x

السيسي: ليبيا دولة معبر.. والأوضاع هناك تمس الأمن القومي المصري

الأحد 15-12-2019 19:21 | كتب: محسن سميكة |
كلمة السيسي في منتدى شباب العالم 
كلمة السيسي في منتدى شباب العالم تصوير : آخرون

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن التحديات التي تواجه دول المتوسط لم يتم إيجاد حل حاسم لها، مشيرًا إلى أن ما حدث خلال السنوات العشر الماضية أوجد حالة من عدم التوازن الأمني في الإقليم، وأن الخلل الاستراتيجي الذي حدث في المنطقة ستدفع دول المنطقة ثمنه.

وأوضح الرئيس، خلال مشاركته في المائدة المستديرة حول سبل تعزيز التعاون بين دول المتوسط في مواجهة التحديات المشتركة، أن مصر لا تطلق لقب لاجئين على من يعيشون على أرضها ولكن تطلق عليهم لقب «ضيوف»، مشيرا إلى أن مصر تستضيف 6 ملايين شخص على أرضها، وبالرغم من ذلك لم تسمح مصر بخروج مركب واحد للهجرة غير الشرعية خلال السنوات السابقة.

وأكد أن مصر تمكنت من تنفيذ هذه الخطوة عندما استعادت حالة الاستقرار التي فقدت خلال السنوات الخمسة بعد عام 2011، مضيفا أن مصر استعادت قدراتها اعتبارا من شهر سبتمبر 2016 وأصبح لديها قدرة على ضبط الحدود ليس تحت ضغط دولي، ولكن في ظل التزامات دولة تجاه الواقع في المنطقة وتجاه مواطنين لا تسمح الدولة بخروجهم إلى البحر ليبتلعهم، ورغم أن النتيجة كانت استمرار وجودهم في مصر حتى لا تتحمل الدولة أمام التاريخ والإنسانية أنها تسببت في قتلهم.

وأكد أن عددا كبيرا من اللاجئين في مصر أصبح لديهم تجارة وشركات ولديهم كافة الحقوق، مؤكدا أنه غير مقبول التعامل معهم بأي شكل سلبي.

وأضاف أنه بدلا من وضع حلول لقضايا كبيرة تسبب فيها الإرهاب والهجرة غير الشرعية، يجب استعادة الاستقرار في الدول التي تعاني من الأزمات، مستشهدا على سبيل المثال بسوريا، قائلا: «لو استعادت سوريا استقرارها سريعا سيعود ملايين النازحين إلى لبنان والأردن وغيرها من الدول سيعودوا إلى دولتهم وطالما يتم تأجيل الحل كلما تتراكم الأمور بشكل أكثر سلبية.. ويجب نقل أفكارنا إلى إجراءات تنفيذية تتناسب مع الواقع الحقيقي للمنطقة»، مطالبا الدول الخارجية برفع يدها عن سوريا حتى تعود مرة أخرى لاستقرارها .

وتطرق الرئيس أيضا إلى ليبيا، مشيرا إلى أن ليبيا تمس الأمن القومي المصري بشكل مباشر وكان من الأولى أن تتدخل الدولة المصرية بشكل مباشر في ليبيا ولديها القدرة على ذلك، إلا أنها لم تقم بهذه الخطوة للحفاظ على العلاقة والأخوة مع الشعب الليبي لأنه لن ينسى لنا هذا التدخل المباشر في أمنه.

وطالب بأهمية التعامل مع الأزمات في الإقليم سواء سوريا أو ليبيا واستعادة الدولة الوطنية بسرعة لتقليل حجم التحديات، مضيفا أن التحديات التي تواجه المنطقة منذ عام 2011 أصبحت مثل الأزمات المتسلسلة واحدة يترتب عليها أزمة أخرى.

كما تطرق إلى الأزمة في لبنان، مشيرا أنها كانت تداعي نتيجة موقف وفي حال تطور الأمر في لبنان إلى أكثر من ذلك، ستتفاقم أزمة المهاجرين من سوريا إلى لبنان وستصل إلى نزوح لبناني على دول أخرى.

وأكد الرئيس على أهمية استعادة الدولة الوطنية مكانتها مرة أخرى بسرعة باعتبارها الحل لمواجهة التحديات، وإلا ستكون النتائج كارثية على المنطقة بالكامل.

وفي هذا الصدد تطرق الرئيس أيضا إلى أهمية استعادة الجيوش الوطنية باعتبارها غير حزبية وليس لها أهواء ومسؤولة عن الاستقرار والأمن وهمها الوطن فقط، مشيرا إلى أن مصر هي الدولة الوحيدة التي نجت من هذا المصير لأن الجيش المصري ذو توجهات وطنية وليس ديني أو حزبي ويتضمن المسلم والمسيحي ليس هناك فارق بينهم.

وأضاف الرئيس أن حالة عدم الاستقرار في المنطقة نتيجة وجود دول أخرى ترغب في تنفيذ أجندتها، مشيرا إلى أن ما حدث في ليبيا خلال السنوات الماضية وعدم قدرة حكومتها على بناء إرادة حرة حقيقية لأنها أسيرة للميليشيات المسلحة والإرهابية.

وحول ملف الإرهاب، أكد أنه أصبح وسيلة تستخدم لتحقيق أهداف سياسية في ظل تطور الجيل الجديد من الحروب باعتباره الأقل تكلفة وعدم ظهور الجهة التي تقف خلفه بشكل مباشر.

وأكد أن مصر لديها رؤية ثابتة تتمثل في أنها لا تتآمر على من اختلف معها مهما حدث، مشيرا إلى أنه حتى في ادق الموضوعات الخاصة بأمنها القومي.

وأشار إلى أن البعض قد يقول إن السياسة لا يمكن أن تسير بهذا الأسلوب لأن بها تعريض الأمن القومي للخطر، مؤكدا ان الدولة المصرية مصرة على حل كافة مسائلها حتى مع من تختلف معهم بالحوار والتفاوض والصبر للوصول للنتائج المرجوة، مشيرا إلى أن نتائج التآمر أو استخدام الإرهاب أو التدخل المسلح ستعود نتائجه على الجميع بالسلب.

واستشهد الرئيس بالتدخل الأجنبي في العراق عام 2003، مشيرا إلى أنه اليوم بعد مرور 16 عاما مازالت تعاني العراق وسوريا من جماعات داعش بعد أن كانت قدرات العراق الاقتصادية ضخمة، مشيرا إلى أنه كان من الممكن حل المشكلة من خلال حوار منضبط منظم، موضحا أن المنطقة تعاني من ضغط الواقع غير المستقر.

وفيما يتعلق بتوفير فرص عمل لدول جنوب المتوسط لمنع الهجرة غير الشرعية، أكد أهمية تغيير وجه القارة الإفريقية يمكن خلال 10 سنوات توفير مشروعات قارية لبنية أساسية داخل القارة بتكلفة 200 مليار دولار كقروض تعمل بها الشركات في هذه المشروعات لتغيير حياة ومستقبل إفريقيا، مشيرا إلى أنه إذا كانت القارة تضم مليار و0.3 إنسان وبعد 40 أو 50 عاما سيصل إلى 2 مليار شخص أغلبهم شباب سيصعب السيطرة على ظاهرة الهجرة غير الشرعية. وأكد أنه تحدث خلال المحافل الدولية المختلفة حول أهمية الاستثمار في السوق الأفريقية الواعدة التي تستوعب التجارة العالمية.

وأوضح أن الهجرة المنظمة والدوارة والمؤقتة كان من الممكن أن يتم تنظيمها بشكل أكثر احكاما لو كانت دول المنطقة تتمتع بالاستقرار، مشيرا إلى أن الهجرة لها أسباب كثيرة من بينها الإرهاب ولكن هناك تحديات جديدة مثل التصحر والجفاف في دول إفريقية يدفع المواطنين على الهجرة، مطالبا بوضع الأزمات المتسلسلة في الاعتبار ورؤية محصلة كافة القضايا بشكل شامل.

وأوضح أن مصر نظرت إلى أزمة عودة المواطنين المصريين من ليبيا بسبب تطورات الأوضاع هناك من منطلق الرؤية الشاملة، مشيرا إلى أن الدولة المصرية تأذت كثيرا من تطورات الأوضاع في ليبيا وحدثت هجرة بمئات الآلاف المصريين العاملين في ليبيا، وبالرغم من ذلك أنجزت الدولة برنامج بنية أساسية غير مسبوق لخلق فرص عمل تستوعب هذه العمالة لأنها كانت إما أن تهد الدولة أو تخرج في هجرة غير شرعية، مشيرا إلى أن هذا البرنامج نقل مصر إلى مستوى آخر من القدرة والاستعداد للاستثمار.

وقال الرئيس: «إذا كنا حريصين على حل المشاكل يجب أن تنظر الدول المشاركة في أوروبا إلى أن التناحر في إيجاد حلول سيصيب الجميع في وقت لاحق ..والحل هو استعادة الامن الاستقرار في المنطقة والنظر على الأمور بعيدا عن المصالح الضيقة».

وأضاف أن احترام الاختلاف والتنوع أمر ضروري، مشيرا إلى أنه لا يمكن لكثير من الدول التي تتصور أن لها وصاية أنها لن تدفع ثمن اضطراب الدول التي تمارس وصايتها عليها، قائلا: «نحن مختلفين ويجب أن نقتنع بذلك».

ومن جانبه، قال كارلوس سانتوس ممثل دولة قبرص إن عدم الاستقرار في المنطقة يمثل تحديا مشتركا ليس لدول المنطقة فقط ولكن لكل دول المتوسط، مشيرا إلى أن الأوضاع في سوريا وليبيا تمثل تحديا كبيرا، كما أن مكافحة الفساد في الدول النامية يمثل تحديا كبيرا.

وأضاف أن دول الاتحاد الأوروبي تواجه تحديا مع تركيا لعدم تعاونها مع دول الاتحاد ومحاولتها زعزعة الاستقرار في منطقة شرق المتوسط، مشيرا إلى أن الطريق الوحيد لمواجهة التحديات هو العمل معا واحترام حقوق الانسان واستقلال دول الجوار.

وأكد أن أمن المنقطة يؤثر على باقي دول العالم، مشيرا إلى أن الأزمة الحالية بين قبرص وتركيا تؤثر بشكل كبير على أمن منطقة المتوسط. وأشار إلى أهمية أن تعمل الدول بشكل مشترك لمواجهة مختلف التحديات وعلى رأسها الهجرة غير الشرعية، مضيفا إلى أن دول المتوسط لديها شباب لديه آمال وطموح يجب أن تحققه لهم دولهم وألا يصاب بالإحباط، كما أكد أهمية احترام حقوق الإنسان وسيادة كل دولة.

ومن جانبها، قالت ماريا كاميلي ممثلة دولة مالطة في المائدة المستديرة إن منتدى شباب العالم يمثل منصة هامة للغاية لأنها تعطي فرصة للشباب ليخلقوا تغييرا إيجابيا فيما يخص إدماج المهاجرين في برنامج اقتصادي، مضيفة أن العنف والحرب والكوارث تدفع بالمواطنين للهجرة.

وأضافت أنه خلال السنوات الثماني الماضية مرت مالطة بتطورات كبيرة في مجالات البنية التحتية ومجالات أخرى مثل توفير الاستثمار والرعاية الصحية، وخلال السنوات الأخيرة تزايدت نسبة السكان في مالطة بنسبة 100 ألف مواطن على الأقل، كما أنها بحاجة لرفع معدلات التوظيف والتشغيل وزيادة العمال.

وأوضحت أن مالطة تعطي المهاجرين حق اللجوء، كما انها تستضيف العديد من المحادثات مع دول أخرى لإعادة المهاجرين لبلادهم، كما أنها تحاول إدماج المهاجرين داخل النظام الاقتصادي للدولة التي تتبع ضوابط الاتحاد الأوروبي.

ومن جانبه، قال إلياس بوساي وزير الدفاع اللبناني إن الرئيس عبدالفتاح السيسي يهتم بشكل صادق بمستقبل الشباب، مشيرا إلى أن مستقبل العالم العربي هو شبابها.

وأضاف أن التعاون بين دول البحر المتوسط يجب أن يصب في مصلحة شبابها، مشيرا إلى أن الأزمة التي تعاني منها المنطقة أزمة كبيرة، مشيرا على سبيل المثال إلى لبنان التي تعاني من أزمة النزوح والهجرة، حيث يعاني المهاجرين في لبنان من مشاكل وتحديات كبيرة.

وأشار إلى أن الربيع العربي جاء بنزوح أكثر من مليون ونصف سوري إلى لبنان واستقبلت الدولة النازحين في مدارسها ومؤسساتها إلا أن البلد المضيف ظل وحيدا يتحمل الأزمة، موضحا أن التهديد الأمني والإرهاب والإتجار في البشر يضاف إلى التحديات التي تنجم عن استقبال النازحين، حيث خرج عن مخيمات النازحين في لبنان عدد من الإرهابيين الذين مثلوا تهديدا أمنيا للجيش اللبناني، فضلا عن ظهور سماسرة الاتجار بالبشر. وأكد أهمية مشاركة الشباب في الدولة في توعية المهاجرين بمستقبلهم وتحديات الهجرة والاتجار في البشر والتهريب.

كما تحدثت أيضا صوفيا زخاري نائب وزير التعليم باليونان، حيث قالت إن رئيس الوزراء اليوناني أكد مرارا أن مصر البلد الثاني لجميع الدول، مضيفة أن الحكومة اليونانية الجديدة لديها العديد من التحديات من بينها التعليم، مؤكدة أهمية بدء إصلاح التعليم من المراحل الأولى للطلاب وعدم إغفال الجانب الإنساني وعلى رأسه قيم حقوق الانسان وقيم التسامح التطوع واحترام الأخر وريادة الأعمال وهو ما قامت به اليونان وحقق نجاحا كبيرا.

وفيما يتعلق بإدماج الشباب من النازحين إلى اليونان، قالت إن 5600 من النازحين من القصر والأطفال وقامت الحكومة اليونانية بوضع آلية عبر برامج تعليمية لإدماج القصر من المهاجرين الجدد. وأضافت أن تركيا لا تتبع ولا تنفذ اتفاقية مارس 2016 وهو ما أثر على زيادة نسبة المهاجرين إلى اليونان، حيث لا تزال تدفقات المهاجرين لليونان مستمرة.

ومن جانبها، تحدثت السفيرة نائلة جبر رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية بمجلس الوزراء المصري عن تجربة مصر في مكافحة الهجرة غير الشرعية، إنه وفقا لبيانات جهاز مراقبة الحدود في أوروبا لم يخرج مركب واحد للهجرة غير الشرعية من مصر منذ 3 سنوات.

وأضافت أن مصر لديها 6 ملايين لاجئ لا يتم وضعهم في ملاجئ أو معسكرات ولم تساوم الدولة على وجود هؤلاء اللاجئين في مصر، مشيرة إلى أن الدولة لديها رؤية متكاملة تبدأ بالشق الأمني الذي يتمثل في السيطرة على الشواطئ المصرية، ثم شق التنمية المتمثل في مختلف المشروعات القومية التي تتم في كافة أرجاء الدولة، ثم الحفاظ على حقوق اللاجئين في ظل مراقبة أمنية لهم احتراما للقانون.

وأوصت السفيرة نائلة جبر بنشر الوعي بقبول الآخر، مستشهدة بمنتدى شباب العالم الذي يجمع مختلف الجنسيات بمختلف توجهاتهم وأفكارهم، مؤكدة أيضا أهمية الحرص على تقديم التوعية للشباب عن البدائل المتاحة لمستقبل أفضل لهم بعيدا عن الهجرة غير الشرعية.

وأشارت إلى أهمية تحديد احتياجات سوق العمل بين ضفتي المتوسط، مشيرة إلى أهمية تقديم الدعم للمهاجرين سواء كانوا نظاميين أو غير شرعيين.

وتحدثت أيضا إيميليا نائبة في البرلمان الفرنسي عن التحديات التي تواجه الشباب المهاجرين، حيث قالت إنها من أصول مغربية وهاجرت أسرتها إلى فرنسا منذ سنوات طويلة وكان الكثير من زملائها في المدرسة يشيروا إليها باستغراب، إلا انها بالرغم من ذلك تلقت نصيبها في التعليم الحقيقي وهو ما يمثل الحل الأمثل لمواجهة تحدي إدماج المهاجرين، مشيرة إلى أن هناك العديد من المسؤولين في الدولة الفرنسية من أصول مختلفة من المهاجرين.

وأوضحت أن مصر وإفريقيا غنية بشبابها، وأعربت عن أملها في تخصيص ميزانيات أكبر للتعليم، مشيرة إلى أن فرنسا تخصص 30% من موازنتها للتعليم. وطالبت بإنشاء منظمة للأمن الرقمي بين دول المتوسط.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية