عندما يتعلق الأمر بتحديد من هو أكثر عرضة لخطر الانتحار، فقد وجد العلماء أن الأمراض الجسدية والإصابات تزيد من خطر الانتحار عند الرجال وليس النساء، إلى جانب مجموعة كبيرة من الأفكار الأخرى حول العوامل المعقدة التي قد تزيد من خطر إصابة الشخص بالانتحار.
وأعدت الدراسة- التي نُشرت في عدد ديسمبر من مجلة (الطب النفسي)- كلية الصحة العامة بجامعة بوسطن (BUSPH)، وهي الأولى التي تستخدم بيانات من سكان دولة بأكملها (الدنمارك) وتحللها بنظام التعلم الآلي (ML) للتعرف على الانتحار.
وقالت الدكتورة جيمي جرادوس، مؤلفة الدراسة الرئيسية، أستاذة علم الأوبئة في جامعة بوشهر «الانتحار يمثل تحديًا لا يصدق للتنبؤ، لأن كل حالة وفاة انتحارية هي نتيجة عوامل الخطر المتعددة المتفاعلة في حياة المرء».
ودرست الدكتورة «جرادوس» وزملاؤها، الآلاف من العوامل في التاريخ الصحي لــ14،103 من الأفراد الذين ماتوا نتيجة الانتحار في البلاد من عام 1995 حتى عام 2015، والتاريخ الصحي لـ 265,183 من الدنماركيين الآخرين في نفس الفترة، مستخدمين نظامًا للتعلم الآلي للنظر لأنماط، وأكدت العديد من نتائج الدراسة عوامل الخطر المحددة مسبقًا مثل الاضطرابات النفسية والوصفات الطبية ذات الصلة.
ووجد الباحثون- أيضًا- أن أنماط المخاطر المحتملة الجديدة، بما في ذلك التشخيص والوصفات الطبية قبل الانتحار بأربع سنوات كانت أكثر أهمية للتنبؤ من التشخيصات والوصفات الطبية قبل ستة أشهر، وأن تشخيصات الصحة البدنية كانت مهمة بشكل خاص للتنبؤ بالانتحار عند الرجال ولكن ليس للنساء.
وقالت جرادوس: نتائج هذه الدراسة لا تخلق نموذجًا للتنبؤ بالانتحار بشكل مثالي، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن السجلات الطبية نادراً ما تتضمن التجارب الأكثر إلحاحًا- مثل فقدان وظيفة أو علاقة- التي تتحد مع تلك الأطول على المدى الطويل عوامل لترسيب الانتحار. ومع ذلك، تشير النتائج إلى عوامل جديدة يجب دراستها في العمل لمنع هذه المشكلة المستمرة للصحة العامة.