شهد مجلس الوزراء، السبت ، وقفتين احتجاجيتين، حيث تظاهر المئات من العاملين بشركة المقاولون العرب، لمطالبة الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، بعدم قبول استقالة المهندس إبراهيم محلب، رئيس الشركة، وتظاهر العشرات من أصحاب المعاش المبكر بشركة أسمنت طرة وحلوان، للمطالبة بتنفيذ حكم محكمة جنوب القاهرة الابتدائية، الخاص بتوزيع الأرباح المجمدة، وتسوية حقوقهم.
قال محمود على، أحد عمال شركة المقاولون العرب، إنهم جاءوا من فروع الشركة بالمحافظات المختلفة لمطالبة المشير حسين طنطاوى، رئيس المجلس العسكرى، والدكتور شرف، بعدم قبول استقالة محلب، التى تقدم بها مساءالجمعه ، بسبب الإنجازات التى تحققت للشركة منذ توليه رئاسة مجلس إدارتها، وهو ما أدى إلى زيادة رواتب المهندسين والعاملين.
ورفع المتظاهرون عدة لافتات لمناصرة محلب، منها «العاملون بفروع البحر الأحمر وأسيوط وجنوب الوادى.. حفاظًا على الاستقرار واستكمالاً لمسيرة الإنجازات نطالب ببقاء المهندس محلب»، مرددين هتافات: «اوعى تمشى الله يخليك شباب الشركة محتاج ليك»، و«ولا يهمنا.. محلب عندنا».
وقالت مصادر مطلعة بالشركة لـ«المصرى اليوم» إن «شرف» رفض استقالة محلب نهائيا، وأرجعت ذلك إلى الأعمال التى تفقدها رئيس الوزراء بنفسه خلال جولاته فى عدد من الدول العربية والأفريقية خلال الفترة الأخيرة، منها مشروعان فى الكويت باستثمارات تصل إلى 11 مليار جنيه، مشيرة إلى أن «شرف» أصر على استكمال محلب مسيرته الناجحة فى الشركة، خاصة أن مصر تحتاج العديد من المشروعات الاستثمارية خلال المرحلة المقبلة.
ولم تقف المظاهرات للمطالبة ببقاء «محلب» عند مجلس الوزراء فقط، وإنما تظاهر أيضا المئات من العاملين فى فرع الشركة بمحافظة الإسكندرية، بعد الاتفاق مع زملائهم على مستوى فروع المحافظات للتظاهر ورفض الاستقالة، وذلك حفاظا على استقرار الشركة فى الوقت الحالى.
وقال أحد الموظفين المحتجين أمام مجلس الوزراء إن الرافضين لوجود محلب فى الشركة لا يتعدوا أصابع اليد – على حد قوله، بينما رفض أيمن نبيل، اعتبار محلب من فلول الحزب الوطنى المنحل، بالرغم من انتمائه للحزب من قبل، مستدركا أن محلب يعمل بكفاءة ووطنية لا مثيل لهما، ومن الخطأ خلط الأوراق ببعضها، وأن انتماءه السياسى لم يؤثر يوما على عجلة الإنتاج بالسلب.
وكان محلب قد تقدم باستقالته، أمس الأول، إلى مجلس الوزراء، لشعوره بالضيق من الانتقادات التى وجهت إليه، على اعتبار أنه من فلول الحزب الوطنى، وحاولت «المصرى اليوم» الاتصال به طوال اليوم أمس، إلا أنه أغلق هاتفه المحمول.
بينما تظاهر العشرات من أصحاب المعاش المبكر بشركة أسمنت طرة وحلوان لمطالبة المجلس الأعلى للقوات المسلحة والدكتور شرف، بتنفيذ حكم المحكمة فى الدعوى رقم 4271 لسنة 2008، والصادر بجلسة 19 يوليو 2010، بمحكمة جنوب القاهرة الابتدائية، بتوزيع الأرباح المجمدة والمقررة بمليار و70 مليون جنيه، وتسوية حقوق الخارجين على المعاش المبكر على حساب آخر سنتين، وليس مجموع آخر 5 سنوات كما يريد أصحاب الشركة.
والتقى الدكتور على السلمى، نائب رئيس الوزراء للتنمية السياسية والتحول الديمقراطى، وفدا من ممثلى العاملين المحالين للمعاش المبكر وبحث مطالبهم بتطبيق الحكم الصادر لبعضهم على جميع العاملين بالشركتين فى الموقف نفسه، ووعدهم بدراسة عاجلة لمطلبهم مع وزارتى العدل والقوى العاملة ودراسته أيضا مع ممثلى الإدارة فى الشركتين.
وأمام وزارة التربية والتعليم، استمر الاعتصام المفتوح للعشرات من المطالبين بتغيير المسمى الوظيفى، لليوم الخامس على التوالى، بينما أعلن أوائل الخريجين عن تنظيم وقفة احتجاجية غدا «الإثنين» أمام مجلس الوزراء، لتنفيذ قرار شرف بتعيين الـ20 من الأوائل منذ 2003 وحتى الآن.
فيما سادت حالة من الانشقاق بين العاملين بالطيران المدنى الذين يهددون بالبدء فى تنفيذ اعتصامهم غدا الإثنين أمام مبنى وزارة الطيران المدنى، ويرى فريق ضرورة أن يتم الضغط على الوزارة بتوقيف العمل بالمطار لكى تستجيب لمطالبهم، والتى يأتى فى مقدمتها إقالة الطيار محمد فتحى فتح الله، رئيس الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية، الذى وجه لهم وابلا من السباب والشتائم ووصفهم بأنهم «أولاد كلب، وبهائم» ـ على حد زعمهم.
أما الفريق الآخر، الذى يمثل الغالبية العظمى، فيرى أن الإضرار بالعمل وتوقيف حركة المطار والسفر يعتبر خيانة واعتداء على سيادة الدولة والنظام العام، وأن السبيل الوحيد أن ينتظروا الوعود التى أخذها اللواء رضا حافظ قائد القوات الجوية، وعضو المجلس الاعلى للقوات المسلحة، على نفسه قبل 3 أيام.