أجرت الدكتورة نادية خضر، رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحرى، جولة تفقدية لمعاينة أعمال الحفائر والتنقيب التي تجرى بموقعى تبة مطوح وجبل الزيتون في القبارى التابعتين لإدارة غرب الأثرية، والتى تخضعان لاستكمال أعمال التنقيب والحفائر من خلال بعثتين مصريتين تابعتين لوزارة الآثار.
وقال مصدر مسؤول بقطاع الآثار المصرية، لـ«المصري اليوم»، إن «خضر» زارت الموقعين للاطمئنان على سير العمل بهما خاصة أعمال الحفائر ومعدلات التنفيذ، مشيدة بالجهود المبذولة من قبل البعثتين في الموقعين، ووجهت الشكر لرئيسى البعثتين وأعضاؤهما، حيث رافقها خالد أبوالحمد مدير عام منطقة آثار الإسكندرية، وفريق من العاملين في البعثتين.
وأضاف المصدر أن البعثتين تستكملان مواسمهما السابقة، حيث أعلنتا عن اكتشافات جديدة في الموقعين في الموسم الماضى، ففى موقع تبة مطوح نجحت البعثة الأثرية التابعة لمنطقة آثار الإسكندرية، في الكشف عن مجموعة من العناصر الأثرية المتنوعة والتى ترجع للعصرين اليونانى والرومانى أهمها مجموعة من الجدران المترابطة، والتى تعددت طرق البناء والتصميم لها، وعدد كبير من الأفران استخدمت لإعداد الطعام، وعثر على عظام لطيور وأسماك حيث كانت المنطقة تستخدم في العصرين اليوناني والروماني كمنطقة صناعية وتجارية إلى جانب استخدامها كجبانة.
وأشار إلى أن البعثة المصرية عثرت في موقع جبل الزيتون، في موسمها الماضى، على مقابر جماعية منحوتة في الصخر عبارة عن وحدات معمارية منفصلة، تتكون كل وحدة من سلم يؤدى إلى قاعة صغيرة ربما كانت تستغل كاستراحة للزوار، ثم فناء مربع مفتوح يحيطه فتحات للدفن، بالإضافة إلى صهريج للأغراض الجنائزية واستخدامات الزوار من اهل المتوفى من المرجح ان تكون المقابر قد استخدمت لفترات زمنية طويلة وكانت تخص الطبقات الفقيرة من المجتمع، وبها طبقات ملونة من الملاط ذات زخارف وطبقات ملاط بسيطة لا تحتوى على أي زخارف بما يعكس الظروف الاقتصادية للمجتمع، كما تم الكشف عن العديد من أواني المائدة التي كان يستخدمها أهل المتوفى وقت الزيارة، بالإضافة إلى مسارج للإضاءة عليها زخارف مميزة منها حيوانات تأكل أو ترضع صغارها وأواني زجاجية وفخارية عثر عليها في الدفنات كقرابين مع المتوفى وأمفورات للدفن، بالإضافة إلى قطع دائرية من الفخار عليها زخارف بارزة لبعض فتيات ربما راقصات، وهياكل عظمية في حالة فوضى بسبب ما تعرض له الموقع من تدمير في ثلاثينات القرن الماضي أثناء عمل السكة الحديد على يد الإنجليز وفيما بعد بسبب غارات الحرب العالمية الثانية.