x

قاسم سليماني.. جنرال الدم (بروفايل)

الجمعة 03-01-2020 04:11 | كتب: بوابة الاخبار |
قاسم سليماني قاسم سليماني تصوير : آخرون

بعد يومين من محاصرة السفارة الأمريكية ببغداد ومهاجمتها، الأمر الذي اتهمت فيه واشنطن إيران بالوقوف وراءه، جاء الرد الأمريكي في وقت مبكر من صباح الجمعة باستهداف موكب قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني، وقتله مع أبومهدي المهندس، قرب مطار بغداد الدولي بالعاصمة العراقية.

قاسم سليماني الشخصية الأكثر غموضًا في إيران، الذي طالما تحدثت القوى المناهضة لإيران عن يده الطولى في بغداد وسوريا ولبنان واليمن، والذي تعرض مرارًا لمحاولات اغتيال، يأتي مقتله في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة لإنهاء الوجود الإيراني في العراق، حيث انتفض الشعب العراقي مؤخرًا ضد النفوذ الإيراني على أراضيه، مطالبين بإنهاء هذا النفوذ وبدء مرحلة جديدة من الديمقراطية والبناء.

ولد سليماني في مدينة قم في عام 1957 ونشأ في قرية رابور، التابعة لمحافظة كرمان، جنوب شرقي إيران، من أسرة فلاحية فقيرة، وكان يعمل كعامل بناء، ولم يكمل تعليمه سوى لمرحلة الشهادة الثانوية فقط. ثم عمل في دائرة مياه بلدية كرمان، حتى نجاح الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.

بعدها انضم سليماني إلى الحرس الثوري الذي تأسس لمنع الجيش من القيام بانقلاب ضد الزعيم آية الله الخميني، وتدرج حتى وصل إلى قيادة فيلق القدس عام 1998.

وفيلق القدس هيئة خاصة في الحرس الثوري الإيراني ويضطلع بمسؤولية تنفيذ العمليات العسكرية والاستخباراتية خارج الأراضي الإيرانية.

وبرز قائد فيلق القدس، الذي كان يعيش خلف ستار من الظلام والسرية لإدارة العمليات السرية في الخارج، لتحقيق النجومية في إيران.

وأصبح الرجل، الذي لم يكن يتعرف عليه معظم الإيرانيين في الشارع حتى وقت قريب، مادة رئيسيّة لأفلام وثائقية ونشرات أخبار وحتى أغاني موسيقى البوب.

ومنذ فترة تداول الناشطون في إيران على نطاق واسع فيديو لمليشيات شيعية في العراق يظهر جنودا وهم يرسمون صورا للجنرال قاسم سليماني على الجدران، ويؤدون التحية العسكرية له، مصحوبا بموسيقى حماسية في خلفية المقطع.

وتواجد الجنرال شخصيا بمحافظة صلاح الدين شمالي العراق، لقيادة فصائل عراقية خلال استعادة مدينة تكريت من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي.

كما نشرت وكالة فارس الإيرانية للأنباء صورا لسليماني مع تلك القوات، وقالت مصادر في الفصائل بالعراق لبي بي سي إن الجنرال قاسم سليماني كان هناك لبعض الوقت لمساعدة العراقيين في الاستعداد للمهمة.

وفي سوريا المجاورة، ينسب إلى قاسم سليماني الفضل في وضع الاستراتيجية التي ساعدت الرئيس بشار الأسد في تحويل مسار المعركة ضد قوات المعارضة واستعادة مدن وبلدات رئيسية، ما تسبب في مقتل مئات الآلاف من السوريين، معظمهم مدنيون أطفال ونساء.

ودائما ما تنفي إيران نشر قوات برية في سوريا والعراق، لكنها تقيم بين حين وآخر جنازات جماهيرية لقوات أمن و«مستشارين عسكريين» قُتلوا في البلدين.

لكن يظل السؤال هل مقتل قاسم سليماني كافٍ لإنهاء الوجود الإيراني في العراق؟ وكيف سترد إيران على أمريكا بعد استهداف الأخيرة أحد أبرز قياداتها العسكريين؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية