x

ألم وقلم: زوجي يرفض مساعدتي لأبي.. فماذا أفعل؟

السبت 18-01-2020 17:36 | كتب: أحلام علاوي |

عزيزتى المحررة:

نحن أسرة صغيرة كانت سعيدة. حيث تبدل حالنا بعد أن تعب والدى وترك عمله. فقد توفيت والدتى منذ نعومة أظافرى أنا وشقيقتى. ورفض والدى الزواج، رغم ترشيح أقاربه وأصدقائه، الكثير له من الفتيات والسيدات ليرتبط بهن. فلم يكن طاعنًا فى السن «40 عامًا» علاوة على كونه وسيمًا. لكنه فضل ألا يجلب لنا زوجة أب، مهما صنعت لن تكون فى مقام والدتنا، خاصة أنه كان مرتبطا بها جدا. عكف على تربيتى أنا وأختى، حتى أنهينا تعليمنا الجامعى، وتزوجنا بفضل الله وبمجهود أبى، الذى حاول جاهدا ألا يشعرنا بفقدنا أمَّنا، ونجح فى ذلك عن جدارة. فكان لنا نعم الأب والسند، وأغدق علينا حنانا لا أعتقد أنه يقل عن حنان الأم. تزوجنا وكل واحدة منا ذهبت إلى بيت زوجها، بعد رفض والدى النهائى لمحاولاتى أنا وأختى الإقامة معه، حتى لا نتركه وحيدا، وكذلك رفض رفضا باتا الإقامة معنا، حتى لا يكون سببا فى تعاسة أى منا، بعد أن كان كل همه فى تلك السنوات أن يرانا سعيدتين، كما كان دوما يقول لنا. فأين المشكلة إذن؟ المشكلة ظهرت بعد أن تعب والدى، واضطر لأن يترك العمل لكبر سنه. وللأسف هو كان يعمل بالقطاع الخاص. يعنى ليس له معاش، لأنه كان غير مؤمَّن عليه. ويعيش من مكافأة نهاية الخدمة. ولكن ماذا بعد أن تنتهى نقوده، وكيف ومن أين سيعيش؟ اجتمعت بأختى وحاولنا البحث عن إيجاد وسيلة مناسبة لمساعدته، فرفض رفضا شديدا أن نخصص له مبلغا شهريا، بل اعتبرها إهانة له، وقاطعنا لفترة حتى قبل اعتذارنا، وعاد يحادثنا ويزورنا مرة أخرى. وذات مرة تأخر الباص الخاص بأولادنا. وانتابنا القلق جميعا، حتى وصلوا بحمد الله. فقال والدى «أنا هاوصلهم للمدرسة، خلاص ما فيش باص تانى». وكأنه ألهمنا بضالتنا المنشودة. فوجدنا فرصة لمساعدته وتمسكنا بها. وحتى لا يشعر بإهانة اقترحنا عليه أن يشترى سيارة بمبلغ المكافأة، وسنشترك معه أنا وأختى. وتكون السيارة بالشراكة بيننا. لكن فى الحقيقة قررنا أنا وأختى التنازل عن نصيبنا له. فاطمأن لذلك بل فرح كثيرا. فمن ناحية قد سئم الوحدة، ومن ناحية أخرى هو متعلق بأبنائنا كثيرا. وحكيت لزوجى ما حدث، بل اقترحت عليه أولا قبل أن نفتح الموضوع مع والدى. ورحب زوجى فى البداية، مما شجعنا أنا وأختى على الحديث إلى أبى. ولكن عندما دخل الموضوع حيز التنفيذ، وبدأ بإلغاء اشتراك «باص» المدرسة لأبنائنا، فوجئت بتغير موقف زوجى. فبدأ يسأل أسئلة لا مبرر لها، و«يدقق» فى الفلوس، اللى هياخدها أبى فى الشهر، بل يفاصل فيها. رغم أنها أقل بكثير مما كان يدفعه لـ«الباص». «وإن البنت مش هتروح كل يوم، فهياخد كام مننا؟». وكلام تانى كتير ضايقنى منه، واتخانقنا، وكبر الموضوع وتركت البيت، ورحت بيت والدى. وحتى الآن لا يعرف سبب الخناقة. وأنا لا أعلم ماذا أفعل؟ أصارح أبى بما حدث، ووقتها هيرفض تماما، وفى نفس الوقت غاضبة جدا من زوجى، ولا أريد العودة إليه، خاصة أنه كريم جدا مع والده، ولا مرة اعترضت على ذلك، بل دائما أشجعه وأذكره بحديث رسول الله، «أنت ومالك لأبيك». فلماذا يتصرف هكذا مع والدى، وهو يعلم ظروفه جيدا. فماذا أفعل؟

المحررة: الابنة الكريمة، أحييك أنت وأختك على موقفكما النبيل مع والدكما، الذى يستحق أن تصونى له كرامته، فتضحيته معكما لن يوفيها كلام، لكنك أخطأت التصرف دون قصد. فقد وضعت والدك أولا، ونفسك ثانيا فى موقف محرج، خاصة أمام زوجك. علاوة على كم المشاكل التى ستعود عليك أنت وأختك، جراء ذلك، حال لا قدر الله إذا تعرض أولادكما إلى أى موقف بسيط، أثناء توصيل جدهم لهم. فقد يقبله أو يتعامل معه زوجك من باص المدرسة، لكن الأمر سيكون مختلفا مع والدك. فأخرجى والدك من الأمر برمته. واستكملى ما اتفقت عليه مع والدك، حتى لا يستشعر الحرج أمام زوجك، ولكن حاولى أنت وأختك أن تدبرا له دورة مدارس، من خلال الأصدقاء والجيران والمعارف، بعيدا عن أولادكما. مبررين له بأن المدرسة رفضت إلغاء الباص مثلًا، ولن تقبل تأخيرهم عن حضور الطابور لأى سبب.. وهكذا، كما أن زوجك غضب منك وقال: كيف تتعبين والدك فى هذه السن. أما عن زوجك، فعودى إلى بيتك، ففساد علاقتكما لن يرضى والدك، خاصة إذا كان بسببه. وأخبريه بأنك عندما أخبرت والدك، ثار ورفض أخذ أى أجر، على توصيل أحفاده، وأنت لن تستغليه خاصة فى ظل ظروفه الصحية، لتستريحى أنت. أما عن رفضه مساعدتك لوالدك، فيا عزيزتى، لو كانت لديك أموال خاصة، بعيدا عن أموال زوجك، وفائضة، فمن المفروض عليك الإنفاق على والدك ومساعدته، حتى لو رفض زوجك؛ لأنه لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق. وعليك الرجوع إلى دار الإفتاء للتأكد وحسم الأمر.

«وسام- الشرقية»

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية