أثارت دعوة السفارة المصرية في فيينا للاحتفال بمرور عام على ثورة 25 يناير، حالة من الجدل بين أبناء الجالية المصرية، بعد أن حددت له موعدا يوم الاثنين المقبل، في الفترة من(1– 3) عصرًا.
وبسؤاله عن سبب ضيقه، رد كريم محمد، أحد الشباب المصريين المقيمين في فيينا، متسائلا بسخرية: «هل سيكون الاحتفال في السفارة بالمجلس العسكري، أم بالقتلى والشهداء وأسرهم، الذين يبكون دما بدلا من الدموع على أبنائهم؟ أم على الحالة الصحية التي آل إليها الشعب المصري، أم بنهضة التعليم والبحث العلمي، أم بالنصر على الأعادء الذين يخططون لهدم مصر ونهب ثرواتها وتجويع شعبها بأيد مصري؟».
كل هذه التساؤلات طرحها أيضا هادي عبد الفتاح، معربا عن أمله في أن تقيم السفارة «جلسة عزاء على أرواح الشهداء»، بدلا من احتفالات «لا معنى لها»، على حد قوله، وأضاف: «ماذا ستقدم السفارة في احتفالها، خاصة أن مطالب الثورة لم تتحقق بعد، وأوضاع الشعب المصري تراجعت كثيرا إلى الأسوء عما كانت عليه فى عهد الرئيس المخلوع».
وبسؤال «المصري اليوم» لمواطنين آخرين من أبناء الجالية، اتضح أن هناك سببًا آخر لغضبهم، إذ أعرب الكثيرون عن رفضهم المشاركة في هذا الاحتفال، نظرًا لموعده في مطلع أسبوع عمل، وفي وسط النهار، بما يحول دون إمكانية مشاركتهم في الاحتفالية.
وقال سمير يوسف، يعمل صحفيا بالنمسا: «هذا الميعاد سيحرم أبناء الجالية، خاصة الأجيال الجديدة، التى يجب العمل على دعم انتمائها للوطن، من المشاركة في الاحتفال بشباب جادوا بحياتهم ثمنا لحرية وكرامة الشعب المصري خلال أحداث الثورة، لأنهم سيكونون في جامعاتهم أثناء الاحتفال».
ورد السفير المصري، خالد شمعة، على هذه الانتقادت، قائلا إن «جميع الاحتفالات السابقة كانت تتم في السفارة فى أيام العمل العادية»، وأضاف أنه «حتى لو تم الاحتفال يوم 25 يناير وكان يوم عطلة رسمية في مصر، فإنه يوم عمل عادي فى النمسا»، وأشار إلى أن الاحتفال فى يوم 23 جاء موافقا لأول جلسة برلمان مصري يتم انتخابه بشكل ديمقراطى بعد الثورة.
لكن «يوسف» اعتبر أن الميعاد الذى حددته السفارة للاحتفال «يتناسب فقط وبطانة السفراء السابقين»، على حد قوله، وأضاف أن دور الدبلوماسية المصرية تراجع كثيرا منذ عهد أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية الأسبق. وطالب السفارة بضرورة مراجعة هذا الميعاد وتعديله إلى نهاية الأسبوع، إذا كانت ترغب حقا في إشراك المصريين، مشيرا إلى أنه يعرفهم جيدا، بحكم عمله، ويرفض مشاركة «هذه البطانة»، على حد تعبيره.
في المقابل، رأى حمدي سليمان، رئيس الاتحاد النوبي في أوروبا، ضرورة المشاركة في الاحتفال، «خاصة أن السفارة المصرية فتحت أبوابها أمام المصريين، بعد أن كانوا يخشون الذهاب إليها، والفضل في ذلك يعود للثورة»، على حد قوله.