x

قاسم سليمانى.. رأس حربة إيران فى الشرق الأوسط (بروفايل)

الجمعة 03-01-2020 20:32 | كتب: محمد البحيري |
قاسم سليماني قاسم سليماني تصوير : وكالات

ساعد الميجور جنرال قاسم سليمانى، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيرانى، بلاده على خوض حروب بالوكالة عبر الشرق الأوسط، بإلهام مقاتلى الفصائل فى الميدان والتفاوض مع القادة السياسيين.

ويمثل مقتله، أمس فى ضربة جوية أمريكية استهدفت موكبه فى مطار بغداد، نهاية رجل كان يُشار إليه بالبنان فى بلاده، وتتبعه عن كثب العديد من أجهزة الاستخبارات، وعلى رأسها الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن الضربة كانت تستهدف ردع أى خطط إيرانية لشن هجمات فى المستقبل.

وكان «سليمانى» مسؤولًا عن عمليات سرية فى الخارج، وكثيرًا ما كان يشاهد فى ميادين القتال وهو يوجه الجماعات الشيعية العراقية فى الحرب ضد تنظيم «داعش» الإرهابى.

وعرض التليفزيون لقطات له مع الزعيم الأعلى الإيرانى آية الله على خامنئى وفى مناطق الحروب وهو يرتدى الزى العسكرى، كما عرضت له لقطات وهو شاب تخرج حديثًا فى المدرسة الثانوية ويقود وحدة خلال الحرب الإيرانية العراقية فى ثمانينيات القرن الماضى.

وسرعان ما صعد نجم سليمانى فى صفوف الحرس الثورى الإيرانى ليصبح قائد فيلق القدس عام 1998.

وبفضل نجاحات فيلق القدس، أصبح «سليمانى» شخصية محورية فى التمدد المطرد لنفوذ إيران فى الشرق الأوسط، وأصبح نفوذه داخل المؤسسة العسكرية الإيرانية واضحًا فى 2019 عندما منحه خامنئى ميدالية وسام ذو الفقار، وهو أعلى تكريم عسكرى فى إيران. وكانت هذه المرة الأولى التى يحصل فيها قائد عسكرى على هذه الميدالية منذ الثورة الإيرانية عام 1979.

وكان «سليمان» مسؤولًا أيضا عن عمليات جمع المعلومات والعمليات العسكرية السرية التى نفذها فيلق القدس، وفى 2018 تحدى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب علنًا. وقال فى مقطع فيديو نشر على الإنترنت: «أقول لك يا سيد ترامب المقامر.. أقول لك.. اعلم أننا قريبون منك فى مكان لا يخطر لك أننا فيه»، وأضاف: «ستبدأ أنت الحرب.. لكن نحن من سينهيها».

أبومهدى المهندس.. رجل الحرس الثورى فى العراق

رجل الحرس الثوري في العراق

قد لا يعرف الكثيرون جمال جعفر على آل إبراهيم، لكن الجميع يعرف اسمه الحركى الذى اشتهر به، وهو أبومهدى المهندس، معاون قائد قوات الحشد الشعبى العراقى ورجل إيران فى العراق.

وتصدر اسمه عناوين نشرات الأخبار بعد تأكيد مقتله، فجر أمس، بهجوم صاروخى أمريكى، قرب مطار بغداد الدولى، أسفر كذلك عن مقتل صديقه الحميم الجنرال الإيرانى قاسم سليمانى، قائد فيلق القدس فى الحرس الثورى الإيرانى.

وكان المهندس مستشاراً شخصياً لسليمانى وكانا يظهران سويا فى العديد من المناسبات والمناطق الساخنة.

ولد المهندس عام 1953 فى البصرة بجنوب العراق، وكان يحمل الجنسيتين العراقية والإيرانية ويتقن اللغة الفارسية ومتزوج من إيرانية. وكان فى ثمانينيات القرن العشرين أحد القادة البارزين لفيلق بدر، القوة التى شُكلت فى إيران من مقاتلين عراقيين لدعم إيران فى الحرب ضد نظام الرئيس العراقى صدام حسين (1980-1988).

حصل على شهادة البكالوريوس فى الهندسة المدنية عام 1977، كما حصل لاحقا على شهادة البكالوريوس فى العلوم السياسية وواصل تعليمه حتى نال الدكتوراه فى التخصص نفسه.

وصدر حكم بالإعدام على المهندس عام 1983 فى الكويت لتورطه فى هجمات استهدفت سفارتى الولايات المتحدة وفرنسا، لكنه هرب من هناك.

وبعد الغزو الأمريكى للعراق والذى أطاح بنظام صدام حسين، أصبح المهندس لفترة قصيرة عضوا فى البرلمان العراقى عقب انتخابات عام 2005. وساعد فى تأسيس كتائب حزب الله العراقية المتشددة والمدعومة من إيران.

وفرضت الولايات المتحدة فى 2009، عقوبات على المهندس وكتائب حزب الله واعتبرتهما «إرهابيين».

وتتهمه واشنطن بأنه يدير «شبكات تهريب للأسلحة وشارك فى تفجير سفارات أجنبية ومحاولات اغتيال فى المنطقة».

وكان المهندس يتمتع بولاء قواته على الأرض والسيطرة على الموارد المالية للحشد الشعبى، ما جعله «الجهاز العصبى المركزى» لقوة القدس التابعة للحرس الثورى الإيرانى فى العراق.

إسماعيل قآنى.. «العميد» فى مهمة انتقامية

اسماعيل قاني

«إثر استشهاد القائد المفخرة الحاج قاسم سليمانى رضوان الله علیه أحيل منصب قيادة قوة القدس فى حرس الثورة الإسلامية إلى القائد العميد إسماعيل قآنى».. بهذه الكلمات أعلن المرشد الأعلى الإيرانى، على خامنئى، تعيين إسماعيل قآنى خلفا لسليمانى، الذى تم اغتياله فى مطار بغداد بضربة أمريكية من طائرة مسيرة.

قليلة هى المعلومات عن إسماعيل قآنى، لكن خامنئى وصفه بأنه «من أبرز قادة الحرس الثورى فى مرحلة الدفاع المقدس (حرب السنوات الثمانية بين العراق وإيران فى ثمانينيات القرن العشرين) وكان إلى جانب القائد الشهيد فى المنطقة».

وقد ولد قآنى فى مدينة مشهد؛ وهو عسكرى إيرانى برتبة عميد، وكان نائب قائد قوة فيلق القدس، التابعة للحرس الثورى الإيرانى، منذ عام 1997، وله تاريخ طويل من العمل مع سليمانى، الذى كان من أقرب المقربين له، ما يجعل اختياره لخلافته قرارا طبيعيا ومتوقعا لا مفاجآت فيه.

وتصفه وسائل إعلام عديدة بأنه «الرجل الصلب»، الذى لا يختلف كثيرا عن سليمانى، ولديه خبرة كافية بشأن التعامل مع جبهات القتال المختلفة.

ولعب قانى دوراً أساسياً فى دعوة الرئيس السورى بشار الأسد وتنظيم زيارته إلى طهران فى مارس 2019.

وقال فى تصريحاتٍ سابقة إن «كل الذين يقفون معنا اليوم هم فى الواقع جاءوا للوقوف تحت العلم الإيرانى، وهذه تعد نقطة قوتنا الإقليمية الفاعلة والحقيقية فى منطقة الشرق الأوسط، التى يفتقدها أعداؤنا».

الآن بات على قآنى أن يبادر إلى الانتقام لصديقه وقائده، تنفيذا لتهديد على خامنئى، الذى وعد بـ«انتقام عنيف» على اغتيال قاسم سليمانى.

أما بقية المهام التى سيعمل عليها إسماعيل قآنى بموجب منصبه، فأوضحها خامنئى فى برقية أكد فيها أن «الخطط هى ذاتها المعتمدة فى عهد الشهيد سليمانى»، داعياً جميع الكوادر فى هذه القوة إلى التعاون مع القائد قآنى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية