كان ذلك المكان القاحل، الواقع على بُعد 150 كيلومترًا جنوبى غرب القاهرة، موطنًا لأكثر البيئات تنوعًا، ففى سالف الزمان، وقبل أكثر من 40 مليون عام، غطى المكان محيط يُدعى «تيثس». امتد ذلك المحيط من منطقة جبل طارق حتى الهند. عاشت في أعماقه وحوش ضخمة وكائنات عجيبة يصل طولها إلى قرابة 15 مترًا، وحوش شقت طريقها من اليابسة إلى المياه الضحلة، مكثت تلك الكائنات آلاف السنوات في قيعان المحيط وعلى شواطئه. وحين انحسر ماؤه، جراء أحداث مناخية حدثت قبل نحو 34 مليون سنة، وتحول قاعه إلى صحراء قاحلة، تحجرت تلك الكائنات، ودُفنت في رمال الصحراء. وتحول المكان إلى مزار سياحى فريد من نوعه.. مزار يُدعى «وادى الحيتان».
وفى عام 2005، صُنف ذلك المكان كمنطقة تراث عالمى.
الآن، أظهرت الرمال كنزًا جديدًا، على يد مجموعة بحثية مصرية- أمريكية مشتركة، نكشف تفاصيله في السطور المقبلة.
كشفت المجموعة البحثية المصرية الأمريكية عن حوت مصرى من نوع جديد، عاش قبل أكثر من 40 ألف عام على أرض مصر، يُمثل ذلك الحوت حلقة وصل شديدة الأهمية بين الحيتان البحرية المائية، تلك الحيتان التي كانت تستخدم زعانفها وذيلها في السباحة، وحيتان اليابسة التي كانت تمشى على أقدامها ولا تقرب المحيط!
فبحسب دراسة، نُشرت أمس الأربعاء، في دورية «بلوس وان» الشهيرة، تمكن علماء من وزارة البيئة المصرية وجامعة ميتشجان الأمريكية من الكشف عن حوت جديد، أطلقوا عليه اسم «إجيكتوس جهينى»، وهو حوت غير معروف على الإطلاق، أزاح عنه الرمال الباحث المصرى محمد سامح عنتر، مدير عام المحميات بوزارة البيئة المصرية، مدير إدارة الجيولوجيا والحفريات بالجهة نفسها، وقام بتحليل عظامه والكشف عن نوعه فريق أمريكى من جامعة «ميتشجان»، يترأسه العالِم الشهير، الذي يبحث عن الحيتان المصرية منذ سبعينيات القرن الماضى، فيليب جينجيرش.
بدأت قصة الاكتشاف الكبير أثناء منتصف ليلة ربيعية في عام 2007، بينما كان «سامح» في خيمته، بعد يوم شاق خلد فيه الباحث المصرى إلى النوم، حيث راوده حلم غريب، إذ رأى مجموعة من الديناصورات في مكان يُسمى «جارة جهنم». حين استيقظ في الصباح، عرف «سامح» أن رؤاه أضغاث أحلام، فالمكان لا يمكن أن يكون موطنًا لأى ديناصور، إلا أنه قرر البحث في ذلك الموقع عن عظام «الحيتان»!
يقول «سامح»، في تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»، إن «الحلم» قاده إلى تلك المنطقة القاحلة القائظة، التي تُعد موطنًا معروفًا لعظام نوع محدد من الحيتان، «لكن وبكل تأكيد لم أتوقع أبدًا المفاجأة التي عثرت عليها».
في مطلع القرن العشرين، أُصيب أحد العلماء الإنجليز بعارض صحى، أخبره الأطباء بضرورة الذهاب إلى مكان مشمس للاستشفاء. في تلك الفترة، كانت بريطانيا تعتبر مصر جزءًا من إمبراطوريتها التي لا تغيب عنها الشمس. ولأن الرجل يعمل في مجال الحفريات، قرر الاستقرار في منطقة الفيوم، والبحث عن عظام وبقايا الحيتان. استعان العالِم الإنجليزى «هيو بيدنيل» بفريق من العمال النوبيين، وقرر البحث عن تلك العظام في منطقة تقع على بُعد نحو 17 كيلومترًا شمالى غرب مركز وادى الحيتان، وأثناء العمل في أيام أغسطس الحارة، سمع أحد العمال النوبيين يوجه الحديث إلى أحد أصدقائه، كان العامل يتصبب عرقًا، ويقول لزميله إنه يشعر بأن المكان «جار جهنم»، أي بالقرب من «جهنم»، كناية عن الحر الشديد.
من هنا، أطلق «بيدنيل» اسم «جارة جهنم» على تلك المنطقة، ومنذ وقتها إلى الآن، اكتشف العلماء مئات من عظام الحيتان. يقول «سامح»، في تصريحاته لـ«المصرى اليوم»، إن تلك المنطقة تبدو وكأنها «ساحة لمعركة كبرى.. ماتت فيها الحيتان، وتبقت عظامها لتكشف لنا عن أسرار الأزمنة السحيقة.. منطقة تحوى كنوزًا قَلَّما يجود بها هذا الزمان».
في اليوم الموعود، قاد «سامح» سيارته، بصحبه فريق من العمال المَهَرة المُدرَّبين على استخراج الحفريات، وتوجه إلى «جارة جهنم»، وعلى بُعد عدة كيلومترات، أوقف السيارة، واستكمل رحلته سيرًا على الأقدام.
كان الهدف من تلك الرحلة هو الكشف عن حفريات لصغار حوت قديم، يُدعى «البازيلوسوروس». يمتلئ وادى الحيتان بعظام ذلك الحوت، الذي اكتُشف لأول مرة عام 1979. كان «سامح» يرغب في تحقيق اكتشاف لحفريات «وليد ذلك الحوت» لمعرفة بيانات حول الطريقة التي ينمو بها ذلك الحوت، ولسد ثغرة معلوماتية وُجدت كنتيجة مباشرة لعدم العثور على «صغار» يُمكن مقارنة حفرياتهم بحفريات الحيتان البالغة.
إلا أن القدَر كان يخبئ لـ«سامح» مفاجأة مدوية، فعوضًا عن العثور على حفريات لصغار «البازيلوسوروس»، وجد بالمصادفة عظامًا لحوت من نوعٍ جديد، وجنسًا لم يُسجل في السابق على الإطلاق، ذلك الحوت لن يُغلق الثغرة الموجودة في تطور الحوت على مستوى عمره، ولن يقدم معلومات حول الطريقة التي تنمو بها الحيتان خلال مرحلتها العمرية من الطفولة للكهولة، لكنه سيقدم معلومة أهم بكثير، وأكثر تعقيدًا بمراحل!
يقول الباحث المصرى محمد سامح إنه كان يعلم أن الحيتان من نوع «البازيلوسوروس» تترك صغارها في أماكن آمنة وتذهب للصيد وترجع إليها مرة أخرى بعد إتمام تلك العملية، «كنت أبحث عن تلك الأماكن الآمنة للعثور على هؤلاء الصغار.. لكننى لم أتصور على الإطلاق ما جادت علىَّ به الرمال»، فالحوت الجديد يمثل حلقة وصل كاملة بين الحيتان الأولية- التي كانت تستخدم أقدامها في المشى على اليابسة، والحيتان المائية، التي استعمرت المحيطات، وجابت مشارق الأرض وغربها، وانتشرت في محيطات كوكبنا الأزرق، وهو الأمر الذي يكمل حلقة مهمة في نظرية التطور، التي تحدث عنها قبل عقود العالِم الموسوعى الشهير «داروين».
تنحدر الحيتان التي كانت تعيش على اليابسة من جد رباعى الأطراف، مسطح الرأس، يُشبه حيوان السمندل. وبحسب الدراسة الشاملة، التي أجراها مستكشف ناشيونال جيوجرافيك، «توم موللر»، ونُشرت على صفحات المجلة في أغسطس من عام 2010، يزخر وادى الحيتان بأعداد هائلة من عظام الحيتان والأدلة الجيولوجية التي تدعم تلك النظرية.
وتقول تلك الدراسة إن الحيتان استقرت على الضفة الموحلة للمحيطات الأرضية قبل نحو 360 مليون سنة، وبعد ذلك استطاعت أسلاف تلك المخلوقات تحسين وظائف الرئتين وبسط نفوذها على سائر كوكب الأرض، إذ نجحت الحيتان في القيام بـ«انعطاف نشوئى كامل»، واكتسبت أعضاء متطورة مكَّنتها من القيام بوظائف الاستشعار والغذاء والحركة والتزاوج تحت الماء، بعد أن كانت حيوانات تعيش على اليابسة!
لكن الكيفية التي تمكنت بها تلك المخلوقات من تحقيق هذا التحول المذهل ظلت أمرًا عصيًا على الاكتشاف، فحتى بالنسبة للأب الروحى لنظرية النشوء والارتقاء، «تشارلز داروين»، كان تطور الحيتان وارتقاؤها أحد التحديات الكبرى أمام النظرية الجامعة والشاملة.
وبعد مرور أكثر من 100 عام على النظرية، كان رائد علم الأحافير في القرن العشرين، «جورج سيمبسون»، لا يزال غير قادر على تحديد موقع الحيتان في شجرة تطور الثدييات. يقول «موللر» في دراسته عن وادى الحيتان إن تلك «الحلقة المفقودة لم تكن لتستقيم بدونها تلك الشجرة».
وبسبب الحيتان وتطورها، انتقد معارضو النشوء والارتقاء النظرية، إذ قالوا إنها غير كافية لتقدم الأدلة اللازمة على ما وصفوه بـ«التحول الخيالى» للحيتان، من ثدييات تمشى على الأرض إلى حيوانات تمخر عباب المحيطات.
تضع الدراسة الجديدة التي أجراها «محمد سامح» وزملاؤه في جامعة ميتشجان حجر زاوية في نظرية التطور، إذ تعضد نتائجها من تلك النظرية، التي أمست النظرية الأحيائية الأكثر موثوقية في تاريخ العلم، فالدلائل التي عثر عليها الباحثون في تلك الدراسة تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك صحة تلك النظرية.
أثناء عمليات البحث، وجد «سامح» هيكلًا عظميًا شبه كامل لحوت يبلغ طوله نحو 4 أمتار، ويزن حوالى 890 كيلوجرامًا، ومات على الأرجح بشكل طبيعى جراء التقدم في العمر.
ويقول «سامح» إن الأجزاء التي عثر عليها من بقايا الحوت تشمل بعض الضلوع، وفقرات عظمية، وجزءًا من الفخذ وعظام الذيل، علاوة على عظمة الحوض والقص. بعد العثور على تلك البقايا، قام «سامح» والفريق المعاون من العمال بوضع العلامات على الأرض، والتقاط الصور للاكتشاف: «فى البداية لم أستطع تحديد ماهية تلك العظام، لذا استعنت بخبراء من جامعة ميتشجان للمساعدة في دراسة تلك البقايا» يقول «سامح»، في تصريحاته لـ«المصرى اليوم».
لاحظ الفريق البحثى أن حجم عظام الفقرات أصغر من المتعارف عليه، كما لاحظوا أيضًا أن عظمة القفص الصدرى غليظة وقوية، وتشبه مثيلتها عند حيوانات اليابسة، «فى تلك اللحظة أدركت أننا أمام كائن جديد بالكلية لم يُسجل من قبل»، يقول الباحث المصرى محمد سامح.
كان شكل الفقرات مميزًا للغاية، ومن حسن الحظ أن معظمها كان متواجدًا على سطح الأرض، «وبالتالى لم نضطر لإجراء أي عمليات حفر في المحمية»، على حد قول «سامح». بعد العثور على تلك الحفريات، بدأ «سامح» في إجراء عمليات بحث ممنهجة في منطقة تبلغ مساحتها 70 كيلومترًا مربعًا، «قررنا ترك تلك الحفريات في مكانها حتى يأتى مَن يعاوننا على فحصها.. فقد كانت معرفتنا محدودة بطرق فحص الحفريات عام 2007، وهو العام الذي عثرت فيه على بقايا ذلك الحوت».
بعد أشهر من العثور على تلك الحفرية، وصل الفريق الأمريكى، بقيادة عالِم الحفريات الشهير، «فيليب جينجيرش»، الذي يعمل منذ عقود على محاولة إيجاد الصلة بين حيتان البرية والحيتان البحرية.
في نهاية سبعينيات القرن الماضى، وصل «جينجيرش»، لأول مرة، إلى وادى الحيتان، وبدأ رحلة البحث عن تلك الكائنات بصحبة زوجته «بى هولى سميث». عثر «جينجيرش» على مجموعة من الهياكل الجزئية لحيتان «البازيلوسوروس»، واكتشف وجود «أول ركبة» لحوت في تاريخ علم الحفريات. كما تمكن من العثور على عظام لأصابع قدم يبلغ طولها نحو 2.5 سنتيمتر. كان لذلك الاكتشاف صدى ضخم في الأوساط العلمية.
ورغم قائمة الاكتشافات التي حققها ذلك العالِم الكبير، فإن البقايا التي وجدها «سامح» أثارت دهشته بحق، فالفحص المبدئى لتلك الأحافير يشير إلى كون الحوت يستخدم طريقة غريبة في السباحة.. طريقة لم يسمع عنها «جينجيرش» مُطلقًا في الحيتان القديمة.
فالحوت المكتشف يبدو وكأنه يستخدم «جسده» في السباحة بطريقة تختلف تمامًا عن الحيتان القديمة، التي كانت تستخدم أرجلها في شق عباب الماء تمامًا مثلما تفعل تماسيح الأنهار اليوم.
للتأكد من ذلك الزعم، قام الفريق الأمريكى بعمل نسخ طبق الأصل من الحفريات المستخرجة من وادى الحيتان. سافر الفريق بتلك النسخ إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وقاموا بدارسة تلك الحفريات- بالتعاون مع «سامح»- طيلة 12 عامًا كاملة. وبعد تلك الفترة الهائلة من الدراسة، خرج علينا الفريق البحثى بنتيجة كبيرة، فالحوت الجديد هو بالفعل حلقة الوصل بين حيتان اليابسة والحيتان المائية.
يتكون اسم ذلك الحوت «إجيكتوس جهينى» من مقطعين: أولهما «إجيكتوس»، الذي يعنى عظمة الصدر القوية الغليظة، التي كانت بمثابة الدليل على كون ذلك الحوت إحدى الحلقات الوسيطة بين نوعين مختلفين من الحيتان، أما الجزء الثانى من الاسم «جهينى» فيرجع إلى المكان المستخرج منه الحوت، وهو منطقة «جارة جهنم»، التي يشتد قيظها وحرارتها.
عبر ملايين السنوات، وكما تقول الدراسة التي نفذها «موللر»، تكيفت الحيتان مع محيطها المائى الجديد، ما أتاح لها اقتحام بيئات ظلت موصَدة أمام معظم الثدييات الأخرى. وفرت البيئة المائية للحيتان مصدرًا وافرًا للطعام، كما أبعدتها تلك البيئة عن المفترسات الأخرى. وهو الأمر الذي مهد لها الطريق للتطور والارتقاء والنشوء والاستمرار في الحياة حتى وقتنا هذا،
فقبل نحو 45 مليون سنة، وبحسبما يقول «توم موللر»، صارت ميزات الحياة في الماء تجذب الحيتان البدائية أكثر فأكثر نحو البحار والمحيطات. انضغطت أعناقها، وتصلبت كى تتيح لها قوة دفع أفضل في الماء، واسْتَدَقَّت أجسادها وتمددت، وتحسنت تباعًا أعضاؤها لتناسب البيئة المائية، ونما لديها ذيل قوى وسميك قادر على التجديف في الماء بحركات علوية وسفلية تدفع الجسد الضخم إلى الأمام بقوة مذهلة، كما تَحَوَّر هيكلها العظمى، فأصبح أكثر مرونة وطولًا، وانتقلت فتحتا الخطم إلى أعلى الرأس لتتحول إلى فتحتى تنفس، ومع مرور الزمن أصبح هذا الحيوان الثديى ماهرًا في السباحة والغوص إلى أعماق سحيقة.
«هذا الحوت هو أول حلقة ذلك التطور.. فجسده ممدود، ويتمتع بمرونة مذهلة، وعظامه عريضة، وجسده استطال، وعموده الفقرى أصبح أكثر مرونة، ما جعله يسبح بطريقة تُشبه ثعابين البحر»، يقول «سامح»، في تصريحاته لـ«المصرى اليوم». تُعد تلك الورقة البحثية، التي نشرتها دورية «بلوس وان»، بمثابة «صك جديد» ودليل دامغ على صحة نظرية النشوء والارتقاء، غير أن لها صدى آخر شديد الأهمية قد يعود على أرض مصر بكثير من الفوائد ويعطى وادى الحيتان مميزات حصرية أخرى. يعمل «سامح» في وادى الحيتان منذ نحو 20 عامًا، فمنذ تخرجه في كلية العلوم بجامعة المنصورة، يقوم بدور شديد الأهمية في الارتقاء بمنظومة حفظ الحفريات في ذلك المكان المهيب، الذي يقف شاهدًا على تاريخ تطور الحيتان منذ ملايين السنوات.
يقول «سامح» إن المكان يُمثل كعبة لكل المهتمين بالسياحة البيئية، أو الباحثين عن تاريخ تطور الحيتان والثدييات، مشيرًا إلى أن أعداد الزائرين زادت من 500 إلى 50 ألفًا سنويًا بين عامى 2005 و2018، «وذلك بفضل الاكتشافات الجديدة في ذلك المكان»، على حد قوله.
يبلغ عدد الأسر العاملة في مجال السياحة البيئية بوادى الحيتان 200 أسرة، «يعرفون بشكل دقيق مدى أهمية ذلك الوادى»، على حد قول «سامح»، الذي يستطرد: «لا يعود الفضل في ذلك الاكتشاف لى وحدى أو حتى للباحثين الزملاء في جامعة ميتشجان، لكن يجب أيضًا عدم إهمال دور الفريق المعاون، الذي يتكون من عمال مَهَرة من أهالى المنطقة قرروا الحفاظ على تراثهم الطبيعى والتنقيب عن عظام حيوانات تربعت على العرش في أماكن معيشتهم في عصور سابقة.. أود التأكيد على أن عمال المحمية شاركوا في اكتشاف الحوت، ودورهم لا يقل عن دور الفريق الأمريكى». ويرى «سامح» أن الدراسة الجديدة لن تكتب فحسب فصلًا جديدًا في تاريخ تطور الحيتان، بل ستسهم أيضًا في رفع الوعى بأهمية تلك المنطقة النادرة، التي لا يوجد لها مثيل في العالم أجمع.. منطقة وادى الحيتان المصرى.