«الوجبات السريعة والعادات الغذائية الغربية والتدخين وشرب الكحوليات واستخدام الأسمدة الكيماوية الضارة تسبب الإصابة بسرطان القولون»، حسب تأكيدات أطباء أورام، والذين حذروا من تزايد الإصابة بـ«سرطان القولون» خلال السنوات العشر الماضية، مؤكدين وصول نسبة الإصابة بالمرض إلى 12% من الأمراض السرطانية المكتشفة فى مصر، طبقاً للدراسة التى أعدها مركز الأورام بمحافظة الغربية.
عن أسباب الإصابة بمرض سرطان القولون، قال الدكتور مصطفى الصيرفى، أستاذ علاج الأورام بمعهد الأورام: «نمط الغذاء الغربى القائم على الوجبات السريعة من أهم أسباب الإصابة بسرطان القولون، وهناك ارتباط قوى بين النظام الغذائى والتدخين وشرب الكحوليات والوزن والإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وتحدث الإصابة نتيجة الإفرازات غير الصحية التى تتعلق على جدار القولون وقد تكون الإصابة نتيجة تحورات فى زوائد قولونية لاستعداد جينى للمواد المسرطنة».
وأضاف متحدثاً عن أعراض المرض: «تتشابه أعراض المرض فى المراحل المبكرة مع أعراض اضطرابات الجهاز الهضمى، فيحدث إسهال ثم إمساك أو العكس لفترات تصل إلى شهر أو وجود دم من الشرج أو انتفاخ فى البطن غير مستجيب للعلاج التقليدى، ويجب مع حدوث هذه الحالات أن يتم زيارة الطبيب».
وتطرق الأطباء إلى أهمية الاكتشاف المبكر للمرض خلال المؤتمر الأول لجمعية سرطان القولون والجهاز الهضمى، الأسبوع الماضى، وأكد الدكتور طارق هاشم، أستاذ علاج الأورام بجامعة المنوفية، أن أهم مرحلة فى العلاج هى الكشف المبكر، وشدد على ضرورة أن يفحص الشخص نفسه بشكل دورى، لأنه يمكن اكتشاف الأورام الحميدة وإزالتها قبل أن تتحول إلى ورم سرطانى. وأضاف أن الاكتشاف المبكر يتم عن طريق تحليل الدم الكامن فى البراز، ومنظار قولونى وذلك على فترات دورية.
وعن طرق العلاج قالت الدكتورة وفاء المتناوى، أستاذ الباثولوجى بطب قصر العينى جامعة القاهرة: «العلاج الكيميائى الموجه لمرضى سرطان القولون المنتشر أو المتقدم أصبح يعتمد على بيولوجيا الورم وليس المريض فقط، ويستهدف الخلايا السرطانية، ويقلل من المضاعفات التى يسببها الدواء الكيماوى على الخلايا السليمة، وتم استحداث تحليلات بيولوجية حديثة تعرف بـ«كيراس» ولا يتعدى سعرها 1000 جنيه وبناء على إيجابية هذا التحليل أو سلبيته يتحدد العلاج بالأدوية الموجهة ومدى الاستفادة منها». وأضافت: «علاج سرطان القولون يعتمد أيضاً على العلاج الإشعاعى ثم العلاج الكيميائى فى بعض الحالات، وتزيد من نسب استجابة المريض للعلاج سواء إذا تم منح الدواء مفرداً أو مع العلاجات الكيميائية التقليدية».
وطالبت «المتناوى» بضرورة تعميم التحليل البيولوجى على كل المستشفيات، مع تخفيض سعره فى حالة تبنى وزارة الصحة استخدامه، لأنه يحدد الخطة العلاجية لمريض سرطان القولون، مما يوفر النفقات والجهد ويرفع نسب الشفاء، على حد قولها.