x

معلومة ع الماشي: سر اكتشاف حليب الأطفال

السبت 18-01-2020 17:36 | كتب: اخبار |

تمكن الأمريكى جيل بوردن (Gail Borden) من تحقيق ابتكار أحدث ثورة فى مجال حفظ الطعام ووفّر الحليب لعدد هائل من أطفال العالم. فقبل عام 1856، كان الحليب متوفرا فقط على شكله الطازج، وهو ما سبب مشكلة على متن السفن التى قطعت مسافات طويلة. حيث اضطر المسؤولون لتحميل قطعان من البقر على متنها لتوفير الحليب للمسافرين خاصة الأطفال. لكن فى المقابل، لم تكن الأبقار قادرة على التأقلم مع البحر، فكانت تصاب غالباً بأمراض جعلتها غير قادرة على إنتاج الحليب الكافى. وفى طريق عودته من لندن إلى نيويورك فى نفس العام، شاهد «جيل بوردن» حادثة مروعة، حيث أصيبت الأبقار على متن السفينة بدوار البحر، وتعرضت لمرض معد سرعان ما انتشر بينها وتسبب فى نفوقها. كما انتقل المرض لكل الأطفال الذين شربوا حليب الأبقار المريضة، ففارقوا الحياة خلال أيام بعد الحادثة فى ظروف قاسية. وأمام هذه الحادثة التراجيدية، عهد بوردن بأن يجد طريقة لحفظ الحليب وتوفيره للأطفال. ومع عودته لوطنه، انعزل المخترع فى مخبره، محاولا اكتشاف طريقة لحفظ الحليب. بادئ الأمر لجأ إلى غلى الحليب بوعاء مفتوح مدة طويلة، إلا أنه فشل فى ذلك عقب حصوله على رواسب كريهة وسيئة المذاق. لكن خلال زيارته لأحد مجتمعات مجموعة شايكرز (Shakers) المتدينة الأمريكية، لاحظ « بوردن» قيام أحد أفراد هذه الفرقة بإزالة الماء من الغلال، عن طريق تغليتها اعتماداً على نوع من الأحواض الفراغية. ومع مشاهدته لهذا الأمر، تساءل عن إمكانية استخدام نفس الطريقة مع الحليب، لتغليته بدرجة حرارة منخفضة وسط بيئة قليلة الضغط. وداخل تلك الأحواض الفراغية، غلى «بوردن» الحليب بدرجة حرارة قدّرت بنحو 57 درجة بدلا من 100 درجة، ليحصل بذلك على حليب ذى مذاق جيد، يحفظ لمدة طويلة على الرغم من جهله حينها، بوجود بكتيريا داخل الحليب. لم يكن الأمر سهلا، بل واصل «بوردن» تطوير هذه الطريقة على مدار سنوات، قبل أن يحصل على براءة اختراع سنة 1856. ومع محاولته تسويق منتجه الجديد، لقى «بوردن» فشلا ذريعا، حيث أفلس مصنعان كان قد افتتحها لهذا الغرض، بسبب الإقبال الضعيف للزبائن، الذين لم يتعودوا على مذاق هذا الحليب. وبفضل شراكته مع رجل الأعمال الشهير «جيريمى ميلبانك» (Jeremiah Milbank)، حقق المخترع الأميركى نجاحا باهرا وافتتح مصنع نيويورك للحليب المكثف. خلال السنوات التالية، حقق جيل بوردن أرباحا كبيرة من تسويق الحليب المكثف، خاصة أثناء فترة الحرب الأهلية، حيث أقبل جنود الاتحاد على علب الحليب المكثف التى أنتجها مصنعه واصطحبوها معهم إلى جبهات القتال. فضلاً عن ذلك، تميّز مصنعه بسمعته الجيدة، حيث كان يرسل العديد

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية