تشهد وزارة الخارجية حاليا حالة من الترقب، بسبب بدء العد التنازلي لإعلان الحركة الدبلوماسية الشاملة، التي سيتم خلالها تغيير أكثر من 40 سفيرا مصريًا، من بينهم عدد من السفراء المصريين في عواصم كبري، على رأسهم سفراء مصر في واشنطن ونيويورك وموسكو وباريس، وعودتهم إلى ديوان عام وزارة الخارجية، بعد انتهاء مدة عملهم الرسمية في الخارج، وتوصف هذه الحركة بأنها الأكبر منذ عشرات السنين.
ومن المقرر الإعلان عن الحركة خلال الأيام القليلة المقبلة نهاية شهر يناير وبداية شهر فبراير، ورغم ذلك فإن بعض التساؤلات بدأت تظهر حول ما إذا كان سيتم الإعلان عن الحركة في موعدها باعتماد المجلس العسكري، أم سيتم تأجيلها لما بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة ليعتمدها رئيس الجمهورية المنتخب، حيث يخشى البعض أن تتسبب هذه الحركة في أزمة شبيهة بتلك الأزمة، التي تسببت فيها آخر حركة دبلوماسية اعتمدها الرئيس السابق حسني مبارك قبل تنحيه.
وبدأت تتردد بعض الشائعات داخل وزارة الخارجية، حول معايير وزير الخارجية محمد كامل عمرو، التى سيستند إليها في اختيار السفراء فى الحركة التى تعد الأولى له منذ توليه الوزارة، وبدأ البعض يروج بأن وزير الخارجية سيعتمد على مبدأ الأقدمية فى اختيار السفراء، وهو ما أثار حالة من الغضب داخل الوزارة، لكون هذا المعيار سيؤدي إلى إقصاء دبلوماسيين شباب مشهود لهم بالكفاءة.
وقالت مصادر دبلوماسية، رفضت الكشف عن أسمائها: «إن عددًا من الدبلوماسيين ينوون تصعيد الأمر حال اعتماد وزير الخارجية مبدأ الأقدمية، الذى لم يعد متناسبا مع أهداف ثورة 25 يناير، التى طالبت بإعطاء فرصة أمام الشباب، خاصة أن الوزارة بها عدد كبير من الدبلوماسيين الشباب ممن أثبتوا نجاحًا فى مواقعهم، على حد قول المصادر».
وأشارت المصادر إلى أن هناك صراعًا قويًا يدور حاليا بين السفراء، للفوز بإحدى السفارات صاحبة الدرجة المميزة، خاصة أن هذه الحركة تشمل 7 سفارات من هذا النوع، وهى مندوبية مصر فى الأمم المتحدة بنيويورك، ورئيس وفد مصر فى الأمم المتحدة بجنيف، وسفراء مصر فى الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وفرنسا وروسيا وبريطانيا، بالإضافة إلى سفراء مصر فى المملكة العربية السعودية وإسرائيل.
من جانبها، نفت السفيرة مني عمر، مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية، وجود أزمة داخل وزارة الخارجية، بسبب الحركة الدبلوماسية الجديدة، وقالت لـ«المصري اليوم»: «إن الحركة الدبلوماسية الجديدة لم يتم وضعها حتى لا تتسبب في أزمة ويعترض عليها البعض».
وأوضحت «عمر»أنه «من المتعارف عليه أن يتم الأخذ بالكفاءة والأقدمية عند وضع الحركات الدبلوماسية الجديدة، مشيرة إلى أنه ليس من المعقول أنه في حالة وجود سفير قديم يملك الكفاءة والخبرة عدم ترشيحه للعمل كسفير في أي دولة، ونختار دبلوماسيًا شابًا يمتلك الكفاءة، لكنه لا يمتلك الخبرة».