استعانت أجهزة الأمن بـ«رسام» لرسم صورة تقريبية للمتهمين، وذلك بعد أن استجوب رجال المباحث ابن القتيل ووصف المتهمين وشرح معلومات متعلقة بالطول والعرض وملامح وجهيهما. قال مصدر أمنى فى الجيزة لـ«المصرى اليوم» إن المتهمين لم يقتلا الطفلين الصغيرين واكتفيا بتوثيقهما، مما يؤكد أنهما «مجهولان» للأسرة وأنهما لا يترددان نهائيا على الأب والأم. وشرح المصدر أن ارتباك المتهمين عقب قتل الضحيتين ورغبتهما فى سرقة الشقة «كتبا عمرا» للطفلين بدلا من قتلهما ليلحقا بوالديهما.
وتلقت نيابة حوادث جنوب الجيزة تقرير الطب الشرعى المبدئى الخاص بمقتل مقاول وزوجته على أيدى مجهولين فى الطالبية، أفاد التقرير بأن المقاول تلقى رصاصة أسفل الأذن واستقرت فى الرأس وأصيب بطعنتين نافذتين فى الرقبة، وتبين أنهما تسببا فى الوفاة، وأضاف التقرير أن الوفاة نتجت عن هبوط حاد فى الدورتين الدموية والتنفسية وتوقف عضلة القلب. وشرح التقرير أن الزوجة لقيت مصرعها إثر تلقيها طعنة ذبحية فى الرقبة بعمق 7 سنتيمترات.
تجرى التحقيقات بإشراف المستشار مجاهد على مجاهد، المحامى العام لنيابات جنوب الجيزة، وباشر التحقيق وانتقل للمعاينة محمود عبود وأسامة الشيمى، وكيلا أول النيابة. وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة وأمرت بتحديد هوية المتهمين وضبطهما ومعرفة سبب الجريمة.
كشفت تحريات أمن الجيزة بإشراف اللواءين عابدين يوسف مساعد الوزير، وكمال الدالى، مدير الإدارة العامة للمباحث، أن القتيل علاقته طيبة بجيرانه وأصدقائه وأقاربه وأن عائلته فى الصعيد لا ترتبط بخصومة ثأرية مع عائلات أخرى، وأنه يعمل فى مجال المقاولات.
وأضافت التحريات أن المتهمين بارتكاب الجريمة يعرفان تحركات القتيل ويرصدان خطواته لأنه صرف شيكا من أحد البنوك قبل الجريمة بيوم واحد وأن المتهمين المجهولين «حتى الآن» توجها لمنزل القتيل للاستيلاء على المبلغ بالقوة.
ويكثف فريق المباحث بإشراف العميدين فايز أباظة وجمعة توفيق، البحث لكشف غموض الحادث، ويفحص الفريق، الذى يضم 20 ضابطا، أقارب القتيل وجيرانه فى السكنين القديم والجديد، وكذلك السائقون الذين كان يتعامل معهم الضحية حسب طبيعة عمله كمقاول، وكذلك فحص التجار الذين كان يشترى منهم الخامات ومواد البناء، وأعاد ضباط المباحث استجواب ابن القتيل «محمد - 7 سنوات»، الذى أدلى بمواصفات المتهمين، وقال الطفل لرجال المباحث إن المتهمين حضرا إلى الشقة ما بين الخامسة والثامنة من مساء الأربعاء الماضى وأنهما أوثقا والدته من يديها وقدميها وأوثقاه وشقيقته على بعد خطوات منهما.
وأضاف الابن لرجال المباحث أن المتهمين سألا والدته عن مكان إخفاء أموال، وردت بأنها لا تعلم شيئا عنها، وأنها لا تملك سوى 50 جنيها، وقال إن والده حضر وفوجئ بالمشهد، وحدثت مشادة كلامية بينه وبين المتهمين، وعندما حاول فك القيود عن زوجته وطفليه عاجله المتهم بطلقتين جاءت الأولى فى الهواء وأصابته الثانية فى رأسه.
وشرح الشاهد الوحيد على الجريمة أن أحد المتهمين طعن والده فى رقبته ليسقط على الأرض وتسيل منه الدماء وتتوقف حركته.وأضاف أن المتهم نفسه طعن والدته فى رقبتها لتسقط بجوار والده.وعن تصرفه بعد الجريمة، قال الابن: «فكيت الحبل أنا وأختى ونزلنا الشارع، وكنا بنعيط وسواق تاكسى قابلنا فى الشارع وسلمنا للقسم».