أطلقت الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية حملة للترويج لسياحة «الفلك الأثري» بمعابد الأقصر وصعيد مصر، ودَعَت إلى الاحتفال بتعامد الشمس على قدس أقداس معبد الملكة حتشبسوت بغرب الأقصر، يوم السادس من شهر يناير الجاري، للاحتفال بعيد حتحور، إله الحب والعطاء.
وقال أيمن أبوزيد، رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية بالأقصر، إن معبد الملكة حتشبسوت غرب الأقصر يُعد من أجمل المعابد المصرية القديمة المنحوتة في الصخر، والذي شُيِّد في القرن الرابع عشر قبل الميلاد على محور شمسي بزاوية 115.50 درجة، بفارق درجة وربع الدرجة عن معبد آمون بالكرنك، وقد تم توجيه قدس أقداس المعبد بعناية من قِبَل المهندس الفلكي سننموت، لتضىء شمس الشتاء مقاصيره المقدسة، وتتعامد عليه يومي السادس من يناير والتاسع من ديسمبر كل عام.
وأوضح أن المصريين القدماء احتفلوا، في 6 يناير، بعيد حتحور، رمز الحب والعطاء، بينما احتفلوا في 9 ديسمبر بعيد حورس، رمز الشرعية الملكية والسمو، لافتًا إلى أن تعامد الشمس يأتي خلال هذين اليومين تجسيدًا لانبثاق النور من الظلمة، وهذا النور الأزلي الذي خرج من الظلمة هو الذي فتح الطريق إلى كل الكائنات للخروج إلى الوجود.
ولفت إلى اهتمام المهندسين المصريين القدماء بتوجيه أغلب معابدهم ومقاصيرهم المقدسة تجاه نقاط محددة للشروق، تتوافق مع مناسبات دينية مهمة على مدار العام، ما يجعل البنايات المصرية القديمة تراثًا فلكيًا إنسانيًا ومرجعية للدراسات الفلكية القديمة في العالم.
وشدد على أنه مازالت أسرار علم الفلك في مصر القديمة لم تُكتشف حتى الآن بشكل كامل، ويأتي استغلال الأبحاث العلمية في هذا المضمار من أهم أولويات الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية بالأقصر، خاصة الأبحاث الفلكية للباحث المهندس أحمد عوض، الذي لم يبخل بنشر هذا العلم والتعاون في استغلاله لتأسيس نمط سياحي جديد تحت اسم «سياحة الفلك الأثري».