«أيها الشعب.. سأعمل بأسرع ما يمكن لِجَعْلِكم تعيشون سُعَدَاء في مستقبل أفضل.. وعلى كل واحد منكم المساعدة في هذا الواجب.. وعلىّ أن أبدأ بأسرع ما يمكن لجعل الحكومة عصرية، وأول هدفى أن أزيل الأوامر غير الضرورية التي ترزحون تحت وطأتها.. كان وطننا في الماضى ذا شهرة وقوة، وإن عملنا باتحاد وتعاون فسنعيد ماضينا مرة أخرى وسيكون لنا المحل المرموق في العالم العربى».. بالكلمات السابقة توجه السلطان قابوس بن سعيد إلى الشعب العمانى في أول خطاب له عقب توليه عرش السلطنة في 2 يوليو 1970.
ومنذ هذا التاريخ وحتى وفاته، السبت، ظل بن سعيد يعمل على تحقيق هذا الوعد بإصلاحات ومنجزات ضخمة في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والثقافية.
وُلد السلطان قابوس في مدينة صلالة بمحافظة ظفار في 18 نوفمبر 1940، وكان السلطان الثامن المنحدر رأسا من المؤسس الأول للدولة البوسعيدية الإمام أحمد بن سعيد، سنة 1744، وتعد هذه الأسرة من أقدم الأسر العربية الحاكمة بصورة متواصلة في عالمنا العربى، حيث انقضت أكثر من 260 سنة على توليها زمام الحكم في البلاد.
تلقى قابوس تعليمه في عمان، وحفظ القرآن الكريم، وقرأ السنة النبوية، وتعلم قواعد اللغة والنحو وأصول الدين والفقه والفرائض.
وفى عام 1960 التحق بالأكاديمية العسكرية الملكية «ساند هرست» كضابط مرشح، وأمضى فيها عامين، درس خلالهما العلوم العسكرية وتخرج برتبة ملازم ثان، ثم انضم إلى كتيبة «الكالاميردنيانز» الأولى في ألمانيا الغربية، حيث أمضى 6 أشهر كمتدرب في فن القيادة العسكرية، يؤدى خلالها واجباته العسكرية ويتلقى التدريب في قيادة الأركان.
بعدها عاد قابوس إلى بريطانيا ودرس لمدة عام في مجال نظم الحكم المحلى، وأكمل دورات تخصصية في شؤون الإدارة، ثم قام بجولة حول العالم استغرقت 3 أشهر، عاد بعدها إلى البلاد عام 1964 وأقام في مدينة صلالة، مسقط رأسه.