بينما كانت الأحداث السياسية في مصر تشتد في أعوام ما بعد يناير 2011، كان محمد منار عنبة يخطو واحدة من خطواته المهمة داخل وزارة الطيران المدني، ليتم تعيينه مساعدًا لوزير الطيران، في أول منصب مستحدث بقطاعات الوزارة، للمشاركة في أداء بعض المهام الخاصة بصناعة النقل الجوي.
الآن يبدأ «عنبة» فصلا جديدا من حياته المهنية، كوزير لحقبة الطيران المدني، خلفًا للفريق يونس المصري.
يستند «عنبة» إلى تاريخ من العمل داخل الوزارة، أهم فصوله حين تولى رئاسة أكاديمية شركة مصر للطيران للتدريب، ليشهد المركز طفرة في الأداء، من 2013 حتى 2017، تم تتويجها باجتياز تفتيش المنظمة العالمية للطيران المدني «الإيكاو»، الذي أجرته المنظمة لتقييم معايير الجودة على البرامج والأنشطة التدريبية، التي تقدم داخل مركز التدريب للتأكد من مطابقتها للمواصفات ومتطلبات الإيكاو.
المنظمة، التي أشرفت على تقييم المركز، فتشت على أنشطة تدريب الطيارين والمهندسين، وأطقم الضيافة الجوية، والتدريب والموارد البشرية، وكذلك قاعات التدريس ومؤهلات المحاضرين، ونظم الامتحانات للوقوف على مدى جودة الدورات التدريبية المقدمة.
«الإيكاو» لم تكن أول نجاح يحققه المركز تحت إدارة «عنبة»، إذ اجتاز المركز في عهده تفتيش الوكالة الأوروبية للسلامة والطيران (الإيازا).
ولعل الجائزة الأهم التي حصل عليها الوزير، المتوقع تأديته القسم أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال الساعات القليلة المقبلة، هي جائزة أفضل أكاديمية تدريب على أعمال الطيران في القارة الأفريقية لعام 2013، لما تضمه الأكاديمية من أحدث البرامج التدريبية وأجهزة الطيران التمثيلى لتدريب الطيارين، وتشمل طرازات الإيرباص- A320 A330 -A340 وبوينج B777/ B737-800، وكذلك أجهزة تدريب الضيافة الجوية على جهاز الطوارئ CEET، وتقديم الخدمة على جهاز CST، بالإضافة إلى تدريب مهندسي صيانة الطائرات الحديثة على العديد من الطرازات، والذي يتم على أعلى مستوى من الجودة.
انتهج «عنبة» نظامًا يعمل على تأهيل 14 مصممًا ومطور برامج تدريب عن طريق أحد خبراء التدريب بالبرنامج العالمي لتدريب الطيران بمنظمة «الإيكاو»، وبرنامج TRAINAIR Plus.
كما أعد خطة جرى تنفيذها لتطوير البرامج التدريب بالأكاديمية، طبقًا لأحدث أساليب تحديث البرامج التدريبية والمعتمدة من «الإيكاو»، وذلك لرفع مستويات الأداء بشركة مصر للطيران المتعلقة بالسلامة الجوية وخدمة العملاء.
لم يعتمد «عنبة» على تدريب الطيارين ومطوري البرامج فقط، أثناء توليه رئاسة المركز، وإنما بدأت الأكاديمية في عهده إعادة تأهيل طلبة الجامعات، أثناء الإجازة الصيفية، لتشمل مجالات التنمية البشرية والجودة وصيانة الطائرات والسياحة والطيران، وغيرها من الدورات التي تعمل على إعداد الطلاب لسوق العمل.
إلى الدول العربية والإفريقية، امتد عمل المركز في استراتيجية مختلفة أقرها «عنبة»، ليقدم خدماته لعدة شركات، مثل الخطوط الجوية الإثيوبية، والكينية، والزيمبابوية، والسودانية، والإريترية، والليبية، والسورية، والعراقية، والسعودية، بالإضافة إلى شركات أخرى في شبه القارة الهندية.
مع نهاية العام 2017، انتهى عمل «عنبة» في مركز التدريب، ليختفي عن الأنظار، ثم يتربع اسمه مؤخرًا على قائمة المرشحين لتولي حقبة «الطيران المدني».