قد يكون دونالد ترامب ثالث رئيس أمريكي يخضع للمساءلة في مجلس الشيوخ تمهيدًا لعزله، بعد أن بدأ مجلس النواب مناقشة تاريخية، الأربعاء، لاتهامه بـ«استغلال السلطة» و«عرقلة عمل الكونجرس».
اتهام ترامب بـ«استغلال سلطته» يتأسس على ضغوط مارسها على أوكرانيا من أجل التحقيق مع منافسه السياسي جو بايدن، الساعي لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2020.
وترامب متهم أيضًا بـ«عرقلة عمل الكونغرس» في التحقيق في هذا الأمر، بينما ينفي الرئيس الجمهوري ارتكاب أية مخالفات، ويندد بالتحقيق ومن ثم التصويت على إجراءات عزله، واصفًا الأمر بـ«الانقلاب».
وداخل الكونجرس، قد يرفض بعض الديمقراطيين مساءلة ترامب، لكن عددهم لن يكون كافيًا لتهديد إقرار التهمتين المنسوبتين إليه، وسيظل الرئيس في منصبه حتى إعلان نتيجة محاكمته أمام مجلس الشيوخ.
ومن المرجح أن يواجه ترامب مساءلة في مجلس الشيوخ لتحديد ما إذا كان يتعين إدانته وعزله، ويتوقع زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، أن تبدأ المحاكمة في أوائل يناير المقبل.
وإذا أقر الكونجرس المساءلة فإنه سيختار بعض النواب المسؤولين عن تقديم تحقيق المساءلة لتمثيل القضية التي سيتم رفعها على ترامب أمام مجلس الشيوخ، ومن المتوقع أن يقع الاختيار على أعضاء اللجنة القضائية.
وربما يقع الاختيار أيضًا على أعضاء لجنة المخابرات في الكونجرس، وهي اللجنة التي قادت تحقيق المساءلة، ويأمل كثير من النواب أن يقع عليهم الاختيار في هذه المهمة التاريخية، حسب «رويترز».
بينما يسيطر الديمقراطيون على الكونجرس، فإن رفاق ترامب الجمهوريين يهيمنون على مجلس الشيوخ البالغ عدد أعضائه 100، ولن تتم إدانة ترامب إلا بموافقة ثلثي الأعضاء الحاضرين على الأقل عبر التصويت.
إدانة ترامب تتطلب تأييد 20 من إجمالي 53 عضوًا جمهوريًا بمجلس الشيوخ، وسيرأس رئيس المحكمة الأمريكية العليا، جون روبرتس، محاكمة ترامب أمام المجلس، وفيها سيقدم الديمقراطيون الممثلون للكونجرس قضيتهم ضد الرئيس.
وسيرد فريق ترامب القانوني على الاتهامات في حضور أعضاء مجلس الشيوخ بصفتهم محلفين، وربما تتضمن المحاكمة شهادات من شهود وجدول محاكمة مرهقًا قد يمتد إلى 6 أيام أسبوعيًا ولمدة تصل إلى 6 أسابيع.
ويقول زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، إن المجلس ربما يتبنى خيارًا يتيح أجلًا أقل بالتصويت على بنود المساءلة، بعد بدء المحاكمة دون طلب شهود، ولا تزال هذه المسألة قيد البحث مع البيت الأبيض.
وحال صدور قرار عزله قد يصبح ترامب ثالث رئيس يطلق مجلس النواب إجراءات عزله بعد آندرو جونسون عام 1868 وبيل كلينتون عام 1998، بينما استقال ريتشارد نيكسون قبل تصويت مجلس النواب على إطلاق إجراءات عزله عام 1974.
وأطلق الديمقراطيون إجراءات عزل ترامب، نهاية سبتمبر، بناء على المحادثة التليفونية التي أجراها مع نظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، 25 يوليو الماضي، وطالبه فيها بالبحث عما يدين منافسه الديمقراطي «بايدن» في معركة الرئاسة المزمعة 2020.