دخل المنتخب السوداني بطولة الأمم الأفريقية في نسختها الثامنة والعشرين للمرة السابعة في تاريخه، كأحد أبطال القارة السمراء، وواحد من أعرق البلاد التي استضافت المسابقة الإقليمية الأكبر، أملا في تحقيق نتائج مشرفة تمحو الانتكاسات الطويلة التي استمرت لأكثر من 30 عامًا ابتعد فيها عن المشاركة في النهائيات حتى عاد أخيرًا في غانا 2008 لكنه خرج صفر اليدين من الدور الأول ثم عاد ليغيب من جديد في أنجولا 2010.
ويأمل الجيل الحالي لمنتخب «صقور الجديان» في سطر تاريخ معاصر يليق بمكانة السودان، الذي استضاف أول بطولة أفريقية عام 1957، وتُوج باللقب مرة وحيدة عام 1970 على حساب غانا، وسبق له إحراز الميدالية الفضية مرتين في1959 بالخسارة أمام مصر و1963 بالخسارة أمام غانا.
وتأهل السودان لأمم أفريقيا ضمن أفضل منتخبين احتلا المركز الثاني في عشر مجموعات، برفقة متصدر مجموعته غانا الذي نافسه على الصدارة حتى الجولة الأخيرة، ليصبح رابع منتخب عربي يصل للنهائيات مع تونس وليبيا والمغرب، فيما غاب صاحبا المنصة في البطولة الماضية، مصر والجزائر عن فعاليات النسخة الأفريقية التي ستقام في الفترة من 21 يناير وحتى 12 المقبل.
وحقق السودان نتائج رائعة في التصفيات بداية بفوزه على الكونغو 2-0 ثم تعادله خارج ملعبه مع غانا، وصيف النسخة الماضية بدون أهداف، وفوزه على سوازيلاند ذهابا 3-0 وعودة 2-1 ثم فوزه من جديد خارج الديار على الكونغو1-0 قبل خسارته الوحيدة على أرضه في الجولة الأخيرة أمام غانا 0-2.
وحصد السودان خلال التصفيات 13 نقطة، وهو رصيد كبير مقارنة بفرق أخرى تأهلت للنهائيات بصفتها أوائل مجموعاتها.
وربما تكون أقصى أماني المنتخب السوداني في البطولة الأفريقية هي اجتياز الدور الأول مع تسجيل هدف، حيث كان آخر هدف سجله أبناء الخرطوم في بطولة عام 1976 بإثيوبيا وأحرزه علي قاقارين في مرمى زائير، وكانت هذه آخر مشاركة لـ«صقور الجديان» قبل العودة مع الجيل الحالي.
ويقود السودان المدرب الوطني محمد عبد الله مازدا، الذي سبق أن حقق معه إنجاز التأهل لنهائيات غانا 2008، لكنه خرج خالي الوفاض بثلاث هزائم نظيفة أمام زامبيا 0-3 ونفس النتيجة أمام كل من مصر والكاميرون.
وضم مازدا في قائمته الرئيسية أسماء 23 لاعبًا جميعهم من المحليين، ليصبح المنتخب الوحيد الذي يخوض البطولة القارية بدون أي لاعب محترف، كما ضمت القائمة أسماء 19 لاعبا من الهلال والمريخ قطبي السودان.
ويعول المدرب كثيرًا على نجمي المنتخب، المخضرم هيثم مصطفى كرار لاعب «الهلال» وقائد المنتخب، خاصة بعد عودته من الإصابة وعودة المياه لمجاريها مع مدربه، ونفس الحال على زميله بالفريق، المهاجم مدثر كاريكا، الذي يتميز بالقوة والسرعة اللازمين لهز الشباك، خاصة أنه فاز مؤخرًا بلقب هدّاف البطولة الأفريقية للمحليين الماضية التي احتل فيها منتخب بلاده المركز الثالث، إضافة للعناصر الشابة مثل المهاجم محمد شيخ الدين، النيل الحصاحيصا، ولاعب الوسط نزار حامد، الهلال.
بينما غاب عن القائمة كل من عمر بخيت وبكري عبد القادر، الهلال، لتعرضهما للإصابة.
واستعد المنتخب السوداني للبطولة الأفريقية بإقامة معسكر في قطر، خاض فيه مباريات ودية مع فرق محلية، قبل أن يخسر من تونس وديا بثلاثية نظيفة، لتصف الصحف المحلية الهزيمة بأنها فضيحة ودلالة غير مبشرة قبل انطلاق البطولة.
وعاد السودان ليخسر في ضيافة السنغال بهدف نظيف في ودية جديد بداكار، قبل مواجهة الجابون الأخيرة، وذلك قبل خمسة أيام من انطلاق البطولة التي تستضيفها الأخيرة مع غينيا الاستوائية.
ويلعب المنتخب السوداني في المجموعة الثانية مع منتخبات قوية وهي كوت ديفوار وأنجولا وبوركينا فاسو.
وسيبدأ السودان مشواره في البطولة بملاقاة أحد أبرز المرشحين لإحراز اللقب، وهو منتخب كوت ديفوار يوم الأحد 22 يناير، قبل أن يلعب مع أنجولا الخميس 26 يناير، ثم يختتم المجموعة بلقاء بوركينا فاسو الإثنين 30 من الشهر ذاته.