اهتمت الصحف العربية الصادرة الثلاثاء، بتطورات الأزمة المتوقعة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية إثر إصرار الأخيرة على التوجه في سبتمبر المقبل إلى الأمم المتحدة لطلب الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، وتجدد الخلافات بين القوى السياسية المصرية مع مخاوف من مصادمات بين قوى إسلامية وقوى سياسية أخرى الجمعة المقبل, مع إعلان القوى الإسلامية تنظيمها مليونية في ميدان التحرير, الذي تعتصم فيه بالفعل قوى سياسية ونشطاء ومواطنين، وإعلان الثوار الليبيين أن بإمكان القذافي البقاء في ليبيا، بالإضافة إلى إجراءات تأمين محاكمة مبارك والعادلي وآخرين.
الإحباط الفلسطيني
ذكرت «السفير» اللبنانية أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يقترب من لحظات حاسمة، خاصة بعد أن أعلن بنيامين نتنياهو أنه سيدرس إلغاء اتفاق «أوسلو» إذا توجهت السلطة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية. وأوضحت أن كل المعطيات تشير إلى أن اتفاق أوسلو أصبح في عداد الأموات، خاصة أنه لم يحرز أي تقدم منذ انتفاضة الأقصى.
وأضافت أن خطوة ذهاب السلطة للأمم المتحدة تعني أن الإحباط الفلسطيني من الموقف الأمريكي تجاوز نقطة اللاعودة. وأشارت إلى أن رهان السلطة على خطوة التوجه للأمم المتحدة في سبتمبر لتحقيق هدف من اثنين: إما إجبار إسرائيل على التخلي عن منطق المماطلة وإشهار موقفها، أو جعل الخطوة مقدمة للصدام مع الموقف الإسرائيلي والتراخي الأمريكي على حد سواء.
ورأت «السفير» أن الخطوة الأخيرة سوف تظهر للجميع وخصوصا العرب أن المراهنة في الحل على الولايات المتحدة الأمريكية خطأ، فما يحدث يوضح عجز الإدارة الأمريكية عن إيجاد حلول، أو عدم رغبتها في إيجاد حل من الأساس.
وفي حالة اعتماد الأمم المتحدة للدولة الفلسطينية دولة مستقلة، فسيترتب على ذلك حل السلطة الفلسطينية نفسها، وقيام إسرائيل بإلغاء كل المعاهدات والاتفاقيات التي وقعتها مع فلسطين خلال 18 عاما مضت.
محاكمة العادلي
وعن محاكمة حبيب العادلي، وزير الداخلية الأسبق، قالت «الشرق الأوسط» إن محكمة الجنايات أجلت محاكمته وضمت قضيته إلى القضية المتهم فيها الرئيس السابق حسني مبارك بقتل المتظاهرين، مع استمرار حبسه حتى 3 أغسطس المقبل موعد نظر القضية. وأضافت الصحيفة أن القضية التي استمرت أربع جلسات فقط تعود من جديد إلى المربع «صفر»، حيث ستنظر من بدايتها بعد ضم أوراقها مع القضية المتهم فيها مبارك ونجلاه علاء وجمال ورجل الأعمال الهارب حسين سالم، في قضية واحدة.
ويصل إجمالي أوراق ومستندات القضيتين إلى قرابة 30 ألف ورقة، حيث يقترب ملف قضية العادلي ورفاقه فقط من 10 آلاف صفحة، فيما يجاوز ملف قضية محاكمة مبارك 20 ألف ورقة ومستند، نظرا لتعدد لائحة الاتهامات فيها.
وأشارت إلى أن الجلسة شهدت فوضى عارمة تسببت في إرجاء اعتلاء هيئة المحكمة للمنصة قرابة الساعة، كما حدثت مشادات واشتباكات عنيفة بين قوات الأمن من الجيش والشرطة المنوط بها تأمين المحكمة وحفظ النظام بها من جهة، وأسر الشهداء والمصابين من جهة أخرى، في ضوء التسابق على أولوية الدخول إلى قاعة المحكمة.
ترقب الجمعة
أما «الجريدة» الكويتية، فأشارت إلى ترقب المجلس العسكري للجمعة المقبل، في ظل الخلافات المتوقعة بين القوى السياسية والثورية في ميدان التحرير. وقالت إن هناك اتفاقاً بين السلفيين و«شباب الثورة» لمنع الاشتباكات، لكنهم فشلوا في توحيد الموقف والمطالب والوصول لتسمية واحدة للجمعة المقبل.
وأوضحت أن المجلس العسكري يدرس طريقة الرد على رفض 28 حزباً تمثل التحالف الديمقراطي لقانون انتخابات مجلسي الشعب والشورى، مهددين بمقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة إن لم يستجب المجلس العسكري لمطالبهم بتعديل القانون.
هجمات الناتو.. وتراجع الثوار
على الصعيد الليبي، قالت «الحياة» اللندنية إن طائرات «الناتو» قصفت مستشفى محلياً في مدينة «زليتن» غرب ليبيا مما أدى إلى مقتل ثلاثة أطباء، بينما واصل الثوار الليبيون العمل على إزالة الألغام المزروعة حول البريقة التي تعيق سيطرتهم على هذه المدينة النفطية الاستراتيجية، فيما أوضحت مصادر أن قوات القذافي زرعت «أكثر من 45 ألف لغم» حول المدينة الساحلية التي تبعد 800 كلم شرق طرابلس و240 كلم جنوب غربي بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية، التي وصفتها بـ«عاصمة الثوار»، رغم تأكيد الثوار على أنها مقر مؤقت لقيادة الثورة وإعلانهم التمسك بطرابلس عاصمة موحدة لليبيا.
وقالت «عكاظ» السعودية، إن المعارضة الليبية أبدت مرونة وتراجعا في موقفها السابق من بقاء القذافي في ليبيا، موضحة أن رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل أعلن أن الثوار يوافقون على بقاء العقيد معمر القذافي وأبنائه في ليبيا بشرط تنحيه عن السلطة، وأن يحدد الثوار أين يبقون في ليبيا ووفق أي ظروف.