نقلت وكالة أنباء «سبوتنيك» عن مصدر عسكري مقرب من قيادة الجيش الليبي، رفض الكشف عن اسمه، أن القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر «غادر موسكو الآن متوجها إلى بنغازي ولن يوقع على الاتفاق، لعدة أسباب، منها عدم إدراج بند ينص على تفكيك الميليشيات، وعدم وضع جدول زمني لحلها، ووصف ذلك بأنه نقطة الخلاف وسبب عدم توقيعه.
وقال المصدر العسكري في هذا السياق أيضا إن «الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير حفتر باق على الاتفاق، ولكن الخلاف على الميليشيات وتفكيكها كان عائقا أمام موافقته على التوقيع»، لافتا إلى أن «أغلب النقاط متفق عليها»، لكن «الوفد المرافق للسراج لا يريد تحديد زمن لحل الميليشيات».
وعزت مصادر أخرى عدم توقيع القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر على اتفاق وقف إطلاق النار إلى ما وصف بتجاهل المسودة لعدد من مطالب الجيش، ورفض حفتر أي دور تركي للإشراف على وقف إطلاق النار في ليبيا.
وكانت موسكو استضافت أمس محادثات استمرت لأكثر من ست ساعات بين طرفي الأزمة الليبية بمشاركة وزراء خارجية ودفاع روسيا وتركيا.
وقبل ذلك، أعلن طرفا النزاع في ليبيا وقفا لإطلاق النار اعتبارا من 12 يناير، بناء على مبادرة روسية تركية، أعلن عنها عقب لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول الأسبوع الماضي.
هذا، ومن المنتظر أن تعقد في العاصمة الألمانية برلين قمة دولية حول ليبيا في 19 يناير الجاري.
وفي الشأن ذاته، غادر وفد حكومة الوفاق الوطني الليبية موسكو متوجها إلى إسطنبول مباشرة بعد توقيعه منفردا على وثيقة وقف إطلاق النار.
ونقلت وكالة أنباء «سبوتنيك» عن وزير خارجية حكومة الوفاق، محمد الطاهر سيالة، قوله إن «وفد المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق والمجلس الأعلى للدولة غادر موسكو بعد التوقيع مباشرة.. ونحن الآن في إسطنبول».
وكان الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر قد أعلن أمس أن قواته لن تنسحب من مواقعها في جنوب العاصمة طرابلس، واتهم القوات التابعة لحكومة الوفاق بانتهاك وقف إطلاق النار في عدة محاور، وأن الجيش ملتزم بالهدنة ولم يرد على مصادر النيران لعدم صدور أوامر من قيادته.
إلى ذلك، قال رئيس المجلس الأعلى لحكومة الوفاق، خالد المشري، في تصريح تليفزيوني: «رفضنا أي لقاء مع حفتر، ولن نجلس معه تحت أي ظرف، ومفاوضاتنا تتم مع أصدقائنا الأتراك والروس».