قال أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن النظام الدولي يمر بمرحلة تحول عميق على صعيد العلاقات بين القوى الكبرى، واحتمالات التنافس أو الصراع بينها، وأن الانسحاب الأمريكي من القيادة العالمية يؤدي إلى الكثير من الاضطراب في عدد من الأقاليم، ومن بينها المنطقة العربية.
أضاف الأمين العام لجامعة الدول العربية، خلال كلمته أمام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، الأربعاء، أنه «على العرب أن يقرأوا هذه المتغيرات بإمعانٍ شديد من أجل استخلاص النتائج، واستشراف المستقبل».
وتناول «أبوالغيط» التعقيدات المختلفة التي تثيرها قضية الهجرة، خاصة في ضوء ما تُثيره من استقطاب سياسي حاد في المجتمعات الغربية، وكذا في ظل حاجة هذه المجتمعات، وغيرها من الاقتصادات المتقدمة في اليابان والصين، إلى مهاجرين شباب من أصحاب المهارات العالية لسد فجوة المهارات لديها في ضوء شيخوخة سكانها المتسارعة، وما يُمكن أن يؤدي إليه ذلك من نزيف أكثر للعقول والكفاءات العربية، مؤكداً أن نحو 100 ألف من العلماء والمهندسين والأطباء والخبراء يهاجرون كل عام من ثمانية اقطار عربية، الأمر الذي ينعكس سلباً على جهود التنمية في العالم العربي.
وأكد «أبوالغيط» أن التغير المناخي ستكون له تأثيرات خطيرة على المنطقة العربية، خاصة في ضوء كونها أكبر منطقة عجز غذائي في العالم، وكونها تحصل على أغلب غذائها واحتياجاتها المائية من خارجها.
وأشار الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى أن العالم العربي يحتاج استراتيجيات غير تقليدية في مواجهة هذه الأوضاع المستجدة وغير المسبوقة، مؤكداً الحاجة إلى الخيال في التصور والجرأة في الفعل، ومشددا ًعلى نحو خاص على حاجة الدول العربية إلى الاتفاق على أولويات أمنها القومي توطئة لصياغة رؤية أمنية مشتركة تقوم على في الأساس على الاعتماد على الذات، بالأخص في مواجهة الأطماع الإقليمية، من جانب كل من إيران وتركيا وإسرائيل، والتي تُشكل تهديداً للأمن القومي العربي في مجموعه.
واشار «أبوالغيط» في ختام محاضرته إلى أن الإمارات العربية المتحدة قدمت نموذجاً يستحق الذكر والإشادة في التعامل مع المتغيرات وقراءة المستقبل، والتحرك بجرأة وحكمة في نفس الوقت، سواء على الصعيد الداخلي أو في سياستها الخارجية.