x

عِقْد الغضب.. والتكنولوجيا.. والتغيير (ملف خاص)

ثورات الربيع العربى  - صورة أرشيفية ثورات الربيع العربى - صورة أرشيفية تصوير : اخبار

مع نهاية عام 2019، تمضى عشر سنوات أخرى من الألفية الثالثة، عقد سيطر عليه الغضب ومحاولات التغيير في كل مكان وكل اتجاه، من السياسة إلى الفن، ومن الاقتصاد إلى التكنولوجيا، وتتم عملية التغيير بسرعة هائلة رغم الضغوط التي تحاصر الجميع في البلدان النامية والدول المتقدمة مع اختلاف قضايا الاهتمام، عقد هيمن على مشهده العام الصعود الدرامى الهائل للشبكات الاجتماعية وسطوتها على البشر وتداخلها في كل مناحى الحياة، وصعدت فيه تكنولوجيا الذكاء الصناعى وتعلم الآلة، الأمر الذي يشى بمستقبل تشكل فيه التكنولوجيا محور حياة الإنسان. وخلال العقد الذي يلملم أوراقه اليوم برحيل آخر أعوامه، شهد العالم موجات من الثورات والاضطرابات والاحتجاجات والتحديات من شرق الأرض إلى مغاربها ومن شمالها إلى جنوبها، بدءاً من ثورات الربيع العربى ومروراً باحتجاجات إيران وهونج كونج وأمريكا الجنوبية، ولم تكن مصر، بالطبع، بمنأى عن تلك الموجات في عام 2011، عندما انطلقت ثورة شعبها العظيمة قبل أن تتوه في مسارات مرتبكة، إلا أن الشعب صحح مساره بعد عامين وأزاح تنظيم الإخوان الذي حاول سرقة الثورة.

وكان العقد شاهداً على صعود تيارات وحركات واندحار أخرى، وإن كان بعضها يصارع من أجل البقاء. فبينما شهد اليمين المتطرف صعوداً غير مسبوق فرضته طبيعة الظروف السياسية والاجتماعية وحتى الاقتصادية، وبلغ منتمون لهذا التيار سدة الحكم وعلى رأسهم الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، فإن تيارات وتنظيمات إرهابية مثل «داعش» و«القاعدة» واجهت ضربات موجعة سواء في الهزائم على الأرض أو بغياب قياداتها الكبيرة وعلى رأسهم أسامة بن لادن وأبوبكر البغدادى.

غير أن الإرهاب الأسود لا يزال يقاوم في محاولة لنفى حقيقة اندحار أكبر تنظيماته، فنجح في التسلل وتنفيذ بعض العمليات في العواصم الدولية الكبرى، كما أنه لا يزال يواصل محاولاته اليائسة لإيقاف قطار التنمية في مصر. واقتصاديًا يمكن اعتبار العقد الماضى عقد المعارك الاقتصادية «الطاحنة» التي تدور رحاها حتى اليوم، وربما كانت هذه القضايا هي الدافع الأقوى وراء استمرار حركة الاحتجاجات الشعبية في عدد من الدول، بداية من الأزمات الاقتصادية العنيفة في اليونان وأيرلندا، وليس نهاية بالحرب التجارية المشتعلة بين الولايات المتحدة والصين والتى لم تجد حلًا حتى اليوم.

حالات الغضب الراغبة في إحداث التغيير والتى اتخذت أشكالًا عنيفة على الأرض في العديد من الدول- اتخذت أشكالًا أخرى في دول أخرى، كما حدث في بريطانيا التي قررت غالبية شعبها أن التغيير يأتى بالخروج من الاتحاد الأوروبى، ولعبت حركة «بريكست» دورا كبيرا في حشد قطاعات واسعة من الشعب للخروج تحت دعاوى «بريطانيا لأهلها» والتى حققت النجاح في نهاية المطاف بإعادة انتخاب حزب المحافظين برئاسة بوريس جونسون الذي يستعد لتوقيع الاتفاق النهائى لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى في واحد من أكبر قرارات التغيير السياسى للقارة الأوروبية.

ولأن للكوكب حقًّا لا يُختلف عليه، فلم يخل العقد من أحداث دقت ناقوس الخطر من جديد للعالم أجمع، من أجل أن ينتبه لظاهرة التغير المناخى، منها حرائق أستراليا وحرائق غابات الأمازون وحرائق كاليفورنيا. ولم يخل العقد من تحركات دولية رمت إلى التصدى إلى تلك الظاهرة التي تهدد الكوكب، ولكنها التحركات التي لم تسفر عن جديد. على مدار 10 سنوات التف الرأى العام العالمى حول عدد من القضايا المثيرة للجدل ليس أقلها قضية التسريبات التي فجرها جوليان أسانج، مؤسس موقع التسريبات الشهير «ويكيليكس» في عام 2010، وما تبع ذلك من جدل أثارته شركة «فيس بوك» التي واجهت اتهامات استخدام بيانات المشتركين بغير علمهم، وغير ذلك من القضايا التي طرقت مسامع المتابعين للمرة الأولى مثل حرب البيتكوين، التي تجاوزت بها الحروب ميادين القتال وانتقلت إلى شبكات الإنترنت، وطرح شركات عملاقة مثل «تويتر» و«على بابا» في البورصة، نهاية بثورة النساء على الانتهاكات والتحرش الجنسى والتى تحولت إلى قضية عالمية وحركة متعددة الاتجاهات نتج عنها إقالة وتوقيف العديد من الشخصيات الشهيرة.

ولأنه من المستحيل أن نجمع كل القضايا المهمة التي أثرت- ولا تزال تؤثر- على العالم خلال السنوات العشر الماضية، اخترنا في «المصرى اليوم» أن نقدم مجموعة متنوعة من القضايا التي اهتم بها العالم خلال السنوات الماضية، في محاولة لرسم صورة- ولو مختصرة- لعقد حافل بالأحداث يطوى أوراقه ويغادرنا.

«الربيع العربى» يتحول إلى خريف عاصف
ثورات الربيع العربى - صورة أرشيفية

يمكن القول إن العقد الذي يرحل هو عقد الاحتجاجات الشعبية الواسعة، اعتراضًا على الفشل السياسى والاقتصادى في أغلب الأحيان، بداية من المنطقة العربية ومرورا بدول أمريكا الجنوبية، ونهاية باحتجاجات لا تنتهى في إيران وهونج كونج، ولكن المحور الأساسى الذي يميز هذا العقد هو الثورات والاحتجاجات التي اندلعت في عدد من الدول العربية، والتى أطلق عليها بشكل عام «ثورات الربيع العربى»، وخلال عشر سنوات نجحت بعض هذه الثورات باللجوء إلى صناديق الانتخابات والاتجاه إلى مستقبل أفضل، بينما فشل بعضها الآخر بسبب العديد من الأسباب منها التدخلات الخارجية ودخول الإسلام السياسى على الخط، بل تحول ربيعها إلى خريف مؤلم مشبع بالدم والنزوح واللجوء، لكن أبى عام 2019 أن يرحل قبل إحداث تغيير جذرى في كل من السودان والجزائر استكمالًا لموجة عقد التغيير السياسى الكبير في المنطقة.

بدأت شرارة الاحتجاجات العربية في تونس، التي شهدت ثورة أطلق عليها «ثورة الحرية والكرامة» أو «ثورة الياسمين»، عندما انطلقت الاحتجاجات فيها في 14 ديسمبر عام 2010 تضامنًا مع الشاب محمد البوعزيزى الذي قام بإضرام النار في جسده لإهانة شرطية له، وتوالت المظاهرات، التي أسقطت الرئيس زين العابدين بن على، ليرحل إلى المملكة العربية السعودية، التي شهدت أيضا وفاته في 19 سبتمبر الماضى، لكن تونس نجحت في تخطى الصعاب المتكررة منذ بداية الثورة، عندما تولى الوزير الأول محمد الغنوشى في 14 يناير عام 2010 رئاسة الجمهورية بصفة مؤقتة، ثم تولى رئيس مجلس النواب فؤاد المبزع منصب رئيس الجمهورية بشكل مؤقت، وبعدها تولى المنصف المرزوقى رئاسة البلاد في 12 ديسمبر عام 2011، حتى إجراء الانتخابات الرئاسية التي نجح فيها الرئيس الراحل الباجى قايد السبسى في 22 ديسمبر عام 2014، ليرحل قبل إجراء الانتخابات الرئاسية التي أجريت في سبتمبر 2019 وفاز فيها الرئيس الحالى قيس سعيد، الذي وعد بتحقيق مطالب الثورة، أثناء إحياء ذكراها في ساحة «الشهيد» محمد البوعزيزى، في مدينة سيدى بوزيد.المزيد

30 يونيو 2013.. تصحيح المسار
ثورة 30 يونيو - صورة أرشيفية

وسط تجارب التغيير في المنطقة، تبرز ثورة 30 يونيو 2013 التي كانت نقطة فاصلة في تحديد مسار ومستقبل الشعب المصرى وإنقاذه من مصير غامض، ومنذ نجاحها، لا يزال المصريون يخوضون حربا على الإرهاب الذي ينفذه الإخوان وأعوانهم بعد فقدان حلم تغيير هوية الدولة المصرية.

في 30 يونيو عام 2013، خرج ملايين المصريين في ثورة شعبية عارمة في ميادين ومحافظات مصر المختلفة معبرين عن غضبهم من حكم الإخوان، وما أنتجه من مخاطر عديدة على هوية الدولة المصرية ومؤسساتها ومقدراتها، فكانت 30 يونيو بمثابة تصحيح لمسار ثورة 25 يناير 2011 التي أتت بحكم الإخوان بعد انتخابات الرئاسة التي أجريت عام 2012، ورفضا لسعى الإخوان ونظام المرشد إلى «أخونة» مؤسسات الدولة والتحكم فيها، لتكون تلك الثورة بداية تصحيح مسار الربيع العربى.

وقتها التف المصريون حول الجيش والشرطة لإنقاذ مصر من قبضة الإخوان الذين ارتكبوا العديد من الأخطاء الفادحة ضد الدولة في كل المجالات السياسية والدستورية والقانونية والاقتصادية خلال عام واحد من وصولهم إلى الحكم، وأصبح نظامهم يشكل تهديدًا للسلم والأمن العام في المجتمع، وشكل انحياز القوات المسلحة والشرطة لإرداة الشعب عاملا محوريا في سرعة الحسم وإنهاء حكم الإخوان، بعزل الرئيس الراحل محمد مرسى، وتصنيف جماعة الإخوان على لائحة التنظيمات الإرهابية، لتبدأ بعدها الدولة المصرية مرحلة انتقالية رغم صعوبتها، لكنها اجتازتها بنجاح رغم التحديات الأمنية والاقتصادية.المزيد

الشعوب في الشارع.. تعددت الأسباب والغضب واحد
احتجاجات هونج كونج

تميز العقد الثانى من القرن الـ21 بأنه عقد الغضب، فبدت الشعوب كأنها اتفقت على الصراخ في وقت واحد من شدة السخط، أو كأن صرخات الغضب تحولت إلى عدوى، تنتقل من شارع إلى ميدان، ومن قرية إلى مدينة، ثم من دولة إلى دولة، حتى وصل الأمر إلى حد عبورها البحار والمحيطات. ولا شك أن تطور وسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة لعب دورا حاسما في هذا الأمر، سواء على صعيد التحريض والحشد، أو على صعيد المواجهة ونقل عدوى الاحتجاج.

ولذا كان من المدهش أن تشهد كل قارات العالم حالة من الاحتجاج الجماعى، بغض النظر عن اختلاف السبب، سواء كان لأسباب اقتصادية هنا، أو لأسباب سياسية هناك، أو غضبا على فساد أو تردى الأوضاع الإنسانية، أو احتجاجا على عدوان تعرض له آخرون. وبعيدا عن تقلبات ما يعرف بـ«الربيع العربى»، شهد هذا العقد العديد من أنواع الاحتجاجات التي تختلف باختلاف دوافعها.المزيد

أزمات اقتصادية ضخمة..والركود يتواصل
الأزمات المالية ضربت العديد من الدول

حمل العقد الماضى تداعيات توابع الأزمة الاقتصادية العالمية التي انفجرت عام 2008 بعد انهيار بنك «ليمان برازذر» رابع أكبر بنك استثمارى أمريكى، لتكشف تطوراتها مدى ضعف النظام المالى والاقتصادى العالمى، وضربت تلك الأزمة 24 دولة، وكان العقد الماضى عقد الأزمات الكبرى وأزمة الديون والمواجهات بين الشعوب والحكومات التي لجأت إلى المؤسسات الدولية لإنقاذ اقتصادياتها مقابل إجراءات تقشفية صارمة أدت لاندلاع حركة غضب عالمية تمثلت في حركة «احتلوا وول ستريت»، ولا تزال الاقتصادات الرئيسية تفتقر للأدوات المالية والنقدية اللازمة لمكافحة بطء نموها الاقتصادى.

ويخشى الاقتصاديون من حدوث ركود جديد، رغم ضخ البنوك المركزية في غالبية دول العالم مئات المليارات من الدولارات لإنقاذ البنوك والمؤسسات المالية والشركات الكبرى من الإفلاس، خلال سنوات الأزمة وما تلاها.

خلال العقد الماضى، حذرت المؤسسات الدولية، من الزيادة الكبيرة في حجم القروض، مقارنة بإجمالى الناتج العالمى، حيث قفزت الديون العالمية إلى 255 تريليون دولار في 2019 بما يعادل 320% من الناتج العالمى، ومع التوسع في الاقتراض وعدم قدرة صانعى السياسات النقدية والمالية في العالم على التخلص من المخاطر التي تواجه معدلات النمو، والحرب التجارية بين أكبر قوتين اقتصاديتين، الصين والولايات المتحدة، يخشى الخبراء من إمكانية الوقوع مجددا في أزمة مالية عالمية جديدة.المزيد

«داعش».. صعود مفاجئ ونهاية سريعة
أبوبكر البغدادي زعيم تنظيم داعش - صورة أرشيفية

شهد العقد الماضى ظاهرة فريدة في الحركات الإرهابية المسلحة، وهى ظهور التنظيم الذي حمل اسم «تنظيم الدولة الإسلامية» والذى عرف على نطاق واسع باسم «داعش»، والاختلاف الكبير بين هذا التنظيم وأمثاله من التنظيمات الأخرى أنه استطاع أن يسيطر على مساحات واسعة من الأرض، وفرض قواعده وقوانينه على أهالى تلك المناطق بدعوى تطبيق الشريعة الإسلامية والحكم بأسلوب «الخلافة»، قبل أن يندحر في هزائم كبيرة أزالته من الوجود تقريبا. ولد تنظيم «داعش» من رحم الفوضى في سوريا والصراعات في العراق، ولم ينتبه العالم لاختلاف هذا التنظيم الذي بدأ في استقطاب المناصرين من مختلف دول العالم إلا في عام 2013 عندما أعلن «الخلافة» وسيطر على مساحة واسعة من الأراضى في سوريا والعراق وصلت في ذروة صعوده عام 2014 إلى ما يقرب من ثلث الدولتين، لينتبه العالم إلى الخطر الذي يمثله التنظيم في مركزه بالعراق أو في ذئابه المنفردة في أنحاء بلاد العرب التي تحولت إلى قنابل إرهابية موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة. نواة هذا التنظيم وفكرته الأولى بدأت داخل السجون في العراق، وساعد في هيكلته عدد من الضباط السابقين في الأجهزة الأمنية العراقية، الأمر الذي جعله أكثر تعقيدا وأصعب في الاكتشاف، ومع صعود التنظيم استغلالًا لحالة الفوضى العارمة في سوريا والعراق أصبحت الحياة ضمن تنظيم داعش تساوى السلطة والمال والزوجات والنفوذ وهى عناصر جذب هائلة بالنسبة للشباب المحبط أو الذي يمتلك فكرة غائمة عن الدين وأفضل أساليب خدمة قضاياه.المزيد

ضريبة الدم.. مصر تواجه الإرهاب
ضحايا هجوم مسجد الروضة الإرهابى

وكأن قدر مصر أن تظل حائط صد ضد موجات إرهابية سوداء تحاول إيقاف قطار التنمية والمستقبل المصرى، وخلال العقد الفائت خاضت مصر معارك ضارية ضد الإرهاب الذي تصاعدت وتيرته بعد الإطاحة بنتظيم الإخوان من الحكم؛ الأمر الذي أشعل فتيل المواجهة بين أجهزة الأمن وخلايا التنظيم والجماعات الإرهابية المساندة له، وخلال هذه المواجهات قدمت مصر عشرات الشهداء من رجال القوات المسلحة والشرطة بالإضافة إلى عشرات الشهداء من المواطنين الذين ضربهم الإرهاب غيلة وخفية، وحتى لا ننسى هذه الحرب الضروس والتضحيات الهائلة نستعرض بشكل سريع أبرز العمليات الإرهابية التي عانت منها مصر خلال العقد الماضى.

يناير 2010- شهد واحدة من أبرز حوادث الإرهاب، والمعروفة إعلاميًا بـ«مذبحة نجع حمادى»، والتى أطلق خلالها مسلّحون النيران عشوائيًا بمحيط كنيسة مطرانية نجع حمادى، خلال الاحتفال بعيد الميلاد، مما أسفر عن استشهاد 7 أشخاص، وأصيب العشرات، ونفد حكم الإعدام في «حمام الكمونى»، (41 عاما)، المتهم بارتكاب المذبحة. وفى العام التالى 2011- استهدف انتحارى كنيسة القديسين في الإسكندرية، خلال احتفال الأقباط بالسنة الجديدة، وهو الحادث الذي راح ضحاياه 23 شخصًا، وأصيب 100 آخرون.

أما مرحلة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى فقد شهدت 11 عملية إرهابية، والذى بدأ حكمه بوقوع أكثر الحوادث الإرهابية عنفًا بمقتل 16 ضابطًا وجنديًا من قوات الشرطة في رفح، في أغسطس 2012، وفى 24 ديسمبر عام 2013 استشهد 13 شخصا غالبيتهم من قوات الشرطة، وأصيب أكثر من 100 آخرين في انفجار سيارة مفخخة استهدف مقر مديرية أمن الدقهلية بمدينة المنصورة.

يقول أحمد كامل البحيرى، الباحث المتخصص في شؤون الإرهاب بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الفترة من 4 يوليو 2013 حتى 7 يونيو 2014، تصاعدت خلالها العمليات الإرهابية عقب ثورة يونيو، وعزل مرسى، وتزايدت معدلات العنف تجاه الكنائس واستهداف الأقباط، وبلغت العمليات الإرهابية نحو 222 عملية، وذلك عقب ما يعرف بـ«مذبحة رفح الثانية»، 19 أغسطس 2013، إذ قتل 25 ضابطًا وجنديًا.المزيد

الإرهاب الأسود يضرب العالم
هجمات باريس الإرهابية عام ٢٠١٥

خلال العقد الماضى، استمر شبح الإرهاب الأسود في مطاردة العالم، وعلى الرغم من التطور التكنولوجى، والمحاولات الكبيرة التي يبذلها رجال الأمن في العالم لمكافحة الإرهاب ومحاولة منعه من المنبع، إلا أنه لا توجد وسيلة ناجحة بنسبة مائة في المائة للقضاء على هذا الخطر، وقبل استعراض عدد من أشهر الحوادث الإرهابية خلال العقد الماضى، يمكن أن نذكر أنه مع بداية هذا العقد، تمكنت الولايات المتحدة من قتل أسامة بن لادن، المطلوب الأول لديها وزعيم تنظيم القاعدة، بعد مطاردته لسنوات، حيث تمكنت قوات النخبة الأمريكية من تحديد موقع اختبائه في أبوت أباد بدولة باكستان، قبل أن تهاجمه وتنجح في قتله مع عدد من مرافقيه، ليعلن الرئيس السابق باراك أوباما نجاح الولايات المتحدة في القضاء على أخطر المطلوبين لديها في قضايا الإرهاب. وقبل أن ينتهى العقد ويلملم أوراقه، نجحت الولايات المتحدة مرة أخرى في القضاء على واحد من أخطر المطلوبين، وهو في هذه المرة «أبوبكر البغدادى»، زعيم ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية، التي ظهرت وسط حالة الفوضى الأمنية والسياسية في العراق وسوريا، ونجحت في جذب آلاف الإرهابيين من أنحاء العالم للسيطرة على مناطق واسعة من العراق وسوريا قبل أن تبدأ العملية العكسية بالقضاء على هذه الدولة، وبعد سنوات من المطاردات أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب في 27 أكتوبر 2019 مقتل البغدادى في عملية عسكرية أمريكية شمال غربى سوريا، ووصف ترامب العملية بأنها «جريئة» وأن القوات الخاصة «أنجزت مهمتها على نحو رائع». ورغم النجاحات الأمنية في إيقاف الكثير من العمليات الإرهابية، إلا أن العالم خلال السنوات العشر الماضية شهد عددًا من الأحداث الإرهابية الدموية التي نستعرض بعضها في السطور التالية:

تفجيرات ماراثون بوسطن

في 15 إبريل 2013 وخلال ماراثون شارك فيه أكثر من 27 ألف شخص بمدينة بوسطن الأمريكية واحتشاد عشرات الآلاف من المتفرجين على جانبى الشارع لمتابعته، وقع تفجيران متتاليان أسفرا عن مقتل 3 أشخاص وإصابة ما لا يقل عن 264 آخرين من العدّائين والمتفرجين والمارة، وقتل أثناء الاشتباك أحد المنفذين، وهما أمريكيان من أصل شيشانى.المزيد

اليمين المتطرف يكشر عن أنيابه
مسيرة لجماعات التفوق الأبيض

شهد العقد الماضى صعودا كبيرا لليمين المتطرف الذي جاء مدفوعاً بالعديد من العوامل، أبرزها تزايد موجات النزوح والهجرة إلى دول العالم الغربى، حيث فجرت أزمة اللاجئين في القارة العجوز بوصول نحو 2 مليون لاجئ معظمهم سوريون إلى أوروبا منذ مطلع العام 2015، أكبر أزمة لدى دول الاتحاد منذ تأسيسه، وأحدثت انقساماً كبيرا بين أعضائه بشأن كيفية استيعاب تلك الأعداد الهائلة من اللاجئين، وهو الانقسام الذي ألقى بظلاله على الساحة السياسية وساهم بشكل كبير في صعود نجم الأحزاب اليمينية المتطرفة المعروفة بعدائها للمهاجرين، كما ساهمت الأزمة المالية العالمية في عام 2008، إضافة إلى فشل القادة الأوروبيين في استيعاب مطالب شعوبهم، في الصعود الملحوظ لهذا الاتجاه السياسى.

وتجلت ملامح الوجه القبيح لليمين المتطرف مع ظاهرة «الإسلاموفوبيا» التي رافقت الصعود إلى سدة الحكم، وما تبع ذلك من استشراء مظاهر العداء والعنصرية والتطرف لدى قطاع من الأوروبيين تجاه الجاليات الإسلامية، ومن هنا تشكلت حركة «أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب»، المعادية للإسلام، ومساعٍ لتشكيل أحزاب وحركات تتبنى فكر اليمين المتطرف في عدد من الدول. على المستوى السياسى استطاعت قوى اليمين المتطرف تعزيز مكاسبها الانتخابية في عدد من الدول مثل السويد والبرازيل وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة.المزيد

انتفاضة نسائية دولية ضد التحرش
مظاهرة نسائية دعمت تحرك «مى تو»

شهد العقد الماضى جدلا واسعا حول قضية التحرش الجنسى والعنف ضد المرأة، ومحاولات مختلفة لمواجهة هذه الظاهرة، ولكن جاء عام 2017، لتأخذ القضية منعطفا تاريخيا، واهتماما غير مسبوق، مدفوعا بالتكنولوجيا الحديثة.. في السطور التالية قصة «هاشتاج» أنصف المرأة، وأخرجها عن صمتها، وغيّر موازين اللعبة السياسية حول العالم.

بدأ كل شىء في يوم الخميس الموافق 5 أكتوبر 2017، حينما خرجت الممثلة، آشلى جود، عن صمتها، متهمة المنتج السنيمائى الأمريكى الشهير، هارفى واينستين، بالتحرش الجنسى بها، وتطور الأمر ليصبح ككرة جليد تنحدر بسرعة شديدة فوق جبل من الاتهامات، حينما أجرت صحيفتا «نيويورك تايمز» و«نيويوركر» تحقيقا مستندا على اتهامات آشلى وكشفا عن مجموعة من الانتهاكات الجنسية، قام بها منتج هوليوود المعروف على مدار عقود وعقود تجاه نساء في الوسط السنيمائى وفنانات مشهورات في بداية مسيرتهن المهنية.

مع نشر التحقيق، أدرك البعض أن أمرا جللا يحدث، لكن لم نعلم إلى أي مدى تصل ضخامة الأمر، ولكن سرعان ما جاءت الإجابة بعد 7 أيام من نشر التحقيق، حينما أطاحت اتهامات التحرش الجنسى برئيس «أمازون ستوديوز»، روى برايس، بعد ادعاءات المنتجة الأمريكية إيسا ديك هاكيت بأنه تحرش بها في عام 2015. «إذا تعرضت للمضايقة أو الاعتداء الجنسى، اكتبى (أنا أيضا) MeToo كرد على هذه التغريدة»، بتلك العبارة القصيرة على حسابها على موقع «تويتر»، شجعت الممثلة أليسا ميلانو ملايين من النساء حول العالم لمشاركة تجاربهن السيئة مع الرجال، خاصة أولئك الذين في السلطة، وأعادت أليسا بهذه التغريدة الهاشتاج الذي بدأته الناشطة الأمريكية تارانا بيرك عام 2006. فعلى شبكة «ماى سبيس» الاجتماعية، بدأت تارانا هاشتاج #Me too كجزء من حملة لتشجيع النساء اللواتى تعرضن للإساءة الجنسية، ولا سيما داخل المجتمعات المنغلقة على عدم الخوف من رواية قصتهن، وقالت بيرك، إنها استلهمت استخدام هذه العبارة بعد عدم مقدرتها على الرد على فتاة في الـ13 من عمرها، أكدت لها أنها تعرضت لاعتداء جنسى، تمنت بيرك في وقت لاحق لو أنها ردت ببساطة على الفتاة قائلة «أنا أيضًا».المزيد

التغير المناخى.. القاتل الصامت
حرائق هائلة في غابات الأمازون - صورة أرشيفية

«إن السنوات العشر الماضية كانت على الأرجح أكثر العقود سخونة منذ بدء تسجيل درجات الحرارة في عام 1850»، هكذا ذكر تقرير صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) التابعة للأمم المتحدة، ليوضح بجلاء التغيير الكبير في الحالة المناخية بالكرة الأرضية خلال العقد الماضى، والذى كان الإنسان هو المتسبب الأول فيه.

قال التقرير إن تغير المناخ كان السبب الرئيسى وراء تفشى الجوع في العالم خلال السنوات العشر الماضية، ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة يعانى 820 مليون شخص في العالم من الجوع، أما المحيطات التي تتأثر بنحو 90% من الحرارة الزائدة التي تنتجها الغازات الدفيئة، فهى الآن في أعلى درجات الحرارة، وقال التقرير إن مياه البحر أكثر حمضية بنسبة 25% عما كانت عليه قبل 150 عاما، كما وصلت مستويات ثانى أكسيد الكربون في الغلاف الجوى إلى رقم قياسى بلغ 407.8 جزء في المليون في عام 2018 واستمرت في الارتفاع في عام 2019.

ويقول الخبراء إن ثانى أكسيد الكربون يمكن أن يكون مدمرًا لأنه يمكن أن يبقى في الجو لمئات السنين وفى المحيطات لفترة أطول.المزيد

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية