وسنطبق مزيدا من التجربة فى الخط الرابع، حيث تم التعاقد على شراء 4 حفارات جديدة من ألمانيا، ففى الثمانينيات نُفذ المترو من خلال شركات فرنسية، وكان معها شركات مصرية كمقاول باطن، وفى الخط الثالث بدأت الشركات المصرية تكون مقاولا رئيسيا، وعندما اعتمدنا عليها فى أنفاق قناة السويس بدأ يتكون لديها خبرة الأنفاق، وبدأ الاستشاريون العالميون يعملون معها، تتبقى ماكينة الحفر والوحدات المتحركة، الآن الشركات المصرية تبنى جسم النفق والمحطات، ونمتلك الخبرات والشهادات ليس على مستوى مصر بل فى العالم.

ومن أجل الاستمرارية أدخلنا شركات جديدة، مثل أبناء حسن علام وبتروجيت وكونكورد، بالإضافة إلى أوراسكوم والمقاولون العرب، وقريبا شركات أخرى مثل سامكريت التى ترغب فى العمل فى مشروعات الأنفاق، فهدفنا إعطاء الفرصة لأكبر عدد من الشركات المصرية لكى تأخذ خبرة الأنفاق، وبعد أن كنا نعمل مقاول باطن مع الشركة الأجنبية حاليا أصبح لدينا 5 شركات تنفذ مشروعات الأنفاق.

التقارير الدولية شهادة نجاح لرؤية 30 يونيو التى أطلقها الرئيس

متى سيتم بدء العمل فى الخط الرابع؟

- تم الانتهاء تقريبا من تحويل كافة المرافق بمسار المرحلة الأولى من الخط الرابع، من الملك الصالح حتى 6 أكتوبر، بطول 19 كيلومترا، وقريباً جداً الشركات ستبدأ فى نقل المعدات وتجهيز مواقع العمل وبدء التنفيذ.

هل ستتم الاستعانة بماكينات الحفر الأربع فى خطوط أخرى؟

- ماكينات الحفر الأربع لو أنهت النفق ستكون أدت مهمتها، لأن الخط سيُنفذ بطريقة مختلفة عن بقية خطوط المترو النفقية الثلاثة، لأنه سيقام بنظام نفقين منفصلين، كل قطار يسير فى نفق يربط بينهما محطة الركاب، بدلا من النظام الحالى، نفق واحد، والنفقان طولهما 38 كيلومترا، وكل ماكينة ستحفر 9.5 كيلومتر، ونحن كمصريين سنستفيد منها فى تأهيلها والاستفادة منها فى مشروعات أنفاق أخرى فى المرحلة الثانية.

هل ستكون ماكينات الحفر بخبرات يابانية؟

- لا، الماكينات ألمانية، والخبرات مصرية 100%، والقطاع الأول بطول 14 كيلومترا، وتقوم بتنفيذه شركات مصرية، ولا يوجد سوى الاستشارى اليابانى للمشروع، أما القطاع الثانى من المرحلة الأولى، 5 كيلومترات، فتقوم عليها «أوراسكوم» مع «تايسى» اليابانية، والشركات المصرية الأربع بالإضافة إلى الشركات الأخرى ستنتقل للعمل فى المرحلة الثانية من الملك الصالح حتى القاهرة الجديدة، وتتبقى الوحدات المتحركة، وسنتعاقد مع شركات يابانية ليكون التصنيع محليا، وبذلك نكون فى الخط الرابع حققنا قيمة مضافة مصرية جديدة، وهى الحفر بأياد مصرية وتصنيع القطارات فى مصر حتى ولو بنسبة مقبولة.

محطة عدلى منصور نقطة تجمع لخط المترو الثالث والقطار الكهربائى، بالإضافة إلى أنه سيتم تطوير خط سكة حديد السويس ليكون ركابا وبضائع، وفى نفس المكان يتم تطويره وتوسعته، حيث إن كل وسائل النقل تلتقى فى نقطة واحدة، وهذا أيضا فى العاصمة الإدارية الجديدة، إذ تتجمع كل وسائل النقل فى محطة العاصمة الإدارية 2، وهى أضخم المحطات، ويلتقى القطار الكهربائى مع مونوريل مدينة نصر- العاصمة الإدارية الجديدة، وترتبط عن طريق القطار الكهربائى بالقطار السريع السخنة- العاصمة الإدارية- العلمين، وخلال عامين ستشهد مصر نهضة غير مسبوقة فى مجال الربط من خلال وسائل النقل المتكاملة التى تشمل القطار السريع والربط مع المونوريل مع القطار الكهربائى، وتتكامل شبكة الجر الكهربائية بشبكة طرق سريعة، بالإضافة إلى أن وسيلة النقل الداخلى ستكون بأتوبيسات كهربائية حديثة، وسيتم إنشاء مول كبير بالتنسيق مع شركة العاصمة الإدارية.

[quote:4]

ما موقف القطار السريع؟

- نحن فى مرحلة النشر على الشركات والتحالفات والاستقرار على أنسب مسار، وكذا أنسب سرعة لتقليل التكلفة المالية.

هل سيتم تقليل سرعته عن 250 كيلومترا؟

- أكيد، نحن لا نحتاج فى الفترة الحالية 250 كيلومترا فى الساعة، وأعتقد أن 200 كيلومتر ستكون مناسبة، وعندما نقلل السرعة والتنفيذ على مراحل سنقلل التكلفة، لكن نحن حاليا فى مرحلة الموازنة بين الجدوى الاقتصادية والتكلفة المالية التى سندفعها، وسنبدأ بالمرحلة الأولى من العاصمة الإدارية الجديدة إلى الإسكندرية، مروراً بحلوان و6 أكتوبر وبرج العرب.

تقرير التنافسية الدولية ذكر أن شبكة الطرق المصرية قفزت 90 مركزاً لتصل إلى الترتيب الـ28 عالميا، كيف ترى هذا التقييم؟

- شهادة نجاح دولية لمصر والقيادة السياسية، وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى غير منذ 30 يونيو 2014 الرؤية والتخطيط المصرى للمشروعات، والدليل على نجاح الرؤية والتخطيط أننا فى 2014 كان ترتيب مصر الـ118 عالميا، والآن وبعد 5 سنوات من إنجاز المشروع أصبحنا فى المركز الـ28، وفى 2020 سيتقدم ترتيب مصر، خاصة بعد الانتهاء من مراحل المشروع القومى للطرق، الذى سيتكلف بعد الانتهاء منه 175 مليار جنيه، والإنجاز الآخر فى مجال البنية التحتية هو شبكة محاور الكبارى التى وجه الرئيس بتنفيذها لتكون محاور ربط وليس كوبرى فقط، حيث تم التخطيط لإنشاء 21 محورا جديدا على النيل بتكلفة مالية 30 مليار جنيه بنسبة تصل إلى 87% من الكبارى القائمة على النيل منذ بدء إنشائها، حيث كان لدينا 38 كوبرى، والآن أصبحنا 59 محورا بكوبرى، لأن الرؤية المصرية هى تقليل المسافات بين المحاور لتكون 25 كيلومترا بدلا من 100 كيلومتر، وبالتالى تحسن ترتيب مصر، وهذا شىء طبيعى سيعود بالنفع على الاقتصاد المصرى.

[quote:5]

ماذا عن مشروعات النقل البحرى؟

- هناك مشروعات عديدة تتم فى النقل البحرى المصرى، سواء فى الموانئ التابعة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس أو التابعة لوزارة النقل، وهى فى النهاية موانئ مملوكة لمصر، وهناك تعاون مستمر بيننا وبين المنطقة الاقتصادية من حيث توحيد الجهود والقوانين والإجراءات لكى يحدث التكامل وليس التنافس.

منذ أسبوع تم توقيع عقد مشروع إنشاء المحطة متعددة الأغراض على أرصفة 55/62 بميناء الإسكندرية بقيمة 5 مليارات جنيه، وهذا المشروع من المشروعات المهمة والحيوية لميناء الإسكندرية، لأن أكثر من 60% من تجارة مصر الخارجية تمر عبر ميناءى الإسكندرية والدخيلة، وهذا من شأنه أن يرفع من تصنيف الميناء ويعزز من مكانته كبوابة عبور التجارة إلى أوروبا وإفريقيا، ويزيد من الطاقة الاستيعابية للميناء، كما أن المشروع الجديد من شأنه أن يستقبل أحدث السفن، وكذا تم افتتاح محطة متعددة الأغراض فى ميناء دمياط بطول 680 كيلومترا، وبغاطس 17 مترا، وبتكلفة استثمارية 1.3 مليار جنيه.

[quote:6]

ملف السكة الحديد من الملفات الصعبة، كيف تعاملتم مع هذا المرفق، خاصة بعد حادث قطار محطة مصر؟

- منذ أن توليت مسؤولية وزارة النقل وضعت هدفا رئيسيا وهو تحقيق الانضباط والسلامة والأمان فى منظومة السكك الحديدية، ولتحقيق هذا الهدف كان لابد من العمل على عدد من المحاور فى توقيت واحد، على رأسها استرجاع ثقة العاملين فى السكة الحديد، خاصة أن حادث قطار محطة مصر أثر بشكل كبير على معنويات المواطن المصرى وثقته فى السكة الحديد، ولذلك كانت مهمتى الأولى منذ أول لحظة أن أسترجع هذه الثقة، وأن أقف بجوار العاملين لأنهم العنصر البشرى القادر على إنجاح المنظومة أو إفشالها أو تعثرها، وأحمد الله أننى نجحت فى ترميم البيت من الداخل فى وقت بالغ الصعوبة.

ثانيا كان علىّ استعادة ثقة المواطن فى الخدمة المقدمة لجمهور الركاب، وفى الحقيقة لمست من أول لقاء أن هناك تضافرا من كل العاملين فى وزارة النقل لتصبح الوزارة والهيئات التابعة لها، ومنها هيئة السكك الحديدية، فى طليعة الوزارات والهيئات التى تخدم المواطن المصرى.

وفى المرتبة الثالثة بدأت التفكير فى استكمال وتكثيف الجداول الزمنية لمشروعات تطوير المرفق، وأحمد الله على ثمار هذا المجهود الذى بُذل فى الأشهر العشرة الماضية، لكن العمل والمشوار لايزال طويلا حتى نحقق حلم المواطن فى أن تكون لدى مصر سكة حديد على المستوى اللائق، وكما وعدنا الرئيس فى خطاب التكليف بأن نقدم خدمة تليق بالمواطن المصرى، ويكفى أن جهود الجميع تضافرت لتنفيذ إحكام السيطرة على بيع التذاكر وتحصيل الغرامات، كما أن حصيلة بيع التذاكر وتطبيق الغرامات الخاصة بها ساهمت فى شراء 10 جرارات جديدة من شركة جنرال إلكتريك بمبلغ 27 مليون دولار، أليس هذا دليلا على حب العاملين ونهوضهم من الكبوة التى سيطرت عليهم بعد الحادث المأساوى.

«الوزير» أثناء تفقده سير العمل فى الخط الثالث لمترو الأنفاق

[quote:7]

توقع الجميع أنه ستتم الإطاحة بقيادات السكة الحديد عقب توليكم الوزارة، لماذا؟

- الإقالة أسهل قرار، لكن السؤال: ماذا بعد الإقالة؟ منذ أن توليت المسؤولية أول قرار أخذته هو زيارتهم فى بيتهم فى السكة الحديد لكى أشد من عزيمتهم، وهذا الذى تعلمناه فى المؤسسة العسكرية «استنهاض الهمم»، كلنا جنود فى خدمة الوطن، وأنا بالمناسبة لست بعيدا عنهم، فأنا مهندس، وتعاملت مع كل المهندسين فى قطاعات النقل، والوزراء الزملاء السابقون فى وزارة النقل تربطنى بهم علاقة جيدة للغاية، وتحدثت بصراحة مع العاملين والموظفين فى السكة الحديد فى أول لقاء عن الأسباب والمشاكل التى تواجه المرفق، والتى أدت إلى هذا الوضع، وكيفية النهوض سريعا، وقلت لهم: «اللى عايز ينجح سأساعده، الفاشل والمتكاسل ليس له مكان بيننا»، ومنحتهم فرصا أخرى مع تطبيق مبدأ الثواب والعقاب، وأعتقد بشكل كبير أن العمال حاليا من أصغر موظف وعامل فى الورش وجميع طوائف التشغيل يعملون بجهد وإخلاص، والدولة نفسها تقوم بجهد كبير لتطوير هذا المرفق الذى يعد ثانى أقدم سكة حديد تم بناؤها وتشغيلها فى خدمة نقل البضائع والركاب فى العالم، وهدف القيادة السياسية، وفى مقدمتها الرئيس عبدالفتاح السيسى، والحكومة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى، هو أن تعيد المرفق إلى وضعه الطبيعى من خلال رفع كفاءة العنصر البشرى وتدريبه التدريب الجيد، وتم بدء الدراسة بالمعهد الفنى فوق المتوسط لتكنولوجيا السكة الحديد، لتخريج أجيال جديدة مدربة وفقا للعلوم الحديثة، وأيضا يتم تحديث الأسطول من وحدات جر عربات وجرارات، وتحديث البنية التحتية من كهربة إشارات ومزلقانات ومحطات، والتعاون مع الشركات التى تقوم بتصنيع وتوريد العربات والجرارات فى تحديث الورش، وكل هذا مجهود يتم لتحديث المرفق الذى تجاوز عمره ١٦٥ عاما وأُهمل لفترات طويلة.

[quote:8]

ما الموقف الحالى لخطة التطوير؟

- العمل يجرى على قدم وساق فى تطوير كافة عناصر منظومة السكك الحديدية، حيث تُنفذ حالياً مشروعات بـ86 مليار جنيه، ونهدف إلى أن نصل بعدد الركاب فى 30 يونيو المقبل إلى مليون راكب يوميا، وابتداء من 1 يوليو 2020 سوف يتم تنفيذ مشروعات أخرى حتى 2022 بقيمة 55 مليار جنيه، ليصبح إجمالى ما يتم تنفيذه من مشروعات للسكة الحديد خلال هذه الفترة 141 مليار جنيه، وهذا رقم ضخم جدا، ولكن نحن نستهدف النهوض بالمرفق وتقديم خدمة تليق بمصر والمواطن المصرى، كما نستهدف أن يصل عدد الركاب فى 1/7/2022 إلى 2 مليون راكب يوميا، وبدأنا نجنى ثمار الإصلاح، حيث وصل أول 10 جرارات من شركة جنرال إلكتريك الأمريكية تم دفع ثمنها من حصيلة الغرامات والسيطرة على بيع التذاكر، وهذه الجرارات من إجمالى 110 جرارات تم التعاقد عليها، بالإضافة إلى 150 جرارا أخرى جديدة، ليصل إجمالى الجرارات الجديدة إلى 260 جرارا تعاقدت عليها هيئة السكك الحديدية، بالإضافة إلى إعادة تأهيل 172 جرارا ستُساهم فى تحقيق طفرة هائلة فى تدعيم قوة الجر بالسكك الحديدية.

وبالنسبة للعربات، خلال أيام ستصل العربة الأولى النموذج من تحالف ترانس ماش المجرى- الروسى، والعربة الأخرى ستُجرى عليها الاختبارات الأوروبية فى المجر، وبعدها سيتم البدء فى توريد 1300 عربة جديدة للركاب، واعتبارا من 1 يونيو المقبل سيكون هناك تشغيل جديد، يشمل وحدات متكاملة، عربات وجرار جديد، ولا ننسى التعاقد على 6 قطارات جديدة مع شركة تالجو الإسبانية العالمية.

هل ستتم إعادة النظر فى سعر تذكرة القطارات مع تشغيل الخدمة الجديدة؟

- السكة الحديد هى الهيئة الوحيدة التى لم تحرك سعر التذكرة منذ 1999، وآخر تعديل لأسعار القطارات المُكيفة منذ أن تم تشغيل القطارات الـVIP فى 2015، وعلى مدار خمس سنوات لم نحرك سعر التذكرة، وكانت تعليمات القيادة السياسية هى تحسين الخدمة أولا، ومع دخول الخدمة الجديدة فى أول يونيو سنطرح الموضوع على المواطنين، خاصة أن هذه الخدمة من أجلهم ولابد أن يكون لها سعر عادل، إذ لأول مرة يتم تشغيل عربات درجة ثالثة مكيفة للركاب، كما يتم تطوير المحطات وزيادة أطوال الأرصفة بتكلفة 1.7 مليار جنيه، فضلا عن أن تكلفة كهربة إشارات خطوط السكك الحديدية التى يتم تنفيذها حالياً لزيادة معدلات السلامة والأمان على الخطوط تبلغ تكلفتها 9.4 مليار جنيه، بالإضافة إلى مشروعات أخرى سيتم تنفيذها لكهربة إشارات خطوط أخرى بتكلفة 28 مليار جنيه، أيضا يتم تطوير الورش تطويرا شاملا، وجار التنسيق مع الهيئة العربية للتصنيع لتطوير مصنع سيماف، لكى يتم تصنيع العربات مستقبلا فى مصر بعد انتهاء توريد هذه التعاقدات المبرمة.

[quote:9]

لكن مازالت السكة الحديد بعيدة عن الجر الكهربائى الذى يشهده العالم وهناك دول عربية تنفذه؟

- منظومة الجر الكهربائى تسير جنبا إلى جنب مع تحديث وتطوير المرفق الحالى الذى يخدم جميع محافظات مصر، والذى أُهمل لسنوات طويلة، ما أدى إلى وضعه الحالى، فقد تم وضع خطة لتنفيذ شبكة جديدة تعمل بالجر الكهربائى بإجمالى أطوال ٢٠٠٠ كيلومتر، وإذا اعتبرنا قطار السلام- العاصمة الإدارية الجديدة- العاشر من رمضان من المشروعات التى تعمل بطاقة الجر الكهربائى الخفيف، حيث يبلغ طوله ٧٦ كيلومترا، وبسرعة ١٢٠ كيلومترا، فهو نقلة حضارية كبيرة لمصر، وتزامنا مع احتفالات أعياد ٢٥ إبريل المقبل سيتم وضع حجر الأساس مع افتتاح آخر 5 محطات من المرحلة الرابعة من الخط الثالث، ونضغط العمل ليتم افتتاح أول قطار يعمل بالجر الكهربائى فى نهاية ٢٠٢١، لكن المشروع الأساسى للجر الكهربائى نقوم حاليا بتجهيزه، سواء فى نقل الركاب أو البضائع، وحاليا نقوم بالتأهيل الفنى والمالى والتعديل فى دراسات القطار السريع «السخنة- العاصمة الإدارية الجديدة- العلمين»، وفى النصف الثانى من العام الجارى ستتم الترسية على التحالف الفائز بتنفيذ المرحلة الأولى من القطار السريع فى مصر، وبالتوازى ستتم دراسة المرحلة الثانية من «6 أكتوبر- أسوان»، و«الغردقة- الأقصر»، بالإضافة إلى شبكة جديدة من نقل البضائع عبر السكة الحديد المخطط إنشاؤها، فهناك مخطط تنفيذ خط سكة حديد «المناشى- 6 أكتوبر» بطول 60 كيلومترا لخدمة الميناء الجاف بمدينة 6 أكتوبر، وإنشاء خط سكة حديد «الروبيكى- العاشر- بلبيس» بطول 69 كيلومترا «ركاب/ بضائع»، وإنشاء خط سكة حديد «دمياط- المنصورة الجديدة» مروراً بـ«دمياط الجديدة- جمصة» بطول 50 كيلومترا، وإعادة تأهيل خط سكة حديد «سفاجا- قنا- أبوطرطور»، بالإضافة إلى إنشاء خط «سفاجا- الغردقة» ليصل الخط بين «الأقصر- قنا- سفاجا- الغردقة» بطول 750 كيلومترا، بالإضافة إلى تطوير مشروعات النقل بالإسكندرية، وطبقاً للعديد من الدراسات العالمية، ومنها تحويل خط سكة حديد «أبوقير- محطة مصر» إلى خط مترو كمرحلة أولى، ومده إلى مدينة برج العرب كمرحلة ثانية، وتطوير ترام الرمل ومد المسار إلى المنشية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية