قال نشطاء وشهود إن الجيش السوري صعد حملته العسكرية في مدينة حمص التي أصبحت نقطة ساخنة للاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد والمؤيدة للديمقراطية.
وقال مقيمون إن إطلاق نار ودوي انفجارات سمعا في حي باب السباع القديم في حمص بوسط سوريا.
وأوضح مقيم في حمص طلب الإشارة إليه باسم أحمد «هناك ضحايا واعتقل كثيرون. إننا نشعر بخوف شديد».
وذكر مقيم في حي آخر بالمدينة إن مستشفيات محلية تدعو إلى التبرع بالدم بعدما استقبلت حالات إصابة من باب السباع.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان بأن «مدينة حمص بوسط سوريا تتعرض منذ صباح الخميس لعملية أمنية شرسة جدا. الحواجز العسكرية منصوبة في كل شوارع المدينة». وأضاف البيان أن باب السباع تعرض «لإطلاق نار كثيف جدا ما أدى لاحتراق أحد المنازل والأوضاع الإنسانية باتت مزرية وانقطعت الاتصالات في عدد كبير من أحياء المدينة».
وذكر ناشط في حمص أن الجيش اقتحم منازل في حي باب السباع. وقال ساكن عبر الهاتف إن الجيش أطلق النار على مصلين في حي الخالدية بشرق حمص أثناء خروجهم من مسجد خالد بن الوليد في الساعات الأولى من صباح الخميس.
ومن الصعب التحقق من أقوال الشهود لأن السلطات السورية طردت معظم وسائل الإعلام الدولية.
وكانت حمص مركزا للاحتجاجات على حكم الرئيس السوري بشار الأسد الممتد منذ 11 عاما ودعم إطلاق الحريات السياسية في البلاد.
وقال المرصد يوم الاثنين إن إعادة جثث مشوهة لثلاثة من العلويين إلى أقاربهم أسفرت عن نشوب قتال بين سكان مسلحين في حمص هذا الأسبوع.
وذكر نشطاء وسكان أن عدد الشهداء في حمص منذ مطلع الأسبوع ارتفع إلى 33 على الأقل. ومن الصعب معرفة ما إذا كان هؤلاء توفوا برصاص القوات الحكومية أو في قتال بين السكان.
وتقول منظمات معنية بحقوق الإنسان إن 1400 مدني على الاقل قتلوا منذ بدء الاحتجاجات في مارس.
وتتهم السلطات السورية مجموعات مسلحة لها صلات بإسلاميين بالمسؤولية عن العنف في البلاد وتقول إن 500 رجل شرطة وجندي على الأقل قتلوا منذ مارس.
ورد الأسد على الاحتجاجات بمزيج من القوة والوعود بتنفيذ إصلاحات. وأرسل قواته ودباباته إلى مدن وبلدات عدة لقمع الاحتجاجات واعتقل الآلاف.
لكن الأسد منح الجنسية أيضا لعشرات الالاف من الاكراد ورفع حالة الطوارئ وقرر الإفراج عن مئات السجناء ودعا إلى حوار وطني.
ودخلت القوات والدبابات السورية حمص الواقعة على بعد 165 كيلومترا شمالي دمشق أول مرة قبل شهرين واحتلت الميدان الرئيسي بالمدينة بعد احتجاجات كبيرة تطالب بالحريات السياسية.