مع انتشار مرض «الحمى القلاعية»، تشهد أسواق الماشية انخفاضًا ملحوظًا في الأسعار، وعلى مدار الأيام القليلة الماضية، كان إعلان وزارة الزراعة تحصين العديد من المواشي خلال حملات في كافة المحافظات له أثرًا كبيرًا على هذا القطاع.
ويعتبر هذا المرض الأكثر عدوى، حيث ينتقل من الحيوانات المصابة إلى السليمة عن طريق مباشر أو غير مباشر، نتيجة الملامسة لمواد ملوثة بالفيروس، وتصيب الحمى الأبقار والأغنام والفيلة والماعز، كما أنه يصيب الحيوانات البرية كالغزلان، ويمكنه إصابة الحيوانات ذات الخف كالجمال والأفيال، أما الخيول فلديها مناعة ضد هذا المرض.
من جانبه، أكد الدكتور محمود أبوالعلاء، طبيب بيطري، في تصريحات لـ«المصري اليوم»، الخميس، أن «هذا المرض يتسم بالأهمية من حيث آثاره على التجارة، وما يخلفه من خسار مادية، لأنه يودى إلى خفض إنتاج الألبان، وتباطؤ معدل نمو الماشية، وينتقل الفيروس بواسطة العلف الملوث بالفيروس، أو من خلال الهواء»، مشيرًا إلى أن «الفيروس عبارة عن فقاعة مائية تودى إلى ارتفاع درجة حرارة الحيوان المصاب، ويفرز الفيروس في اللعاب واللبن والبراز، وتتورم شفة الحيوان المصاب، وتنتشر الفقاعات في الفم والبلعوم واللثة، وعادة ما تنفجر وتترك قرحًا ملتهبة، تودى إلى عدم قدرة الحيوان على تناول العلف».
وأضاف «أبوالعلاء»: «يظهر الفيروس أيضًا على الأقدام في شكل فقاعات، فتؤدى إلى الالتهاب والتقرح، وتظهر حويصلات بين الأظافر، ما يصيب الحيوان بصعوبة في المشي والحركة».
ويقول الحاج رفاعي أمين، أحد تجار الماشية، لـ«المصري اليوم»، إن «عددًا كبيرًا من المربيين يلجأون لبيع الماشية بعد إصابتها بالحمى القلاعية في الأسوق بأسعار تتراوح بين 8 و10 آلاف للرأس الواحدة، رغم أن سعر الماشية السليمة تتراوح بين 20 و30 ألف للرأس، لتقليل الخسائر، خاصة وأنهم ينفقون مبالغ كبيرة على شراء الأدوية، لعلاجها».
وأضاف «رفاعي»: «المربى لم يعد يقدر على شراء الأعلاف، خاصة بعد وصول سعر الطن إلى 5500 جنيه، والفيروس يؤدي إلى ضعف في إنتاج الألبان»، مشيرًا على أن «سعر الماشية لم يعدى يغطى تكاليف تربيتها، وظهور المرض يؤدى إلى حالة ركود شديد في البيع، ويتسبب في خسائر مادية كبيرة».
*تم نشر هذه المادة بالتعاون مع مركز «المصري اليوم» للتدريب