انتهت الخميس رسميا مهمة بعثة المراقبين العرب فى سوريا، والتى كانت قد حددت بشهر واحد، ويبحث الاجتماع الوزارى للجامعة العربية غداً التقرير النهائى للبعثة، وسط توقعات بسماح سوريا لبعثة المراقبين العرب بتمديد مهمتها، بينما تواصلت أعمال القتل والقمع فى سوريا، حيث كشفت جماعات المعارضة عن سقوط 13 قتيلا على الأقل برصاص قوات النظام، وقالت لجان التنسيق المحلية إن 9 أشخاص قتلوا فى حمص، و2 فى إحدى ضواحى العاصمة دمشق، بالإضافة إلى قتيلين آخرين، أحدهما فى إدلب، والثانى فى حلب، كما أفاد مصدر حقوقى الخميس بأن 4 نشطاء لقوا مصرعهم برصاص الأمن السورى خلال كمين نصبته لهم فى شمال غرب البلاد.
يأتى هذا فيما طالب ممثلون عن أكثر من 140 منظمة حقوقية ومن المجتمع المدنى،الأربعاء ، جامعة الدول العربية بسحب بعثة مراقبيها، كما طالبوا بتحرك الأمم المتحدة لوقف العنف المستمر منذ 10 أشهر. وطلب ائتلاف المنظمات المدنية العربية من الجامعة العربية الاعتراف بالأخطاء التى قوضت كفاءة بعثة المراقبين العرب. وقال عضو الائتلاف ومدير مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان، رضوان زيادة: «لم يستطع أحد أن يقوم بوظيفته كمراقب، بل على العكس منحت البعثة النظام السورى الشرعية».
من جهة أخرى، أقر ممثلو دول الاتحاد الأوروبى بصفة مبدئية الأربعاء ، حزمة عقوبات جديدة ضد سوريا، تستهدف عددا من المسؤولين فى نظام الرئيس بشار الأسد، وشركات ومؤسسات حكومية، فى الوقت الذى يواصل فيه مجلس الأمن مشاوراته حول مشروع قرار روسى يتضمن «إدانة» أعمال العنف فى سوريا، بحسب ما جاء على موقع «سى. إن. إن» الإخبارى.
وانضمت ألمانيا الأربعاء إلى بريطانيا فى اتهام روسيا بالتسبب فى عرقلة مجلس الأمن الدولى من التصرف بشكل حاسم ضد القمع الدامى للاحتجاجات فى سوريا، وقال السفير الألمانى فى الأمم المتحدة، بيتر ويتيخ، خلال كلمة فى مركز «وودرو ويلسون» فى واشنطن، إن المجلس «لم يتحمل مسؤولياته» بسبب المعارضة الروسية. وأضاف: «أعتقد أن قرار موسكو متعمد لدعم نظام الأسد». فى غضون ذلك، رأى المعارض السورى البارز، ميشال كيلو، أن «الجيش السورى الحر» يدفع البلد نحو حرب أهلية، وأن المجتمع المدنى هو من عليه إسقاط النظام، واصفا الرئيس بشار الأسد برجل «يائس».
وقال فى لقاء له مع صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية إن الجيش الحر يريد بعدة آلاف من الجنود التصدى لجيش من 400 ألف فرد، لذا «سيدفع البلاد نحو فوضى لا نهاية لها» واصفا هجماته على قوى الأمن بـ«الجنون».
ودعت صفحة الثورة السورية على «فيس بوك» إلى التظاهر فى جمعة «معتقلى الثورة»، وجاء بها أن هناك 60 ألف معتقل فى سوريا يتمنون القتل ليموتوا مرة واحدة، بدلا من من أن يموتوا مائة مرة داخل سجون سوريا من فرط التعذيب.
وشددت الصفحة على أن التدويل هو المطلب الأساسى للثوار لأنه سيثبت «إنسانية» المجتمع الدوليى، وعدم القبول بالتعذيب.
من جهته رأى الكاتب «مارك لينش» فى مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية أنه على الرغم من أن مطالب التدخل العسكرى فى سوريا تعتبر شرعية ضد وحشية نظام الأسد، فإنه يعد خيارا غير مطروح.
ورفض الكاتب المقارنة بحالة ليبيا لأن سوريا لها ظروف خاصة تجعل التدخل غير ممكن.
ورأى أن احتمالات النجاح ضئيلة جدا وأن مخاطر الفشل الذريع مرتفعة للغاية، خاصة أن الولايات المتحدة لا تريد خوض حرب شبيهة بحرب العراق، معتبرا هذه الخطوة «هزيمة الذات» و«مغامرة حمقاء».
واعتبر الكاتب الأمريكى المعارضة السورية ضعيفة وأكثر انقساما ولا يمكنها السيطرة على الأراضى التى يمكن أن يحررها التدخل العسكرى، وأشار إلى أن سوريا تمثل بيئة إقليمية خطيرة، حيث إن هذا التدخل يمكن أن يمتد بشكل غير مباشر إلى الدول المجاورة «المتعصبة» مثل إسرائيل ولبنان وتركيا والأردن والعراق.
وشكك الكاتب فى إمكانية انهيار النظام السورى، وقال إن النظام السورى سيدمر نفسه من خلال القمع الذى يمارسه، وفقدان الدعم السياسى والسيطرة على أجزاء كبيرة من البلاد.