لغة الشعارات كانت بارزة فى ثورة 23 يوليو، وأكثر بروزاً فى ثورة 25 يناير، وأهمها «الجيش للشعب والشعب للجيش» كان هذا الشعار الذى رفعه الشعب المصرى عقب قيام الضباط الأحرار بثورة 23 يوليو عام 1952، التى كانت حركة جيش للمطالبة بإصلاحات داخلية سرعان ما تحولت إلى ثورة تبعها الشعب وأيدها، وبعد مرور 59 عاماً على الثورة التى أطاحت بالملكية، وناهضت الاستعمار الأجنبى، عاد الشعار نفسه فى هتافات المصريين فى اليوم الرابع بعد اندلاع ثورة 25 يناير، وبالتحديد فى جمعة الغضب مساء 28 يناير مرددين «الجيش والشعب إيد واحدة» عندما نزل الجيش شوارع القاهرة والمحافظات، التى اشتعلت غضباً للمطالبة بإسقاط النظام واثقين أن الجيش نزل لحمايتهم من بطش الداخلية.
رفعت ثورة 23 يوليو شعاراً رئيسيا تمثل فى «الاتحاد والنظام والعمل»، وهو شعار مستلهم من الثورة الفرنسية، التى نادت بـ«الحرية والمساواة والعدل»، وكان شعار «الاتحاد والنظام والعمل» هو شعار المصريين جميعاً، وقامت ثورة يوليو على 6 مبادئ أساسية هى القضاء على الإقطاع، والقضاء على الاستعمار، والقضاء على سيطرة رأس المال، وإقامة حياة ديمقراطية سليمة، وإقامة جيش وطنى قوى، وتحقيق عدالة اجتماعية.
وتردد على لسان الملايين من الشعب، التى خرجت لتؤيد الجيش فى ثورته شعار آخر يقول: «ارفع رأسك يا أخى»، وانتشرت جملة شهيرة فى المجتمع المصرى تعبر عن الثقة التامة فى الجيش وقدرته على حماية المجتمع تقول: «كنت أنام وأنا مرتاح لأننى واثق أن هناك عينا ساهرة أضع فيها كل ثقتى».
وتحولت العبارات القوية التى رفعها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فى خطاباته الحماسية إلى شعارات مثل «ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة»، وكانت جملة «باسم الأمة» التى طالما بدأ «عبدالناصر» خطاباته بها بمثابة نداء خرج من القلب للقلب، نداء ثورة قادها مجموعة من شباب الضباط الأحرار ليشعلوا ثورة حررت شعباً عانى لسنوات طويلة من الاستعمار والاستبداد.
وفى يونيو 1967، فى أعقاب النكسة ظهرت بعض الهتافات فى المظاهرات التى اندلعت مطالبة عبدالناصر بالصمود، وتجدد الثقة فى قيادته لحظة إعلانه التنحى، وتناصره مثل «عبدالناصر ميه ميه.. مش عايزينك يا زكريا»، وذلك رفضا لترشيح زكريا محيى الدين لخلافة عبدالناصر.
فى المقابل كان الشعار الرئيسى لثورة 25 يناير «عيش - حرية - عدالة اجتماعية» و«الشعب يريد إسقاط النظام»، ولأنها ثورة شعبية قام بها المواطن المصرى البسيط والمثقف والسلفى والإخوانى والعلمانى واليسارى والفقير والغنى كان الهتاف الأبرز: «ارفع راسك فوق إنت مصرى»، وتنوعت الهتافات والشعارات التى رددها المصريون فى ثورتهم على مدار 18 يوماً كانت المدة التى تكفلت بإسقاط نظام استمر فى الحكم قرابة 30 عاماً، وللمطالبة برحيل مبارك تألفت العديد من الهتافات مثل «لو مش عجباك جدة يا مان ارحل ارحل ع السودان» .. «يا سليمان يا سليمان ارحل ارحل إنت كمان».. «حسنى حسنى يا طيار جيبت منين سبعين مليار».. «هو مبارك عايز إيه عايز الشعب يبوس رجليه».. «لا يا مبارك مش حنبوس بكره الشعب عليك حيدوس».
ورفعت ثورة 25 يناير لافتات ساخرة تطالبه أيضا بالرحيل مثل «مبارك.. عفوا.. لقد نفذ رصيدكم..» «استقيل استقيل واحنا نحرس أرض النيل» و«إرحل يعنى إمشى يمكن ما بيفهمشى» و«يا اللى فاضلك 6 شهور خد أجرتهم يلا وغور» ومطلوب إخصائى جراحة لفصل التوأمين .. حسنى والكرسى» و«كلموه بالعبرى.. ما بيعرفش عربى».
ولم يغب الرغيف والفقر عن الشعارات «ليه ليه كيلو العدس بعشرة جنيه.. ارفع ارفع فى الأسعار بكرة الدنيا تولع نار.. الإصلاح بقى شىء مطلوب قبل الشعب ما يأكل طوب»، ولم تنس شعارات الثورة أيضاً الفاسدين، حيث بدأت الشعارات فى نبذ الوزراء بتعبيرات توضح مدى غضبهم عليهم ومدى وعيهم لما قام به هؤلاء الوزراء والمسؤولون فى حقوقهم من تعذيب وسرقة، وليس فقط سرقة الأموال فهى سرقة الحرية والصوت «يا وزراء طفوا التكييف مش لاقيين حق الرغيف» .. «ارحل ارحل يا حبيب ارحل يا وزير التعذيب».. «يا عز يا خاربها غور يلا وسيبها»، وكان لدم الشهداء نصيب الأسد فى الهتافات مثل «ما تبكيش يا أم الشهيد.. دم ابنك فجر جديد»، و«يا مبارك فينك فينك دم الشهدا بينا وبينك».